نقلت وسائل إعلام روسية عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله، في مؤتمر صحافي أمس في موسكو مع نظيره الميانماري وونا ماونغ لوين، أن روسيا ترحّب بإجراء استفتاء على الدستور في سوريا، مضيفاً «أظن أن الذين يرون هذا خطوة نحو الديموقراطية صائبون». وفي بيان لاحق، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن نتائج الاستفتاء على الدستور تدل على أن الشعب السوري يؤيّد التحولات التي تقترحها الحكومة، ولا تمنح المعارضة الحق في التحدث باسم هذا الشعب.
وفي سياق آخر، رأى لافروف أن مؤتمر «أصدقاء سوريا» في تونس لن يسهّل تسوية الوضع في سوريا، مضيفاً أنه «حتى الآن فإن وضع الوثيقة التي تُتداول ليس واضحاً». وأضاف أن «الاجتماع لم يساعد في خلق الظروف التي ستقنع كل السوريين بالبدء بحوار سياسي... نعبّر عن أسفنا لهذا الواقع».
من جهتها، أعربت الصين أمس عن أملها بأن يساعد الاستفتاء على الدستور الجديد في سوريا على الدفع قدُماً في الإصلاحات وفي بدء حوار سياسي في البلاد، ورفضت الانتقاد الأميركي لموقفها تجاه الأزمة السورية، مشددة على ضرورة احترام خيار الشعب السوري وعدم فرض أيّ جهة خارجية أيّ حلّ عليه.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» عن الناطق باسم وزارة الخارجية هونغ لي قوله إن «الصين تأمل أن يساعد الاستفتاء على دستور جديد في سوريا على الدفع قدماً بالإصلاحات وعلى البدء بحوار سياسي»، مضيفاً «نأمل أن تبذل كل الأطراف المعنية في سوريا الجهود من أجل إزالة التوتر في وقت مبكر».
ورداً على سؤال بشأن انتقادات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لموقف الصين وروسيا بشأن سوريا، قال هونغ إن بكين «لا يمكن أن تقبل ذلك أبداً»، مضيفاً أنها ستحافظ دائماً على موقفها العادل وغير المتحيّز. وذكّر بأن الصين لم تحضر مؤتمر «أصدقاء سوريا» في تونس بسبب عدم دراسة هدف المؤتمر وتأثيره وآليته على نحو كاف.
وهنّأ نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، الحكومة والشعب السوريين على إجراء الاستفتاء علی مشروع الدستور الجديد، واصفاً إياه بـ«الناجح». وقال إن «المشاركة الواسعة للشعب السوري في هذه الخطوة الأساسية نابعة من عزم وإرادة الشعب والحكومة في سوريا لتحقيق مسار الإصلاحات والتمسك بالوحدة الوطنية والتضامن وإعادة الاستقرار والأمن».
بدوره، قال مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة ادواردو ديل بوي «من غير المرجّح أن يكون الاستفتاء ذا صدقية في إطار العنف العام والانتهاكات الكبيرة لحقوق الإنسان» في سوريا. وأوضح أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «أخذ علماً» بالاستفتاء. وأضاف المتحدث أن «الأولوية في سوريا يجب أن تكون لوضع حدّ لكل أعمال العنف، وفي تلك الشروط فقط يمكن الانتقال إلى عملية سياسية تلبّي تطلعات المواطنين (السوريين)». وتابع أن الأمم المتحدة لا تزال تنتظر ضوءاً أخضر من دمشق لإرسال مسؤولة العمليات الإنسانية لديها فاليري أموس إلى سوريا لتقييم الوضع الإنساني فيها. ونقل الطلب الرسمي للزيارة إلى السلطات السورية الأسبوع الماضي.
أما واشنطن، فقالت على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند «إننا نرفض الاستفتاء لأنه يعبّر عن وقاحة مطلقة». وأضافت أن الرئيس السوري بشار الأسد «قام بالتصويت في عملية اقتراع يسيطر عليها، مستخدماً قصاصة ورق يسيطر عليها في محاولة للبقاء في السلطة».
(يو بي آي ، أ ف ب)