رأت صحيفة «يديعوت آحرونوت» أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تمكّن من تحقيق إنجاز لا بأس به عندما نجح في دفع الأميركيين الى التخلي عن خيار إمكانية التعايش مع إيران نووية، في ظروف معيّنة، واستبدال ذلك بخطاب «أكثر كفاحية» يهدف الى منع إيران من امتلاك سلاح نووي، إن لم يكن بالمفاوضات بالقوة. وفي خطوة تكشف عن حجم القلق من مغامرة إسرائيلية تورّط واشنطن في حرب مع إيران، وفي الوقت نفسه، بما يخدم سياسة التهويل ضد الجمهورية الاسلامية، نقلت الصحيفة عن شخصية أميركية، رفيعة المستوى جداً، تأكيدها لشخصية اسرائيلية قبل بضعة أيام، أن المسؤولين في العاصمة الأميركية يتابعون الاستعدادات في اسرائيل، ومقتنعون بأن هذا الأمر ليس كله خدعة، بل يرون أن هناك امكانية واقعية لشن اسرائيل هجوماً وقائياً، ضد المنشآت النووية الايرانية.
وكجزء من المحاولات الأميركية لقطع الطريق على أي مغامرة اسرائيلية، أو حتى احتواء مفاعيل التلويح بها، لفتت الصحيفة أيضاً، الى أن مسؤولاً أميركياً آخر أطلع إحدى الشخصيات المقرّبة من الاسرائيليين على أن البيت الأبيض اعتبر أن خطة البنتاغون لقصف المنشآت الايرانية جيدة، لكونها قادرة على تعطيل البرنامج النووي الايراني لفترة طويلة. وفي محاولة لاقناع الطرف الإسرائيلي، أضاف المسؤول الأميركي أن الانطباع بأن ذلك لن يؤثّر، بحسب تقدير مستشاري أوباما، سلباً على صناديق الاقتراع، بل على العكس.
وفي الاطار نفسه، ذكرت «يديعوت آحرونوت» أيضاً أن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية والعسكرية، آندرو شبيرو، انضم الى شخصيات أخرى من الادارة التي وصلت الى اسرائيل، خلال الأسبوع الجاري، بهدف القول للاسرائيليين «اتركوا معالجة ايران في هذه المرحلة لأميركا».
وحذرت «يديعوت آحرونوت» من أن ما تقوم به اسرائيل هو لعبة قمار تحتاج الى «الصبر والذكاء وضبط النفس»، مشيرة الى أنه في الوقت الذي طلب فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما خفض مستوى الخطاب، اختار نتنياهو طريقاً معاكساً، عبر خطابات الكارثة الموجهة الى عنوان واحد هو الرأي العام الأميركي، من فوق رأس رئيسهم. وحذّرت الصحيفة من أن لاعب القمار ينبغي ان يعرف متى ينهض عن الطاولة، ومن المشكوك به أن يكون نتنياهو يعرف القيام بذلك. وأضافت أن التهديدات الاسرائيلية ساهمت مساهمة حقيقية في تشديد العقوبات الأميركية والأوروبية على إيران، وانه بات الآن علينا الانتظار لبضعة أشهر لمراقبة أثرها.
من جهته، رأى وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان، في مؤتمر صحافي في بكين، أنه في الوقت الذي تفضّل اسرائيل حسم المجتمع الدولي للقضية النووية الايرانية، لا ترى أن العقوبات القاسية على طهران أجبرتها على التنازل عن برنامجها النووي، مشيراً الى انه في حال لم يتم ذلك «فمن حقنا الدفاع عن أنفسنا ونحن نحتفظ بكل الخيارات على الطاولة، مع اننا نؤمن بأن المجتمع الدولي قادر على كبح ايران»، مؤكداً أن «المسألة مرتبطة بالارادة والتصميم». وحذّر من فشل المجتمع الدولي، «لأن نتائج ذلك ستكون قاسية جداً على العالم كله وستؤدي الى تسابق نووي في الشرق الأوسط، والى عدم استقرار سياسي وعدم استقرار في اقتصاد الطاقة العالمية».
الى ذلك، نقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الاسرائيلية قوله إن قرار شبكة «سويفت» الدولية لتحويل الأموال والأكبر من نوعها في العالم، بوقف التعامل مع إيران «ليس عقوبات ضد ايران وانما عقوبات من جانب الغرب لكبح اسرائيل» عن المغامرة العسكرية.