بعد سلسلة محاولات استهدفت شخصيات إسرائيلية، دخلت تل أبيب في جهوزية هستيرية دفعتها الى رفع مستوى إجراءات الحماية لمسؤوليها ومؤسساتها وممثلياتها في العالم الى درجة صارمة، وأجبرت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على تغيير مكان هبوط طائرته في المطار القبرصي، وصولاً الى حد التحذير من أن تكون تلك المحاولات مقدّمة لموجة أكثر اتّساعاً واستمراراً، وصولاً الى حد التخوف من عملية أكبر وأشد تعد لها طهران. ودفع تزامن محاولات استهداف شخصيات اسرائيلية، في العديد من البلدان، مع الذكرى السنوية الرابعة لاغتيال القائد العسكري في حزب الله عماد مغنية، الجهات الموكل اليها حماية رئيس الحكومة الى التعامل كما لو أن هناك خطراً مباشراً مُحدقاً به، على خلفية سلسلة العمليات الأخيرة والتوتر المتزايد في المنطقة، واستبدال مكان هبوط طائرته في قبرص، بهدف كسر الروتين الذي قد يُوفِّر فرصة لاستهدافه، رغم أنها المرة الأولى التي يصل فيها رئيس وزراء اسرائيلي الى قبرص منذ قيام الدولة العبرية.
في السياق نفسه، رفعت تايلاند مستوى استعداداتها الأمنية في مطاراتها الستة، بناءً على نصيحة اسرائيلية بتعزيز قوات الشرطة، حسبما أوضح مصدر في حكومة تايلاند، التي يبدو أنها لديها معلومات عن امكان تنفيذ المزيد من العمليات التي تستهدف شخصيات اسرائيلية موجودة في الدولة.
في موازاة ذلك، دعت هيئة مكافحة الإرهاب كافة الإسرائيليين الموجودين خارج البلاد الى اتخاذ جانب الحذر، انطلاقاً من أن هناك امكاناً مرتفعاً باستمرار لتعرضهم ومصالح اسرائيل للعديد من العمليات. وأكدت الهيئة وجود «تصميم كبير» لدى الجهات المستهدِفة، على مواصلة توجيه الضربات الأمنية إلى المصالح الإسرائيلية في مختلف أنحاء العالم.
وفي محاولة لإضفاء مزيد من الصدقية على هذا الإنذار، ربط المصدر بينه، وبين نتائج التحقيق مع المعتقلين المشتبه فيهم في تنفيذ العمليات في نيودلهي وبانكوك، لكن بالرغم من ذلك، لم يُشِر المصدر الى دول محددة مشمولة بالإنذار، مشيراً إلى أنه «من المهم أن نفهم أننا على ما يبدو ما زلنا أمام عمليات إضافية»، مضيفاً إن «اسرائيل تبذل المزيد من الجهود لإحباط عمليات أخرى».
في الإطار نفسه، أرجعت صحيفة «يديعوت احرونوت» عدم النجاح في قتل أي من الشخصيات المستهدفة، الى ان القيادة الإيرانية كانت تريد رداً سريعاً، الأمر الذي دفع المنفذين الى القيام بما هو متوافر على قاعدة «أريد دماً والآن». وأشارت الى ان اسرائيل سبق لها أن وقعت في هذا الفخ عندما ضغطت القيادة السياسية على «الموساد» لتنفيذ عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، وهو ما أدى في حينه الى اعتقال المنفذين. وحذَّرت الصحيفة من ضرورة عدم الوقوع في الخطأ، لأن ما جرى حتى الآن قد يكون وجبة أولى فقط.
في السياق نفسه، ذكرت مصادر هيئة مكافحة الإرهاب أيضاً، أن إسرائيل تتابع كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي أعلن عدم مسؤولية حزب الله عن محاولات العمليات الأخيرة، وأكد في الوقت نفسه، أن الرد على اغتيال مغنية، سيجري عبر استهداف مسؤولين إسرائيليين كبار. ولفت المصدر إلى أن اسرائيل «تدرس بإصغاء كبير إلى تهديدات نصر الله، وتستعد لها بما يتلاءم»، لكنه أقر أيضاً بأن «التصميم على تنفيذ عمليات (تستهدف اسرائيليين) كبير جداً».
الى ذلك، عمد موقع هيئة مكافحة الإرهاب على الإنترنت، الى محاولة رفع مستوى اليقظة لدى الإسرائيليين، ودفعهم الى الالتزام بالتوجيهات، عبر القول إن بحوزة اسرائيل معلومات عن مواصلة حزب الله محاولاته لتنفيذ تهديداته باستهداف إسرائيليين في الخارج.