صنعاء | أثارت الحملة الجوية التي أطلقها التحالف السعودي والطائرات الأميركية من دون طيار ضد مواقع تنظيم «القاعدة» في المناطق الجنوبية، تساؤلات حول الغرض من تلك العمليات بعد نحو عامٍ على سيطرة «القاعدة» على بعض مناطق الجنوب وثمانية أشهر في أخرى.
وبالتزامن مع العمليات الجوية التي استهدفت معسكرات للتنظيم المتطرف في حضرموت (بطائرات أميركية من دون طيار)، وأخرى استهدفت مواقع له في عدن بالتزامن مع مواجهات متفرقة بين المجموعات المسلحة المؤيدة لـ«التحالف» و«القاعدة»، تندرج العلميات المستجدة في سياق التطورات السياسية التي تتجه نحو وقف العدوان والانتقال إلى العملية السياسية، في ظلّ ازدياد الانتقادات للرياض وحلفائها بشأن ترك «القاعدة» يسيطر على أجزاء واسعة من البلاد.
ونشرت وسائل إعلام موالية لـ«التحالف» أنباءً، أول من أمس، عن استعادة قوات عسكرية موالية للرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي السيطرة على مديرية المنصورة. وكان لافتاً عدم ذكر تلك الوسائل للطرف الذي استُعيدت المديرية منه، ولا حتى حُدّدت هوية هذا الطرف في تصريح المتحدث باسم «الإدارة المحلية» الموالية للرئيس المستقيل في عدن، نزار أنور، حين قال: «إن المرحلة الثانية من الخطة الأمنية التي أقرّها مسؤولو الأمن في عدن، تُوّجت باستعادة مديرية المنصورة واستعادة مبنى السجن المركزي والمناطق المحيطة به، وانتشار القوات الأمنية في داخلها».
سلّم «القاعدة»
بعض المقارّ الحكومية في المنصورة

وأفاد مصدر جنوبي مطّلع «الأخبار» بأن ما حدث في المنصورة هو تسليم «القاعدة» بعض المقار الأمنية الحكومية، فيما لا يزال موجوداً في مناطق أخرى. وقالت معلومات إن عناصر «القاعدة» ينتشرون بالمئات في أحياء المديرية. ورجّح المصدر أن يكون الغرض من هذا الانسحاب «رفع معنويات عناصر الأمن والمواطنين بعد فشل قوات التحالف والموالين لها في توفير الأمن في الجنوب».
من جهته، رأى مصدر سياسي مقرّب من «أنصار الله» أن انسحاب «القاعدة» من المنصورة وضربها في المكلا في حضرموت وزنجبار في أبين، يمكن رؤيتهما كمحاولة للدفع به إلى مناطق المواجهات في الشمال وإخلاء الجنوب من عناصره. وأضاف أن هذه الخطوة قد تكون لتمهيد عودة «الشرعية» إلى الجنوب في سياق ترتيبات تتزامن مع اقتراب المفاوضات، ومؤشر على تسوية مقبلة قد يكون تصدير «القاعدة» إلى جبهات الشمال ضمن سيناريواتها.
وكانت طائرات «التحالف» قد نفّذت الاثنين والثلاثاء الماضيين غارات جوية على موقع يعتقد بأنه تابع لتنظيم «القاعدة» في المدينة الخضراء شمالي شرقي عدن، تزامنت مع غارات شنّتها على زنجبار. وبحسب مصادر محلية، حلقت طائرات «الأباتشي» بكثافة فوق سماء مديرية المنصورة ودار سعد. وكانت أنباء قد تحدثت قبل أيام عن انسحاب «القاعدة» من زنجبار عاصمة أبين، حيث تسلّمت السلطة المحلية المقار الحكومية. في السياق نفسه، أوضح المصدر الجنوبي لـ«الأخبار» أن ما حدث في زنجبار كان غارات فعلية نفذتها طائرات أميركية من دون طيار لاستهداف «القاعدة»، وهو ما يجري أيضاً في حضرموت. كذلك، قالت مصادر محلية إن المكلا ومعها مدينتا الشحر والرياض في حضرموت، قد شهدت أمس انفجارات متتالية، تسبّبت في نزوح عدد كبير من سكان المكلا إلى سيئون.
وأوضحت المصادر أن النزوح يأتي بعد ما تردد في أوساط الناس أن ثمة «حرباً وشيكة ستشهدها المكلا بين القاعدة وقوات التحالف مسنودة بأميركا وطائراتها».