أعلن رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرغر أمس، أن قافلة اللجنة الدولية للصليب الأحمر لم تتمكن من دخول حي بابا عمرو في حمص، مشيراً إلى أنّ «من غير المقبول ألا يتمكن أشخاص ينتظرون المساعدات العاجلة منذ أسابيع، من الحصول على أي دعم». وأضاف كيلنبرغر أن القافلة «ستبقى هذه الليلة في حمص، على أمل التمكن من دخول بابا عمرو قريباً جداً. إضافة إلى ذلك، فرّ كثير من الأسر من بابا عمرو وسنساعدهم بأسرع ما يمكننا».
وقال مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين السورية إن الجيش السوري «طهر بابا عمرو من الجماعات الإرهابية المسلحة المدعومة من الخارج». ولم يتضح عدد المعارضين الذين قتلوا في الهجوم وعدد من انسحبوا.
بدوره، دعا رئيس «المجلس الوطني السوري»، برهان غليون، الدول الأجنبية إلى تسليح المعارضة السورية، وأعرب عن إحباطه من تعامل بريطانيا الذي وصفه بالحذر مع الأزمة في بلاده. وقال في مقابلة مع صحيفة «دايلي تليغراف»: «إن بريطانيا وقوى غربية أخرى تنتهج الحذر في تعاملها مع الأزمة في سوريا، على عكس الدول العربية مثل قطر والسعودية». واضاف أن المجتمع الدولي «بطيء جداً ولا يزال صوته منخفضاً في سوريا ويتحدث بالهمس ضد النظام (...) ونحن نرحّب بالمواقف التي اتخذتها بريطانيا في وقت سابق، لكننا نعتقد أن صوتها صار أكثر هدوءاً الآن ولا نعرف الأسباب.. وباتت حذرة للغاية». وقال غليون: «إن كميات صغيرة من الأسلحة هُرِّبت إلى سوريا». وأشارت الصحيفة إلى أن كميات صغيرة من الأسلحة تُهرَّب إلى المتمردين في سوريا من قبل قطر والسعودية، فيما تردد أن دولاً غربية تقدم المساعدة لهم في مجال الاتصالات والمعدات العسكرية غير الفتاكة».
وخرجت تظاهرات أمس في عدة محافظات سورية، بعد صلاة الجمعة، التي سماها المعارضون «جمعة تسليح الجيش السوري الحر»، وأظهر إحصاء يقوم به «المركز السوري المستقل لإحصاء الاحتجاجات» ما مجموعه 459 نقطة احتجاج في عدة محافظات سورية، أبرزها في إدلب، تليها حماة وحلب ودرعا وحمص ودمشق وريفها، فيما شهدت كل من دير الزور والحسكة وطرطوس واللاذقية تحركات خجولة، وانعدمت التظاهرات في كل من الرقة والسويداء والقنيطرة.
وكتب على لافتة رفعها محتجون في إحدى التظاهرات «الشعب يريد إعلان الجهاد». وفي شريط فيديو على موقع يوتيوب الإلكتروني، شوهد متظاهرون صُوِّروا من الخلف وقد غطوا رؤوسهم بمعظمهم، يهتفون «الموت ولا المذلة، عن حمص ما رح نتخلى، عن درعا ما رح نتخلى».
وقال المصدر إن عبوة ناسفة موضوعة في حاوية للقمامة انفجرت بينما كان شاب وفتى يبحثان فيها، ما أدى إلى مقتلهما. وتابع أن عبوة ناسفة انفجرت أمام أحد المساجد في دير الزور، ما أدى إلى «استشهاد مواطن وإصابة 3 عناصر من قوات حفظ النظام بينهم ضابط برتبة مقدم». وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، إن 13 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم أمس.
وفي جنيف، ذكّر مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، الرئيس السوري بشار الأسد بالتزاماته بموجب القانون الدولي. وقال روبرت كولفيل، المتحدث باسم المجلس: «نشعر بقلق من تقارير بدأت تخرج من حي بابا عمرو في حمص بعد أن سيطرت عليه القوات الحكومية». وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن قافلة مساعدات إنسانية وصلت إلى مدينة حمص السورية وتستعد لدخول منطقة بابا عمرو. وفيما انتشرت أخبار انسحاب المعارضة من بابا عمرو، أظهرت لقطات فيديو بُثت على الإنترنت ما يبدو أنهما جثتا الصحافية الأميركية ماري كولفين والمصور الفرنسي ريمي أوشليك خلال دفنهما في حمص. ومساءً قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها تسلمت من السلطات السورية جثتي الصحافيين اللذين قُتلا في 22 شباط وإنها تنقلهما بسيارة إسعاف من حمص إلى دمشق.
ونقل مقاتلون معارضون من سوريا الصحافية أديت بوفييه والمصور وليام دانييلز عبر الحدود إلى لبنان أمس. وكانت ساق بوفييه قد كُسرت خلال قصف القوات السورية العنيف لحي بابا عمرو في حمص. وأعلنت «كتيبة الفاروق»، في بيان أمس، مقتل عناصر منه خلال عملية إجلاء الصحافيين. وكانت منظمة «آفاز» قد أفادت بمقتل 13 ناشطاً سورياً يعملون معها في العملية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، في مؤتمر صحافي، «إنهما في حالة معنوية جيدة، لكنهما بالطبع مرهقان بعد كل ما تعرضا له في الأيام والساعات الأخيرة». وكان مسؤولون في السفارة الفرنسية بلبنان، بينهم طبيب، قد التقوا مع المجموعة على الحدود أمس ووجدوا الجرح في ساق بوفييه في حالة مستقرة، ما يعني أنه يمكن نقلها جواً إلى فرنسا. وقال فاليرو: «اعتنى بها جيداً أطباء سوريون منذ البداية، ما يعني أن جرحها لم يتدهور». ومساءً حطّت طائرة بوفييه ودانييلز في فرنسا في مطار فيلاكوبلاي العسكري قرب باريس، وكان في استقبالهما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
(الأخبار، سانا، رويترز،
يو بي آي، أ ف ب)