بين وقت وآخر يثار في إسرائيل احتمال تقديم موعد الانتخابات. وفي كل مرة يستند الحديث إلى حسابات سياسية تتعلق بوضعية الائتلاف الحكومي ومدى استقراره أو بالوضع الشعبي لرئيس الحكومة الذي يمتلك زمام المبادرة على هذا الصعيد. وبرغم أن حكومة بنيامين نتنياهو الحالية تعد الأكثر استقراراً في إسرائيل على مدى العقدين الماضيين، إلا أن ذلك لم يعفها من الدخول في دوامة هذه الحسابات ربطاً بجملة من المعطيات التي يبدو أن مفاعيلها في طور التشكل. هذا على الأقل ما أشارت إليه أمس صحيفة «يديعوت أحرونوت» إذ رأت أن الحديث عن تقديم الانتخابات أصبح جدياً، مرجحةً أن يكون موعدها في شهر أيلول المقبل. ووفقاً لمراسلة الصحيفة للشؤون الحزبية، سيما كدمون، فإن نتنياهو قد يعلن إجراء انتخابات مبكرة في مطلع الدورة الصيفية المقبلة للكنيست في شهر أيار. وأشارت الكاتبة إلى أن نتنياهو سيسعى إلى أن يحقق توافقاً مع بقية القوى الحزبية حول موعد الانتخابات بحيث لا تقل المسافة الفاصلة عن تسعين يوماً ولا تتجاوز الـ150 يوماً، كما ستطلب كديما. وقدرت كدمون أن يُحدد الموعد على مسافة 120 يوماً من أيار، أي في شهر أيلول الذي يُعد «شهراً ضائعاً» من المنظور السياسي الإسرائيلي نظراً لوقوع العديد من الأعياد اليهودية فيه، علماً أن الموعد القانوني لانتخابات الكنيست يقع في شهر تشرين الثاني عام 2013. وإذ لفتت كدمون إلى أن القرار لم يُتخذ بعد وأن الأمر عبارة عن احتمال يأخذه نتنياهو بعين الاعتبار، عللت أرجحية هذا الاحتمال بالوضع السياسي الداخلي «الممتاز» لرئيس الحكومة، الذي قالت إنه وصل إلى ذروة شعبيته ولن يتجاوز مع مرور الوقت «السقف الزجاجي لعدد المقاعد» التي يمكنه الفوز بها في الانتخابات. من ناحية أخرى، ثمة خشية من الوصول إلى عدد من الاستحقاقات خلال الصيف المقبل من النوع الذي من شأنه أن يفجر الحكومة من الداخل أو ينعكس سلباً على شعبيتها. أولاً، هناك الخشية من تجدد موجة الاحتجاجات الاجتماعية، الأمر الذي سيصب في مصلحة حزب العمل؛ وثانياً هناك قانون «طال» المتعلق بتسوية وضع الخدمة العسكرية للمتدينين اليهود والذي ينتهي سريانه في شهر آب المقبل ولا يبدو أن هناك بديلاً عنه متفقاً عليه بين أطراف الحكومة. وثالثاً هناك الموازنة العامة التي يتوقع أن يبلغ حجم التقليصات فيها ما بين 12 إلى 15 مليار شيكل (3 -4 مليار دولار). وبرأي كدمون، فإن أي رئيس حكومة في إسرائيل يجب أن يكون هاوياً سياسياً لكي يمرر موازنة كهذه ويذهب بعدها إلى الانتخابات. وتوضح الكاتبة أن الوقت، بناءً على ذلك، لا يعمل لمصلحة نتنياهو.