رام الله | أدى حادث اصطدام شاحنة إسرائيلية بحافلة فلسطينية كانت تقل أطفالاً فلسطينيين، على طريق جبع بين رام الله والقدس المحتلة، إلى استشهاد 10 أطفال مع معلمتهم بعد انقلاب الحافلة واشتعالها على الفور. وبلغ عدد المصابين في المستشفيات الفلسطينية، بحسب وزير الصحة فتحي أبو مغلي، 28 من الأطفال، سبعة بينهم في حالة حرجة للغاية، كما أعلن مستشفى هدايا عين كارم الإسرائيلي عن وجود ثلاث جثث، وجميعهم من روضة نور الهدى في عناتا.

التحقيقات الأولية للشرطة الفلسطينية أظهرت أن سائق الشاحنة الإسرائيلية انحرف عن مساره بالاتجاه المعاكس، ما أدى الى اصطدامه بمقدمة الحافلة التي تقل الأطفال، ما أدى الى انقلابها واندلاع النيران فيها.
وفيما ناشدت الشرطة المواطنين الانتباه والحذر على الطرق بسبب الأحوال الجوية لتفادي خطر الانزلاق، وخصوصاً أن فلسطين بانتظار عاصفة ثلجية خلال الساعات المقبلة، قرر الرئيس محمود عباس إعلان الحداد العام على ضحايا الحادث المأسوي. وجاء في قرار الرئيس «نتيجة لحادث السير المؤسف في قرية جبع، الذي راح ضحيته أكثر من 10 أطفال شهداء والعديد من الجرحى الذين يتلقون العلاج، قررنا إعلان الحداد لمدة ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام في جميع المؤسسات الفلسطينية في الداخل والخارج، وعلى الجهات المعنية أن تقوم بكل ما يلزم لرعاية الجرحى، وتقديم كل ما يلزم لعائلات الشهداء والجرحى، وقررنا اعتبار الضحايا شهداء الشعب الفلسطيني، ونقلنا جميع الجرحى إلى هنا، وربما ننقلهم إلى مكان آخر للعلاج».
من جهته، رأى رئيس الوزراء سلام فياض أن الحادث كارثة وطنية ومأساة إنسانية على كل أبناء الشعب الفلسطيني، وأعرب عن أسفه وحزنه العميقين لما أدى إليه هذا الحادث، ونقل فياض تعازيه الحارة إلى عائلات الضحايا، وأعرب عن تضامن الجميع معهم.
المواطنون هرعوا إلى المستشفيات للتبرع بالدم، إثر النداءات التي وجهت بسبب النقص الحاصل في بنك الدم، لمساعدة الجرحى في حادثة جبع، فيما عمد البعض الآخر الى نشر تفاصيل الحدث وكل الاحتياجات الخاصة للمستشفيات على شبكات التواصل الاجتماعي، ما ساهم في انتشار الأخبار بسرعة.
وقد لوحظ أن معظم روّاد الفايس بوك وتويتر غيّروا صور صفحاتهم إلى الأسود، واستبدلوها بأخرى كتب عليها «حداد» متضامنين مع الضحايا وعائلاتهم، فيما وجهت انتقادات واضحة لإدارة الروضة التي اتخذت قراراً بخروج الأطفال في رحلة في هذا الطقس السيئ، وسط الأمطار والرياح القوية، والتي كانت السبب الرئيسي لهذا الحادث.
فلسطين لبست الأسود، ورغم ذلك يتمنى المواطنون تساقط الثلوج على فلسطين، «لرؤية شيء أبيض في هذه اللحظات السوداء» التي ألمّت بفلسطين رغم كل جراحها، من الأسير خضر عدنان الذي دخل يومه الـ 61 في الإضراب عن الطعام، إلى غزة وجرحاها، والمعتقلين.
إلى ذلك، لقي الطفل فيصل خليل حساسنة (15 عاماً) مصرعه دهساً أثناء توجهه إلى مقعد الدراسة في بلدة العبيدية بمحافظة بيت لحم، فيما لقي طالب آخر حتفه دهساً كذلك في الخليل، جنوب الضفة الغربية.