فيما يستعد الرئيس اليمني المنتهية ولايته علي عبد الله صالح للعودة إلى اليمن للمشاركة في تنصيب نائبه عبد ربه منصور هادي رئيساً جديداً قبل نهاية الشهر الجاري، يبدو أن الأخير سيتولى منصبه الجديد بتفويض شعبي كبير، مدفوعاً بنسبة مشاركة في الانتخابات تجاوزت، وفقاً لأحدث تقديرات مسؤولي اللجان الانتخابية، عتبة الـ60 في المئة، بالرغم من دعوات المقاطعة التي سجلت في شمال البلاد وجنوبها.
وقال مسؤول في اللجان الاشرافية، التي تراقب العملية الانتخابية في المناطق، إن «نسبة المشاركة كانت 60 في المئة معدلاً وسطياً في مختلف المناطق اليمنية»، لافتاً إلى أن المشاركة في الجنوب كانت أقل بسبب دعوة الحراك الجنوبي الى المقاطعة. وأوضح أن نسبة المشاركة بلغت في عدن 50 في المئة وما بين 30 و40 في المئة في باقي مناطق الجنوب، حيث ارتفعت حصيلة المواجهات بين الرافضين للانتخابات الذين سعوا لعرقلتها وقوات الأمن إلى عشرة أشخاص. أما في صعدة، معقل جماعة أنصار الله بزعامة عبد الملك الحوثي، فبلغت نسبة المشاركة فيها نحو 50 في المئة، بينما كانت النسبة أقل في باقي قرى محافظة صعدة التي يسيطر عليها أنصار الحوثي.
في هذه الأثناء، تواصلت ردود الفعل الغربية المرحبة باجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة. وأصدرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بياناً هنأت فيه «الشعب اليمني على الانتخابات الرئاسية الناجحة»، مؤكدةً أن الانتخابات خطوة مهمة أخرى على طريق عملية الانتقال الديموقراطية واستمرار للعمل المهم من أجل الإصلاح السياسي والدستوري». لكن وزيرة الخارجية الأميركية أكدت أنه «لا يزال ثمة عمل لا بد من القيام به»، لافتةً إلى أنه «سيجتمع اليمنيون في مؤتمر حوار وطني لمعالجة المسائل الحساسة المتعلقة بالوحدة الوطنية والتركيبة الأساسية للحكومة والمجتمع اليمني، في ظل اتخاذ خطوات لمعالجة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية الملحة». وشددت على أن «الولايات المتحدة، مع شركائها بالمجتمع الدولي، ستستمر بدعم اليمن حتى يحظى كل اليمنيين بفرصة تحقيق قدراتهم».
كذلك، نقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية عن المتحدث باسم الخارجية الروسية، الكسندر لوكاشيفيتش، قوله «نرحب بجهود السلطات اليمنية التي ضمنت إجراء التصويت في موعد محدد»، مشيراً إلى أن «بلاده ترى أن الإقبال الكثيف لليمنيين على المشاركة بالانتخابات يؤكد أن الغالبية عازمة على إنجاح التحول السياسي بهدف تطبيع الوضع في بلادهم والمحافظة على وحدتها».
أما وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي، كاثرين آشتون، فشددت على أن «الانتخابات الرئاسية تشكل إنجازاً مهماً في العملية الانتقالية باليمن» وأن التصويت الذي تم أول من أمس «يفتح فصلاً جديداً في تاريخ البلاد، وهو فصل يطرح وعداً بالتغيير الذي طال انتظاره بالنسبة للشعب اليمني». وإذ أكدت ان محاولات إعاقة الانتخابات، وخصوصاً في عدن والجنوب، لن تسمح بخروج العملية الانتقالية عن سكّتها، شددت على أن المسؤولين عن أعمال العنف سيحاسبون، قبل أن تدعو إلى «بدء عملية الإصلاح والمصالحة والحوار الوطني لتمهيد الطريق أمام قيام دولة شاملة وديموقراطية ومدنية توفر حاجات كل اليمنيين».
في غضون ذلك، أفاد موقع «المصدر أون لاين» عن توجيه مركز الحقوق الدستورية، وهو منظمة قانونية وتوعوية أميركية، طلباً إلى وزارة العدل الأميركية لفتح تحقيق جنائي فوري بحق صالح لارتكابه أعمال تعذيب وجرائم ضد حقوق الإنسان في اليمن أثناء قمعه العام الفائت للتظاهرات المطالبة بإنهاء حكمه.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، الأخبار)