كرر رئيس الموساد السابق، مئير دغان، تحذيراته من استهداف المنشآت النووية الإيرانية، التي ستجعل الجبهة الداخلية الإسرائيلية عرضة لاستهدافها بمئات الصواريخ، فضلاً عن الصواريخ التي سيطلقها حزب الله وجهات فلسطينية في قطاع غزة. ودعا دغان الحكومة الإسرائيلية، ضمناً، الى تبني موقف إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، من الخط الأحمر، مشيراً الى أنه لدى اسرائيل الوقت الكافي لمعرفة ما إن كانت ايران قد انتقلت بالفعل الى مرحلة انتاج السلاح النووي، مثل تخصيب اليورانيوم الى درجة 90 في المئة، حيث سيكون عليها في ذلك الحين مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، اذا لم يبادر المجتمع الدولي الى وقف ايران.
وشدد دغان، خلال كلمة له في حفل خيري في مستشفى بني تسيون في حيفا، على ضرورة أن يكون الخيار العسكري الإسرائيلي «المخرج الأخير لا الخطوة الأولى في الكفاح ضد انتاج أسلحة نووية في ايران». وعبّر عن ثقته بقدرة سلاح الجو الإسرائيلي على المسّ بالمنشآت النووية، رغم إقراره بحجم «الآثار الوخيمة» التي ستترتب على هجوم كهذا على اسرائيل.
في موازاة ذلك، نقلت صحيفة «هآرتس» عن موظف حكومي رفيع المستوى، يدعى هلغا شميدت، قوله إن اللقاء بين الدول العظمى وايران سيعقد في الثالث عشر من شهر نيسان المقبل في جنيف. وأضافت «هآرتس» إن اسرائيل تجري محادثات مكثفة مع الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي، تمهيداً للحوار مع إيران، وتشدد على ضرورة وضع إطار زمني للمحادثات من أجل منع إيران من كسب الوقت. ولفت الموظف، نفسه، الى أن مندوبة الاتحاد الأوروبي للاتصالات مع ايران، زارت اسرائيل قبل عدة أيام وبحثت مع مسؤولين اسرائيليين الموضوع النووي الايراني.
في هذا الوقت، ذكرت «هآرتس» أيضاً، انه على الرغم من تصريحات رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، بشأن حاجة اسرائيل للاستعداد الى عملية عسكرية مستقلة ضد المنشآت النووية الايرانية، من غير المتوقع أن يجري ذلك خلال الأسابيع المقبلة. وبحسب التقدير السائد في تل أبيب فإن اسرائيل ستمنح مسافة زمنية تمتد إلى ثلاثة شهور على الاقل للمفاوضات، إلى حين دخول حظر النفط على ايران في بداية شهر تموز المقبل، حيز التنفيذ.
وفي السياق، نقلت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي عن وزير الدفاع ايهود باراك، قوله في حديث مغلق، إنه لا تهديد حقيقياً بالأسلحة الكيميائية ضد اسرائيل، على خلفية أن أحداً لن يجرؤ على استخدامها ضدها، لكن رغم ذلك، أقر باراك، خلال لقاء مع المجلة الشهرية التي تصدرها جمعية «يد للأبناء»، أن «هناك قلقاً عميقاً... وسنواصل توزيع الكمامات على جميع السكان». ورأى باراك أن هناك غموضاً يسيطر على مستقبل الوضع في الشرق الأوسط، الذي وصفه بالبركان.
من جهة أخرى، هاجم الرئيس السابق لاتحاد الصناعات الإسرائيلية، شرغا باروش، الحكومة التي حمّلها مسؤولية الأضرار التي تلحق بالصناعة في اسرائيل جراء حملة التخويف والتهديدات ضد ايران. وقارن باروش بين أداء نتنياهو ورئيس الوزراء السابق مناحيم بيغن، الذي «هاجم العراق من دون أن يتحدث أو يخوّف أحداً قبل ذلك».
إلى هذا، أعلنت الولايات المتحدة إعفاء 11 دولة من تطبيق عقوبات أميركية جديدة على ايران. وشمل الإعفاء دولاً قلصت حجم وارداتها من النفط الايراني الى حد كبير، حسبما أوضحت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون. ومن هذه الدول: فرنسا والمانيا وايطاليا واسبانيا واليابان.