تغيير البيئة الاستراتيجية لاسرائيل، وتراجع هامش المناورة لديها، في ظل تنامي قدرات اعدائها والتغيرات في العالم العربي، يدفع تل ابيب الى التأكيد، من باب الاعلان عن قدراتها واستعدادها العسكري، على قدرة الردع لديها، بهدف منع نشوب الحرب، التي لا تريدها ولا تقوى عليها. وفي سياق الرسائل الاسرائيلية، ذكرت صحيفة «هآرتس» أمس، أن الجيش الإسرائيلي يولي أهمية خاصة لتدريب قواته البرية، لمواجهة تحصينات حزب الله في لبنان وحركة حماس في قطاع غزة، مشيرة إلى أن «استعداد الجيش يأتي في سياق استعدادات لخوض حرب توجب خوض معارك ومواجهات برية تدور رحاها تحت سطح الأرض».
وبحسب الصحيفة، تشير تقديرات الجيش الاسرائيلي إلى أن «حزب الله يمتلك عشرات القواعد العسكرية المبنية تحت الأرض في لبنان، والتي يقود الحزب منها عملياته العسكرية ويصدر أوامره وتعليماته لعناصره، مع الاحتفاظ بمنظومات لإطلاق الصواريخ والراجمات، من تحت الأرض».
وإزاء «حماس»، تشير «هآرتس» إلى أنها «تمتلك هي الأخرى منظومات حربية وعسكرية تحت الأرض، تشمل عشرات الأنفاق المرتبطة بالمنازل، بعضها أنفاق معدة لعمليات اختطاف جنود إسرائيليين وأسرهم عند الحاجة، وأنفاق أخرى معدة لنقل الأسلحة وتهريبها إلى القطاع».
وبحسب مصادر عسكرية اسرائيلية، فإن «الجيش يفضل أساساً، عدم دخول أنفاق تحت الأرض؛ لأن المجازفة بحياة الجنود تفوق الفائدة المرجوة منها، لكن قد تكون الحرب تحت الأرض ضرورية، وتحديداً في ما يتعلق بمواقع ذات أهمية استراتيجية، لذا تتدرب القوات على دخول هذه المواقع برجال آليين، ومن ثم إدخال الجنود إليها».
وأشارت المصادر إلى أن «القوات البرية شيدت في إطار تدريباتها، موقعاً شبيهاً بمواقع العدو تحت الأرض، حيث يُدرَّب الجنود عليه، ويحتوي الموقع على غرفة قيادة ومخزن أسلحة ومنافذ جانبية وقنوات تهوية ومحول للطاقة الكهربائية».
وقال ضابط إسرائيلي رفيع المستوى للصحيفة إن «فرضية العمل لدى الجيش، تؤكد أن القوات ستدخل في نهاية المطاف إلى عمق أراضي العدو، إذ إن الاحتلال البري هو الرواية الوحيدة القادرة على تأمين صورة الانتصار».
وبحسب الضابط فإن «بنك أهداف الجيش الإسرائيلي قد ينفد في الحرب في غضون ساعات أو أيام، الأمر الذي يعني فقدان الفاعلية إزاء العدو»، وختم الضابط يقول: «ينبغي للجيش في الحرب المقبلة، الدخول براً إلى أرض العدو
واحتلالها».