على الرغم من معرفتهم المسبقة بأن عبد ربه منصور هادي سيكون المرشح الفائز في الانتخابات الرئاسية اليمنية، بعدما كرسته المبادرة الخليجية مرشحاً توافقياً لمرحلة انتقالية من عامين، اختارت فئات واسعة من اليمنيين، أمس، التوجه إلى صناديق الاقتراع مصرةً على وضع لمستها على نهاية حكم علي عبد الله صالح، ما انعكس اقبالاً كثيفاً على بعض مراكز الاقتراع، وأجبر اللجنة الانتخابية على تمديد الاقتراع لساعتين، وتحديداً في تعز وإب. وبانتظار النتائج النهائية لعملية فرز الأصوات، لتحديد نسبة المشاركة في الانتخابات التي دعي إلى المشاركة فيها 12 مليون ناخب، قال عضو اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء، القاضي سبأ الحجي، إن عملية الاقتراع سارت بصورة آمنة وإن نسبة الإقبال بلغت نحو 80 في المئة لكن النتائج النهائية لن تعرف قبل عدة أيام.
وأشار الحجي، خلال مؤتمر صحافي، إلى أن 292 دائرة في المحافظات جرت فيها عمليات الاقتراع من أصل 301 دائرة، فيما وصل عدد الدوائر المعطلة إلى 9 دوائر، منها 5 في محافظة لحج، و3 في محافظة الضالع، ودائرة واحدة في محافظة أبين.
في غضون ذلك، أجمعت أمس المواقف الصادرة عن السياسيين اليمنيين المؤيدين للانتخابات على أهمية هذه اللحظة. وقال هادي، وهو المرشح الوحيد والتوافقي، إن الانتخابات هي الطريق الوحيد «من أجل الخروج من الأزمة والظروف الصعبة التي عصفت بالبلاد منذ مطلع العام الماضي».
بدوره، رأى رئيس مجلس الوزراء، محمد سالم باسندوة، أن الاقبال الذي شهدته عملية الاقتراع أمس «دليل على الوعي الكبير للشعب اليمني ورغبته في الانتقال السلمي والسلس للسلطة»، واصفاً «الانتخابات الرئاسية باليوم التاريخي في حياة شعبنا اليمني العظيم الذي يثبت للعالم رغبته في التداول السلمي للسلطة».
كذلك نُقل عن الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني، ياسين سعيد نعمان، قوله إن «اليمنيين يستطيعون القول اليوم وبكل ثقة أن ثورة شباط 2011، والتي تواصلت مع الحراك السلمي في تموز 2007 في خط متصاعد لمواجهة الاستبداد والظلم، استطاعت أن تعبر باليمن إلى مرحلة جديدة في تاريخه المعاصر».
اما اللواء المنشق، علي محسن الأحمر، فقال لدى ادلائه بصوته في صنعاء، «أنا سعيد جداً بهذا اليوم لأنه يوم انتقال السلطة سلمياً، وهذا يبشر بعهد جديد وبمستقبل باهر لليمن». من جهتها، قالت الناشطة اليمنية الفائزة بجائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، إن الانتخابات الرئاسية «يوم عيد بالنسبة إلى اليمنيين»، محذرةً هادي من أنه «اذا لم يحقق أهداف الثورة، فكما أسقطنا الاول نسقط الثاني بأيدينا».
دولياً، رأى مبعوث الامم المتحدة لليمن جمال بن عمر، الذي لعب دوراً محورياً في التوصل إلى اتفاق انتقال السلطة وفي تطبيقه، أن الانتخابات ليست الّا بداية لطريق «صعب وشائك»، مشيراً إلى أن اليمن يواجه «أخطاراً كثيرة، أولها انعدام الثقة بين الأطراف السياسية».
وتحدث بن عمر عن مجموعة من الخطوات المطلوبة في المرحلة المقبلة، أبرزها «اعادة هيكلة الجيش»، لكنه لفت إلى أن «هذا مشروع طويل المدى ولن يتم في ظرف شهر او شهرين او ثلاثة». وأشار إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد «تنظيم حوار وطني واسع تساهم فيه جميع الاطراف، ولا سيما الاطراف التي لم تشارك حتى الآن في العملية السياسية اي الشباب المعتصمون والمتمردون الحوثيون والحراك الجنوبي» المطالب بالانفصال.
من جهته، انتقد السفير الأميركي، جيرالد فايرستاين، «الذين يمنعون الناس عن التصويت»، مشيراً إلى أنهم «لا يتمتعون بأي دعم شعبي وإن كان لهم شعبية فلن يضطروا لمنع الناس من التصويت».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)