حسمت المحكمة المصرية، أمس، الجدل الدائر حول نشر رجل الأعمال القبطي، نجيب ساويرس، رسوماً تظهر الشخصية الكرتونية الشهيرة ميكي ماوس وزوجته ميني بلحية ونقاب، عبر حسابه على «تويتر»، وعُدّت مسيئة إلى الدين الإسلامي، وقضت ببراءة ساويرس من تهمة ازدراء الإسلام ورفض الدعوى التي أقامها ضدّه عدد من المواطنين.
وأمرت المحكمة بتغريم رافعي الدعوى مبلغ 10 دولارات. ويأتي الحكم بعد أقل من شهر، من صدور حكم غيابي في دعوى مشابهة لتلك المرفوعة ضدّ ساويرس بحق الممثل الشهير عادل إمام قضى بحبسه ثلاثة أشهر، وتغريمه مبلغ 166 دولاراً بتهمة ازدراء الدين الإسلامي والسخرية من الجلباب واللحية في أعماله الفنية.
أزمة ساويرس بدأت في نهاية شهر حزيران من العام الماضي، عندما نشر صوراً كاريكاتورية ربطها السلفيون بموقف سابق له معادٍ للحجاب، وانتشرت بعدها الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تطالب بمحاكمة ساويرس ومقاطعة شركة الاتصال التي يملكها. ورغم أن رجل الأعمال نفسه أكّد أن هذا الرسم متداول على شبكات التواصل الاجتماعي منذ 2008 وقدم اعتذاره، مؤكداً أنه لم يكن يقصد الإساءة، فإن هذا الأمر لم يوقف عدداً من المواطنين عن تحريك ثلاث دعاوى قضائية ضدّ ساويرس. والحكم الصادر أمس هو في أحد هذه القضايا، بينما من المقرر أن تصدر محكمة أخرى حكماً آخر في القضية نفسها يوم السبت المقبل، على أن يُفصَل في الدعوى الثالثة في شهر نيسان. وأكد محامي ساويرس، نجيب جبرائيل، أن الحكم «مبدأ قانوني مهم للمرحلة، التي تمر بها مصر، والتي يعاني فيها المجتمع حالة تدين شكلي»، مضيفاً أن ذلك «يسد الباب تماماً على أصحاب دعاوى الحسبة التي انتشرت حديثاً وراحت تلاحق الأدباء والمثقفين والنشطاء السياسيين ورجال الأعمال». وأشار إلى أنّ «حكم أمس يعطي حجة بعدم قبول الدعاوى الأخرى المرفوعة على ساويرس في المحاكم الأخرى بسبب الاتهام نفسه». وقد رحبت منظمات المجتمع المدني بالحكم، وعدّته انتصاراً لحرية التعبير من ناحية، وحرية الدين والمعتقد من ناحية أخرى. وتكمن أهمية الحكم، حسب المحامي عادل رافع، ممثل المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، في أنه يؤكد أن ليس من حق أي شخص أن يقاضي أي شخص نيابة عن المجتمع، وأن القضايا التي تتعلق بالمصلحة العامة للمجتمع، يجب ألا تقام من قبل أشخاص وفق أهوائهم الخاصة، بل من النائب العام فقط.
رنا...