واشنطن | كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، أمس، أن دولة عربية قدّمت الدعم المالي للمعارضة السورية من أجل شراء الأسلحة، ودعت خلال الأيام الأخيرة إلى إنشاء منطقة آمنه في الجانب السوري على الحدود مع تركيا، حيث يمكن تجميع المساعدات الإنسانية والعسكرية وتوزيعها بالإضافة إلى تدريب قوات المعارضة السورية. يأتي ذلك في الوقت التي أجرت فيه وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، زيارة الى السعودية، أمس، حيث بحثت الأزمة السورية، وتحديداً مسألة تسليح المعارضة. ولم تُحدّد «واشنطن بوست» اسم الدولة العربية، إلا أنّها أكّدت أنّ العرض حصل على دعم طفيف، بحيث قال مسؤول أميركي كبير لم يكشف هويته إن «إنشاء منطقة آمنه داخل سوريا يعدّ واقعياً عملية عسكرية، وإذا كانت تتضمن مشاركة دول الجوار السوري فإن على دول الجوار تلك أن تعرب عن رأيها في هذا الصدد».
وتجدر الإشارة الى أن كلاً من السعودية وقطر دعتا إلى تقديم دعم عسكري للمعارضة السورية، غير أن باقي الدول العربية والمسؤولين الأميركيين والأوروبيين أعربوا عن تخوفهم من وحدة المعارضة وأهدافها، وأصرّوا على ضرورة استنفاد التظاهرات السلمية وجهود الضغط الدبلوماسي والاقتصادي أولاً. وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن هذا الخلاف لا يزال باقياً، وأنه يمكن أن يثار مجدداً خلال زيارة كلينتون للسعودية وخلال مؤتمر اسطنبول.
وكان موضوع خطط الدعم المالي والعسكري للمعارضة السورية محور مناقشات متزايدة منذ انعقاد «مؤتمر أصدقاء سوريا» في تونس، وهو أمر سيتناوله مؤتمر اسطنبول يوم الأحد المقبل. ورغم أنّ تركيا أعلنت، ولا تزال، أنّها تمانع استخدام أراضيها رسمياً من قبل قوات المعارضة السورية من دون تفويض دولي من قبل مجلس الأمن، إلا أنها تمنح للمعارضة المسلحة الإقامة على أراضيها القريبة من الحدود السورية.
وقالت الصحيفة إن السعوديين، الذين قدموا المال للمعارضة السورية لشراء أسلحة، وزعوا اقتراحاً في الأيام الاخيرة يدعو الى اقامة «منطقة آمنة» في الجانب السوري من الحدود التركية، حيث يمكن تجميع المساعدات الإنسانية والعسكرية لمسلحي المعارضة السورية، وأيضاً توفير التدريب لهم. ويعتقد السعوديون أن جهود المساعدة والتدريب العسكري سيكون أسهل بكثير في مكان واحد.
ولم يحصل الاقتراح السعودي سوى على دعم طفيف، وقال مسؤول أميركي كبير «اذا كنت تسعى إلى الحصول على مناطق آمنة داخل سوريا، فستكون بالأساس عملية عسكرية». وأضاف «اذا كانت دول الجوار (السوري) ستشارك، فإن أمر الحديث عن ذلك يعود إلى الدول المجاورة وليس إلى دول الخليج».
ويكمن موقف الولايات المتحدة إزاء مؤتمر اسطنبول في أن هناك حاجة إلى مزيد من الوقت لاختبار امتثال الرئيس السوري بشار الأسد لخطة المبعوث الأممي ـ العربي، كوفي أنان، وإلى قياس تأثير تشديد العقوبات على النظام السوري. وقال المسؤول الأميركي نفسه للصحيفة «إنهم سيحبوننا لو وقفنا وقلنا إن بشار سيتنحى غداً. هذا لن يحدث. ما نقوم به هو زيادة الضغوط الدبلوماسية على الرئيس الأسد»، وذلك بالعمل على وصول المساعدات الإنسانية ودفع عملية الانتقال إلى الأمام»، مشيراً إلى أن مؤتمر اسطنبول «هو وسيلة بالنسبة لنا للاعتراف علناً ​​بهذا النوع من الزخم».
في غضون ذلك، أجرت وزيرة الخارجية الأميركية زيارة الى الرياض أمس. وقال مصدر رسمي سعودي إن الملك عبد الله بن عبد العزيز بحث مع الوزيرة التطورات الاقليمية والدولية، وحضر اللقاء كبار الامراء، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السعودية «واس» من دون أن تكشف مزيداً من التفاصيل.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت أن كلينتون ستلتقي الملك ووزير الخارجية الامير سعود الفيصل الذي ستبحث معه قضايا اقليمية والتعاون بين البلدين في المجال الأمني و«الجهود التي تبذلها الاسرة الدولية لوضع حد لحمام الدم في سوريا».
ويرتقب أن تتوجه بعدها كلينتون اليوم الى تركيا للمشاركة في المؤتمر الثاني لأصدقاء الشعب السوري في اسطنبول، وفق ما أكّد مصدر أميركي.