القاهرة | «من لا يصوت لحازم أبو إسماعيل فهو خارج عن الدين والشريعة». تلك الفتوى ترددت بقوة داخل أوساط الفقراء والطبقات الدينية في مصر، دون حتى البحث عن مصدرها، ليتحول الشيخ حازم أبو إسماعيل إلى فرس الرهان الرابح في سباق الانتخابات الرئاسية التي ستنطلق في 23 و24 أيار المقبل.
وواكب هذه الفتوى انتشار واسع لملصقات حملة أبو إسماعيل في كافة الشوارع الرئيسية والجانبية والحواري والأزقة في المناطق الشعبية والعشوائيات في القاهرة والمحافظات التي يسكنها أكثر من 60 في المئة من المصريين، لتجعل المرشح الرئاسي حازم صلاح أبو إسماعيل المحسوب على التيار السلفي مرشحاً استثنائياً يحظى بفرص تتفوق على منافسيه الإسلاميين عبد المنعم أبو الفتوح ومحمد سليم العوا، اللذين ينتميان الى تيار الإسلام المعتدل.
المشهد في «مصر الغلبانة» يوحي بأن أبو إسماعيل حقاً هو مرشح الفقراء والمهمشين. ملصقاته على سيارات الأجرة، وعلى خلفية مركبات «التوك توك» وعلى واجهات المحال والمنازل في المناطق الشعبية. وينظر له مؤيدوه في تلك المناطق على أنه «المخلص» من الفساد الذي تعيشه البلاد، فهو «راجل بتاع ربنا»، ولديه حلول لكل المشاكل المستعصية، ولخصها في تطبيق الشريعة الإسلامية. وهو ما جعل البعض يصفه بـ«صلاح الدين الأيوبي» هذا العصر. شعبية أبو إسماعيل، الذي اشتهر بين الناس بالداعية الإسلامي رغم كونه محامياً بالأساس، تتركز بشكل رئيسي على تأكيده الدائم على أن مشاكل مصر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية سببها عدم تطبيق الشريعة. وهو ما فسره الباحث في الشؤون الإسلامية، إبراهيم الهضيبي، بالقول إن اعتماد أبو إسماعيل على توصيل رسالته لشرائح المهمشين والطبقات الدنيا في المجتمع التي لا تهتم بالسياسة، جعلته لا يتحرج من إلصاق كل القضايا بالشريعة الإسلامية التي يرى البسطاء أن تطبيقها سيرسي السلام الاجتماعي ويحقق الرفاهية، غير عابئ بنقد الليبراليين له، بنفس الطريقة التي روج بها الإسلاميون، ولا سيما السلفيون، لتأييد التعديلات الدستورية التي طرحها المجلس العسكري على المصريين في 19 آذار من العام الماضي ووصفها بـ«غزوة الصناديق».
اعتمد أبو إسماعيل وأنصاره على نفس المنهج، الأمر الذي جعل شيوخ الفضائيات، أصحاب الرؤية الإسلامية المتشددة، يعلنون تأييدهم له بوضوح، بل ويؤسسون رابطة تضم الشيخ السلفي محمد حسين يعقوب والداعية مسعد أنور ووجدي غنيم والسيد العربي وحسن أبو الأشبال ونشأت أحمد وأحمد فريد وسيد حسين عفاني والدكتور عشري عمران هاشم وهشام عقدة وعبد الله عبد العزيز وأحمد النقيب لـ«دعم أبو إسماعيل وتوجيه الأمة إلى نحو ما يعتقده أهل العلم صواباً، لأن أبو إسماعيل هو المرشح الرئاسي الوحيد الذي يحمل برنامجاً إسلامياً خالصاً»، حسب تصريح أحد أعضاء الرابطة لـ«الأخبار».
فاجأ أبو إسماعيل الجميع بترشحه للرئاسة وسط موكب استعراضي الغرض منه إظهار قوته، وتزايد فرص وصوله إلى قصر العروبة لخلافة مبارك. الموكب ضم عشرات الآلاف من مؤيديه يحملون لافتات وتسير أمامهم سيارات عليها ملصقات تدعم ترشحه للرئاسة. وشبهه مراقبون بموكب أمير المؤمنين، بعدما امتد من منطقة الدقي (غرب القاهرة) التي يسكن فيها أبو إسماعيل إلى مصر الجديدة (شمال شرق القاهرة)، حيث مقر اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية. وهو ما فسره بأن الحملة الدعائية لأبو إسماعيل أقرب ما تكون إلى حملة لمنصب عمدة أو شيخ بلد على مستوى محلي، وأن تلك الطريقة هي الأنسب للشريحة التي تناصره.
وكونه مرشح البسطاء، فهو لا يلتزم بشروط لجنة الانتخابات الرئاسية، والتي تنص على أن يقدم أي مرشح توكيلات تأييد من المواطنين لا تقل عن 30 ألف توكيل من 15 محافظة. وتقدم أبو إسماعيل بما يزيد على 154 ألف توكيل، مبرراً الأمر بالقول إن هذه التوكيلات لمواطنين أجهدوا أنفسهم لترشيحه بدافع شخصي دون أي توجيه، وأنه يتمنى أن يحتفظ بهذه التوكيلات ويحتضنها بدلاً من تقديمها لأنها «توكيلات نظيفة».
دعاية أبو إسماعيل لم تعتمد فقط على الفقراء والمهمشين وإنما اهتمت أيضاً بمغازلة الأقباط. ودائماً ما يردد أبو إسماعيل أنه فوجئ بحصوله على آلاف التوكيلات من المسيحيين، وهذا دين في رقبته، رغم أن الشعار الذي كثيراً ما يردده أنصار أبو إسماعيل في حضوره هو «إرفع راسك فوق أنت مسلم».
وتزايد أسهم أبو إسماعيل جعل الشائعات لا تكف عن مطاردته. فجهد المرشح السلفي في نفي الشائعة الخاصة بتجنس والدته بالجنسية الأميركية وهو الأمر الذي من شأنه، في حال ثبوته، إقصاؤه عن الترشح للرئاسة، نظراً لأن الشروط التي وضعتها اللجنة العليا للانتخابات تنص على أن يكون المرشح للمنصب «من أبوين مصريين». ودفعت الشائعات أبو إسماعيل إلى التخلي عن هدوئه وبشاشته المعهودة ليرفع صوته ويغير لهجته ويلوّح بأنه لن يسمح لمنافسيه بالنيل منه، بل وأعلن أنه بصدد إقامة دعوى قضائية على منافسه الدكتور محمد سليم العوا، الذي أكد في تصريحات تلفزيونية تجنس والدة أبو اسماعيل بالجنسية الأميركية. كذلك حرص أبو إسماعيل على نفي صحة ما رددته الدعوة السلفية من أن أبو إسماعيل ينوى التنازل عن الترشح للرئاسة لصالح خيرت الشاطر بوصفه يسعى هو الآخر لتطبيق الشريعة الإسلامية. وأكد أنه «لا يوجد ما يثنيه عن المضي قدماً في سباق الرئاسة خاصة وأنه يلمس حب الناس ورغبتهم في مجيئه على قمة رأس السلطة لينطق بلسانهم».
أما مصادر تمويل حملته، فلم يجد أبو إسماعيل من طريقة للتأكيد على أن مصادر تمويل حملته لا تخرج عن تبرعات مريديه وأنصاره إلا بالحديث عن عدم معرفته بمن يمول حملته مباشرة، في ظل تزايد الغموض حول حجم الأموال الباهظة التي تصرف على طبع وتوزيع ملصقاته، وهو الأمر الذي كان مثاراً للانتقاد من جانب عدد كبير من القوى. ووفقاً للنائب البدري فرغلي فإن «إعلانات ودعاية أبو إسماعيل حققت نسبة أعلى من دعاية الرئيس الأميركي برغم عدم بدء الموعد القانوني لإطلاق الدعاية»، وهو ما يعني، حسب فرغلي، أنه مع انطلاق الموعد الرسمي للدعاية سيتحوّل الأمر إلى مهرجان دولي وعالمي من الدعايات لأبو إسماعيل.



