حلب | تفاوت الإقبال على التصويت في محافظة حلب، كبرى المحافظات السورية الـ 14 (أكثر من ربع السكان)، فبينما شهدت المدينة نسبة تصويت عالية حتى السادسة مساء، تفاوت الإقبال في مناطقها بين إقبال ضعيف أو معدوم، كما في بعض ريفها الشمالي والغربي الذي ينشط فيه مسلحون حاولوا قطع الطرقات لمنع وصول الصناديق، وإقبال متوسط إلى واسع في بقية المناطق، كان أبرزها في السفيرة ومنبج، وجبل سمعان الجنوبية، حيث يحظى النظام بشعبية عالية، إذ لم تخرج سوى تظاهرات محدودة في تلك النواحي منذ بدء الاحتجاجات قبل نحو سنة. وتجري آلية الاستفتاء عبر تقديم اللجنة المشرفة على الصندوق ورقة الاستفتاء ممهورة بختم المركز ورقمه، ليتوجّه بعدها المستفتي إلى الغرفة السرية ويقوم بوضع إشارة على إحدى الدوائر المرسومة على الورقة (موافق أو غير موافق) ويضعها في ظرف ليسقطها في صندوق مختوم بالشمع الأحمر. واللافت أن نسبة كبيرة من المستفتين التزموا بالدخول الى الغرفة السرية. واقتصر دور عضوي لجنة الصندوق على تسجيل الوثائق (هوية شخصية أو عسكرية أو نقابية أو بطاقة جامعية) التي يتقدم بها المواطن لإثبات هويته وشرح أية استفسارات تتعلق بكيفية الاستفتاء.
ويتمتع بحق الاستفتاء كل مواطن عربي سوري من الذكور والإناث أتم الثامنة عشرة من عمره في 1/1/2012 أي من كان مولوداً في 1/1/1994 وما قبل، ما لم يكن محروماً من حقوقه المدنية والسياسية بمقتضى المواد 63 أو 65 أو 66 من قانون العقوبات أو القوانين الأخرى النافذة، ولا تدرج أسماء هؤلاء في جداول الاستفتاء.
وقال حكمت حلاوة، مدير الشؤون القانونية في المحافظة، لـ«الأخبار» «لا يمكن تحديد نسبة دقيقة للإقبال، لكن وردتنا عشرات الطلبات لأوراق استفتاء ولصناديق إضافية، علماً بأن كل مركز زوّد بألف ورقة استفتاء، وهذا يدل على أن الإقبال كبير في تلك المراكز». ويبلغ عدد مراكز الاستفتاء في مدينة حلب 542 مركزاً، وفي مناطق المحافظة 1090 مركزاً.
ولفت حلاوة إلى أن «تمديد زمن الاستفتاء رهن بالواقع الميداني وسيتم تقدير الموقف عند الساعة السابعة». ومساءً، بث التلفزيون السوري أنه سيجري تمديد الاستفتاء في عدة محافظات سورية الى العاشرة ليلاً نظراً إلى الإقبال الشديد.
بدوره، قال مصدر مطلع لـ«الأخبار إن مسلحين منعوا بعض اللجان في مناطق شمال وغرب حلب من البدء بالاستفتاء بقوة السلاح، ومنعوا الأهالي من المشاركة في بعض المراكز التي افتتحت. ولفت المصدر إلى أن عدد المراكز تلك يعدّ ضئيلاً جداً بالنسبة إلى العدد الكلي، مشيراً إلى أن بعض المراكز بدأت عملها بتأخير بضع ساعات، ريثما جرى إبعاد المسلحين بمساعدة بعض الأهالي حقناً للدماء في يوم يحمل الأمل للسوريين.
وأظهر شريط فيديو على موقع يوتيوب طريق حلب ـــ تركيا الدولية مقطوعة. وقال صاحب الفيديو إن هذه الطريق قطعها «الجيش السوري الحر» رداً على «الاعتداء الذي قامت به القوات النظامية على مدينة عزاز». وقال مهند الثلجة، وهو طالب جامعي، «شاركت في الاستفتاء لأنه حق لي وواجب ولكي يقر مشروع الدستور الجديد الذي سينقل سوريا إلى مرحلة جديدة من التعددية وإنهاء احتكار الحزب الذي أؤيده لقيادة الدولة والمجتمع، لأننا سنثبت أننا حزب للشعب، وأن التعددية أصبحت حقيقية والتنافس سنخوضه في الصناديق».
بينما قالت صديقته زين «شاركت في الاستفتاء لأنه حق لي وصوّتت بـ لا بسبب بعض المواد، ومنها المادة 3 لأنني أريد دستوراً علمانياً، لقد عبرت عن رأيي بحرية وأتمنى أن تصبح صناديق الاقتراع هي الفيصل في سوريا المتجددة ونتمكن من وقف العنف ونقل الصراعات السياسية إلى المؤسسات الديموقراطية الجديدة». وقال محمد نور، وهو باحث اقتصادي، «الدستور يفتح باباً للإصلاح، النظام سقط لمن يريد إسقاطه، المادة 8 ألغيت وهذا يمهد لإسقاطه كنظام أمني، وبعد إقرار الدستور وأتوقع ذلك لأن الشعب يريد الإصلاح ووقف العنف»، موضحاً أنه «يجب على حاملي السلاح والمطالبين بإسقاط النظام أن يفكروا في أنهم أصبحوا عبئاً على الوطن والشعب، وأنهم يخربون المنجزات التي تحققت بفضل تضحيات الشعب كله، وصدق نوايا الرئيس في التغيير الذي لم يمنح أي فرصة من قبل أعداء سوريا».
وعلى العكس من ذلك، قال محمد هشام، وهو طبيب، «قاطعت الاستفتاء لأن المشاركة فيه اعتراف بشرعية النظام، مهما كان موقفنا من مواد الدستور»، موضحاً أن «مطلب الشعب هو إسقاط النظام ورحيل عائلة الأسد عن سوريا، والدستور الجديد هو لمصلحة النظام حيث عمد الى تغيير المواد التي يريد التخلص منها، وسيحكم سوريا لسبعة عشر عاماً مقبلة، ثم يعود مثل (رئيس الوزراء الروسي فلاديمير) بوتين، يعني إلى الأبد ولم يتغير شيء».