طغت الأزمة السورية على الجلسة الافتتاحية للقمة العربية التي استضافتها بغداد أمس للمرة الأولى بعد غياب دام 22 عاماً، وسط تأكيدات للزعماء العرب المشاركين في القمة على ضرورة الحل السلمي للأزمة السورية. وفي كلمته في افتتاح الدورة الثالثة والعشرين للقمة، التي تخللها تسليمه الرئيس العراقي جلال الطالباني رئاسة القمة، أكد رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، مصطفى عبد الجليل، على «عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول»، دون أن يمنعه ذلك من الإعراب عن قلقه من «مشاهد الإبادة والتعذيب التي يرتكبها النظام السوري» وهو ما يلزم اتخاذ خطوات سريعة لمتابعة الجهود المبذولة لحل الأزمة.
من جهته، أكد الرئيس العراقي، الذي أصبح أول كردي يتولى رئاسة القمة العربية، أن «غياب سوريا لا يقلل من أهمية هذا البلد الشقيق»، معرباً بدوره عن القلق حيال «أعمال العنف وسفك الدماء». كم شدد على أهمية «ايجاد حل سلمي لهذه الأزمة من خلال الجامعة العربية مع الاستعانة بجهود الوسطاء الدوليين من خلال المبعوث المشترك كوفي أنان».
أما رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، فحذر من أن «خيار تزويد طرفي الصراع بالسلاح سيؤدي إلى حروب بالانابة إقليمية ودولية على الساحة السورية». وأضاف «هذا الخيار سيجهز الأرضية المناسبة للتدخل العسكري الأجنبي في سوريا، ما يؤدي إلى انتهاك سيادة دولة عربية شقيقة»، معتبراً أن «المسؤولية التاريخية والأخلاقية تحتم علينا جميعاً العمل على تطويق أعمال العنف ومحاصرة النار المشتعلة في سوريا والضغط على طرفي الصراع وصولاً إلى الحوار الوطني الذي نعتقد أنه الخيار الأسلم لحل الأزمة». ودعا المالكي إلى «مفاوضات برعاية الجامعة العربية والأمم المتحدة لتشكيل حكومة وحدة وطنية تهيئ لانتخابات حرة ونزيهة». في موازاة ذلك، قال المالكي «أكثر ما نخشاه أن يحصل (تنظيم) القاعدة على أوكار جديدة بعد هزيمتها في العراق، في الدول العربية التي تشهد تحولات مهمة لكنها لا زالت في طور بناء مؤسساتها» الأمنية والسياسية.
الأزمة السورية كانت حاضرة أيضاً في كلمة الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، مقدماً أربع نقاط لإنهاء الأزمة السورية تتمثل برفض التدخل العسكري ورفض تسليح المعارضة وتكثيف الضغوط السياسية والعمل على دعم الحكومة الانتقالية من خلال ارسال قوة سلام عربية مستقلة تمنع المخاوف من بروز العنف الطائفي. وبشأن القضية الفلسطينية، شدد المرزوقي على ضرورة أن تكون هناك جهود استثنائية لحماية الشعب الفلسطيني من الاعتداءات الاسرائيلية من خلال تنسيق المواقف والوقوف وقفة تضامنية.
أما أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، أول مسؤول كويتي يزور العراق منذ غزو الكويت، فأكد أن «اطالة أمد الأزمة السورية لا يسهم إلا في تعقيدها». وأضاف «الحكومة السورية مدعوة إلى الإنصات للغة الحكمة والعقل والتجاوب مع الجهود المبذولة»، فيما رأى أن العراق يعود إلى دوره المعهود في العمل العربي المشترك، وذلك في وقتٍ شكل فيه حضوره مخالفة للإجماع غير المعلن لزعماء دول مجلس التعاون الخليجي على عدم حضور القمة.
من جهته، أوضح الرئيس اللبناني ميشال سليمان أن بيروت نأت بنفسها «عن التداعيات السلبية لهذه الأحداث حرصاً منها على المحافظة على استقرار لبنان ووحدته الوطنية». ودعا سليمان إلى «حل سياسي ومتوافق عليه للأزمة السورية انطلاقاً من جوهر المبادرة العربية بما يسمح بوقف كل أشكال العنف وتحقيق الإصلاح والعبور إلى ما يريده السوريون من ديموقراطية»، فيما دعا الرئيس السوداني عمر البشير الى ايجاد حل سلمي يحقن دماء الشعب السوري، كما طالب برفع العقوبات الاقتصادية عن بلاده.
وفي المواقف من الأزمة السورية أيضاً، قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إن الرئيس السوري يجب أن يحوّل قبوله لخطة السلام إلى فعل يبعد بلاده عن «مسار خطر» يهدد المنطقة بكاملها. وحث بان الأسد على «وضع هذه التعهدات موضع التنفيذ الفوري»، فيما اعتبر الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي، إكمال الدين احسان اوغلو، أن «الاجماع الدولي على المقترحات الستة التي تقدم بها أنان وموافقة الحكومة السورية عليها (أمر) يبعث على الأمل».
أما الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، فأكد أن الجامعة العربية بذلت جهوداً كبيرة وعلى مدار عام كامل من أجل حل الأزمة السورية ومحاولة منع الانتهاكات ووقف نزيف الدم حتى تم اللجوء الى الأمم المتحدة وتكليف كوفي أنان بمهمة حل الأزمة السورية. واعتبر تكليف أنان تطوراً كبيراً يجب البناء عليه لتكثيف الجهود والضغط على الحكومة السورية والمعارضة بما يحل الأزمة ويحقق طموحات الشعب السوري، مؤكداً أن «حل الأزمة السورية ما زال بيد السوريين حكومة وشعباً».
من جهةٍ ثانية، أشار العربي إلى أن «عيون الشعوب العربية تتطلع إلى قمة بغداد وإلى إعادة روح التضامن وتضميد الجراح التي شهدتها الساحة العربية خلال الفترة التي أعقبت قمة سرت بليبيا». وأشار إلى أن اصلاح الجامعة العربية أصبح أمراً ملحاً حتى يمنح العمل العربي فرصة الاستمرار ومواكبة التطورات التي تشهدها الساحة العربية.
وحول القضية الفلسطينية، قال العربي إنها «تمر بمرحلة عصيبة وتحتاج إلى دعم ومساندة من الشعوب والحكومات العربية».
وفي السياق، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الدول العربية إلى الوفاء بالتزاماتها التي قطعتها على نفسها خلال القمم العربية الفائتة والتمسك بالمبادرة العربية للسلام التي أقرتها قمة بيروت العربية عام 2002.
وقال عباس، خلال كلمته أمام المشاركين في قمة بغداد، «تمسكنا بها (بالمبادرة) يشكل مصدر قوة كبيرة، ولا بد من تفعيلها على جميع المستويات وتشكيل لجنة لهذا الغرض، إذ لا يكفي أن نطلق مبادرة، فالطرف الاسرائيلي لن يتجاوب، وعلينا التوجه نحو ارجاء العالم كافة لشرح هذه المبادرة». ودعا «جميع المسلمين والمسيحيين إلى التوجه للقدس وزيارتها لدعمها ولترك أثر كبير، وهذا ليس تطبيعاً مع العدو»، مشيراً إلى أنه لا يوجد نص في القرآن أو السنة، ولم يحصل فى التاريخ أن مفتياً أو قاضياً أو رجل دين حرّم زيارة القدس، فكيف نحرّمها الآن.
وأكد عباس أن القيادة الفلسطينية ستواصل التشاور مع الدول العربية حول الخطوات القادمة للتحرك الفلسطيني. واتهم عباس إسرائيل بتنفيذ سياسة التطهير العرقي في القدس، موضحاً أن السلطة الفلسطينية لن تستأنف المفاوضات مع إسرائيل حتى يتوقف الاستيطان، وخاصةً في القدس. وفي ما يخص المصالحة الفلسطينية، أكد عباس تحقيق خطوات لافتة على هذا الطريق، قائلاً إن «ما تم الاتفاق عليه مستعدون لتنفيذه لأن المصالحة تعني عودة الشعب وعودة وحدة الوطن».
من جهته، رأى رئيس الوفد السعودي الى القمة العربية في بغداد أحمد بن عبد العزيز قطان، أن المرحلة الحالية بالغة الدقة مما يتطلب الوقوف وقفة جادة تتناسب مع حجم التحديات على الساحتين العربية والدولية، فيما رأى وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي في كلمته أن «اليمن قدم نموذجاً للدول في التغلب على صعوباتها بسبب ظروف المعيشة والبطالة التي كانت سبباً لزعزعة الامن والاستقرار».
أما وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني، فاعتبر انعقاد القمة العربية في بغداد فرصة جيدة، داعياً إلى جعل حماية حقوق الانسان من ضمن توجهات العمل العربي المشترك.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)