الأزهر يحسم عدم مشاركته في الجمعية التأسيسية

قرَّر مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر، أمس، بصفة نهائية عدم المشاركة في أعمال الجمعية التأسيسية المُناط بها إعداد مشروع الدستور المصري الجديد. وقال مصدر مطلع في مكتب شيخ الأزهر إن أعضاء المجمع وافقوا بالإجماع مجدَّداً، خلال اجتماع عقد أمس، على قرار بعدم تمثيل الأزهر بأي من قياداته أو من رموزه في أعمال الجمعية التأسيسية المُناط بها إعداد مشروع دستور جديد لمصر «طالما بقيت الجمعية بتشكيلها الحالي». وأضاف المصدر أن قرار مجمع البحوث الإسلامية يقطع الطريق على أي محاولة تُبذل لإقناع قيادات الأزهر بالمشاركة.
(يو بي آي)

السفارة الأميركية: لا تعليق على جنسية والدة أبو إسماعيل

أعلنت المتحدثة باسم السفارة الأميركية فى القاهرة، كاترينا جولنر سويت، أنه «لا تعليق» لديها على أزمة جنسية والدة المرشح الرئاسي حازم صلاح أبو إسماعيل، بعد أن شُغل الشارع السياسي المصري بكونها تحمل الجنسية الأميركية من عدمه.
(الأخبار)

... وسعد الصغير يرشّح نفسه

سحب المطرب المصري، سعد الصغير، أوراق الترشح لانتخابات الرئاسة المصرية بعدما قدم أمس إلى مقر لجنة الانتخابات للاستعلام عن أوراق وضوابط الترشح لرئاسة الجمهورية، وسط حشد كبير من مؤيديه وأنصاره على أنغام عزف فرقة «المزمار البلدي».
وعقب استعلامه عن الأوراق المطلوبة، قال الصغير إنه أحضر معه 30 ألف نموذج تأييد «توكيل»، إلا أن القائمين على اللجنة رفضوا تسلمها، نظراً إلى عدم استيفائه الأوراق المطلوبة. ووعد أنه سيفجر «مفاجأة من العيار الثقيل»، خلال 48 ساعة، مشيراً إلى أنه يعتزم عقد مؤتمر صحافي، يعلن فيه مَن دفعه إلى الترشح، ومؤكداً أنه سيجمع أكثر من 55 ألف توكيل، وسيتقدم بعدها بأوراقه للترشح للرئاسة.
(الأخبار)