صنعاء | يتواصل انقطاع الكهرباء عن صنعاء وبقية مدن اليمن منذ بدء الحرب قبل أكثر من عام. وفي ظلّ الحاجة الملحة للكهرباء، عمد بعض اليمنيين إلى توليد الكهرباء بالطاقة البديلة بواسطة الألواح الشمسية. وفيما لا يمتلك جميع المواطنين القدرة على شراء الألواح المكلفة في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور، لم يجد البعض من وسيلة للتغلب على هذا الواقع سوى التردد على مقاهي الإنترنت، بغرض شحن أجهزتهم الإلكترونية من الجوالات وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، وغيرها. ومع اشتداد الحاجة، ازدهرت «محلات الشحن»، إلا أنها مثلت فرصة لاستغلال مرتادي المقاهي من قبل مالكي المحلات الخاصة عبر رفع الأسعار بصورة مبالغ فيها. وفي جولة على تلك المقاهي، يمكن رؤية أن معظم روادها هم طلاب وطالبات الماجستير الذين يأتون بغرض شحن أجهزتهم المحمولة لإكمال دراستهم ورسائلهم. ويزور طلاب آخرون المكان لإعداد بحوث التخرج. ويمكن ملاحظة التذمر على هؤلاء من ارتفاع القيمة المادية لهذه الخدمة، حيث بات أصحاب تلك المقاهي يخصصون سعراً محدداً لكل جهاز بحسب نوعيته.
فعلى سبيل المثال، تبلغ كلفة شحن اللابتوب والخازنر مئة ريـال، وفي بعض المقاهي ارتفع السعر إلى 150 ريالاً. أما شحن الجوال فيكلف 50 ريالاً. وإذا أراد أن يشحن بطارية اللوح الشمسي فذلك سيكلفه 700 ريالاً، وخاصة في القرى البعيدة عن العاصمة.
ويبرر أصحاب المقاهي الأسعار التي يتقاضونها بـ«ارتفاع المشتقات النفطية التي يشترونها لتوليد الطاقة للمولدات»، مؤكدين أن ذلك يكلفهم الكثير. ورد أحد أصحاب المقاهي على سؤال «الأخبار» بالقول: «ماذا تتوقعين في ظل هذا الوضع؟ يكفي أننا نحاول أن نقدم الخدمة للزبائن ونفتح محلاتنا على مدار الساعة، ولا بد أن يكون هناك ربح وإلا فما فائدة فتح المحل إذا لم يكن هناك عائد لنا لنستمر بفتحه؟».
وكانت وزارة الكهرباء قد أعلنت عودة التيار الكهربائي للعاصمة وبقية المحافظات. وقال مصدر في الوزارة إن الفرق الفنية المكلفة إصلاح خطوط نقل الكهرباء في محافظة مأرب استكملت العمل في الموقعين الأول والثاني في منطقة ماس في مأرب، متمكنةً من معالجة أربعة أقطاع في الأسلاك، ناتجة من الاشتباكات في منطقة هيلان بين الأبراج من 271 – 295.
وأضاف المصدر في مؤسسة الكهرباء، أنه تمت معالجة 12 قطع في منطقة فرضة نهم شرقي صنعاء بين الأبراج 129- 155، إلى جانب استكمال معالجة الأضرار على قوائم الأبراج الحديدية، مؤكداً انتهاء الفرق الفنية من إصلاح برجين، فيما يجري العمل حالياً على إصلاح ثلاثة أبراج مع تركيب برج طوارئ بديل من البرج رقم 216.
وقال إن الفرق الفنية والهندسية تواصل أعمالها لإصلاح خطوط نقل الكهرباء الواقعة بين الأبراج 217 – 223 في الموقع رقم 2 التابع للدائرة الأولى في منطقتي ماس ــ حلحلان.
كذلك، أُنجز العمل في الموقع الأول في منطقة العطيف ونخلاء والسحيل في المحافظة نفسها بين عدد من الأبراج، وعولج 57 قطعاً وأعطال وأضرار كثيرة بسبب الضربات الكبيرة والمتوسطة التي تعرضت لها خطوط نقل الكهرباء.
وأفاد المصدر بأن الفرق الفنية استكملت العمل في المنطقة المذكورة وعالجت 44 قطعاً بصورة نهائية، إضافة إلى 13 قطعاً قيد المعالجة وقد بلغت نسبة الإنجاز فيها 90%، مشيراً إلى أن الفرق الفنية تعمل جنباً إلى جنب وتكثف العمل من أجل سرعة الإنجاز لإعادة منظومة الطاقة الكهربائية وإصلاح الأضرار كافة.
وبرغم هذا التأكيد، لم يستفد المواطنون بعد من عودة التيار الكهربائي. وقال المصدر في الوزارة إنه «ليس بأيدينا تأخر التيار، إذ إن الفرق الفنية لم تستطع الدخول إلى المواقع الواقعة بالقُرب من منطقة نهم، وذلك لاشتداد المعارك والقصف الجوي للتحالف»، ما عرقل إكمال الإصلاحات هناك. إلى ذلك، قُصف بعض الأبراج التي أُعيدت إلى الخدمة بصعوبة، من قبل مقاتلات «التحالف»، ولهذا السبب تعثّرت عودة الكهرباء.