بن جاسم: خفضنا التمثيل كرسالة للعراق

أكد رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية، حمد بن جاسم آل ثاني، خلال مقابلته مع قناة «الجزيرة» أول من أمس، أن دولة قطر لم تقاطع القمة العربية الحالية في بغداد، لكنها أرسلت رسالة إلى الشعب العراقي مفادها «بأن لدينا بعض الملاحظات التي يجب أن نجلس مع الإخوة العراقيين لمناقشتها». من جهةٍ ثانية، نقلت وكالة الأنباء القطرية «قنا» عن بن جاسم قوله إن دولة قطر تحترم إرادة الشعوب، ومن بينها الشعب السوري الذي تريد له ولدولته أن ينعم بحياة هادئة يسودها السلام والاستقرار. وأشار إلى أن كل الدول العربية مجمعة على أن ما يحصل في سوريا غير مقبول، ويجب التصرف إزاءه، مشدداً على أن الفروق في وجهات النظر بين الدول العربية بشأن معالجة الوضع في سوريا لا تزيد على خمسة في المئة.
(الأخبار)

القائمة العراقية وجهت رسالة إلى القمة العربية

أعلن القيادي في القائمة العراقية، صالح المطلك، أن القائمة التي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي ، وجهت رسالة إلى القمة العربية تتضمن دعوة القادة العرب إلى مناقشة الوضع الحالي في العراق.
واتهم نائب رئيس الوزراء، رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي بالتفرد، محذراً من أن «بقاء العراق بهذه الحالة قد يعرضه لمزيد من المآسي، وربما يقوده إلى التقسيم والاحتراب الداخلي». ورأى أن الحكم في العراق لا يزال «غامضاً بالنسبة إلى السياسيين والحكام العرب»، مشيراً إلى أنه «لا يزال نائباً لرئيس مجلس الوزراء بحكم القانون بدون ممارسة الصلاحيات».
(يو بي آي)

انفجار قرب السفارة الإيرانية

وقع انفجار على مقربة من السفارة الإيرانية على مشارف المنطقة الخضراء، بالتزامن مع إلقاء رئيس المجلس الانتقالي الليبي، مصطفى عبد الجليل، كلمته في القمة العربية. وأوضح مصدر أمني أن الانفجار نجم عن صاروخ أدى الى تحطم بعض نوافذ السفارة فقط. وأضاف المصدر إن صاروخين آخرين سقطا في منطقتين في غرب بغداد ووسطها.
(رويترز)