رام الله | رغم الإعلان المتكرر أن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، التي دامت قرابة عقدين من الزمان كانت «عبثية»، وافق الفلسطينيون على لقاءات «استكشاف» في العاصمة الأردنية عمان لعدّة أشهر. ورغم فشل هذه اللقاءات هي الأخرى، قرر الفلسطينيون سلوك طريق آخر للحديث مع الجانب الإسرائيلي، وهذه المرّة عن طريق «الرسائل»، في انتظار الردّ «برسالة» مقابلة. إنها دبلوماسية الرسائل الجديدة.آخر المعلومات الفلسطينية الرسمية، وعلى لسان مستشار الرئاسة السياسي نمر حماد، أن الرسالة ستسلم الأسبوع المقبل، ومن سيسلمها هو وفد فلسطيني رفيع المستوى برئاسة رئيس الوزراء سلام فياض، وعضوية كل من ياسر عبد ربه، وصائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين.
في المقابل، أكدت مصادر إسرائيلية رسمية إعداد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رسالة جوابية لنظيرتها الفلسطينية، أهم ما فيها هو الموافقة على مبدأ التفاوض من دون شروط مسبقة، والاعتراف بيهودية إسرائيل دولة لليهود.
«الأخبار» استطلعت بعض آراء الشارع الفلسطيني حول فكرة الرسالة الفلسطينية ومضمونها، ورصدت المواقف. وقال علي دراغمة إن «فكرة الرسالة الفلسطينية كانت جيدة، وهي تدخل في عملية الضغط على إسرائيل من حيث المبدأ، لكن الرسالة أفرغت من محتواها بعد التدخل الأميركي بها من حيث أدق التفاصيل». ويضيف «وزيادة على ذلك، فإن عملية التأخير بحد ذاتها هي اجهاض للفكرة، بحيث أتاحت لإسرائيل فرصة لتحضير الرد عليها بالمطالبة باعتراف فلسطيني بالدولة اليهودية، وهذا يعيد الكرة الى الملعب الفلسطيني».
وبالعودة الى محتوى الرسالة، يقول دراغمة «الفكرة بالأساس كانت عبارة عن تهديد بحل السلطة من قبل الرئيس محمود عباس وتحميل إسرائيل مسؤولياتها نتيجة فشل المفاوضات، تم التنازل عن هذا البند الذي يعتبر رئيسياً وأهم ما في الرسالة، ما أفقدها أهميتها».
الناشط محمد أبو علان يقول لـ«الأخبار» «لو طلب مني إسداء نصيحة للرئيس الفلسطيني محمود عباس حول رسالته المقرر إرسالها لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي لقلت له إن الإعلان عن إلغاء إرسال هذه الرسالة احتجاجاً على استمرار سياسة نتنياهو الاستيطانية، وعدم جديته تجاه عملية السلام سيكون له صدى أكثر من إرسالها وخاصة أن رده وصل قبل إرسال الرسالة».
في المقابل، رأى الإعلامي زعل أبو رقطي أن «علينا أن نجرب كل الطرق والوسائل حتى يعرف العالم من منا الذي لا يريد السلام». وأضاف «الخيار الآخر هو المقاومة ولن نجد أحداً يؤيدنا بذلك، والعرب في حالة غياب والمجتمع الدولي منحاز وأميركا بالمطلق مع إسرائيل، وبالتالي يجب علينا مواصلة البحث عن حل معقول دون أن ندمر ما بنيناه طوال السنوات الماضية».
في غضون ذلك، اكد مسؤول اردني ان عمان استضافت لقاء جديداً بين مفاوضي الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بعد اكثر من شهرين على توقف المحادثات الاستكشافية التي جرت بينهما في المملكة. وقال المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، لوكالة «فرانس برس» ان «المفاوضين الفلسطينيين والاسرائيليين التقوا الاربعاء في عمان»، لكنه لم يعط مزيدا من التفاصيل.
إلا أن وزارة الخارجية الأردنية نفت حصول اجتماعات جديدة في عمّان بين مفاوضين فلسطينيين وإسرائيليين. وقال المتحدث الرسمي صباح الرافعي إن «المعلومات حول اجتماعات عقدت (بين مفاوضين فلسطينيين وإسرائيليين) في وزارة الخارجية الأردنية بحضور وزير الخارجية ناصر جودة مع كلمة ترحيبية بالمفاوضين، هو غير صحيح».
إلى ذلك، قال جودة، خلال مقابلة مع التلفزيون الاردني مساء الاربعاء، ان «الدبلوماسية الاردنية نجحت في كسر الجمود حيث هناك محادثات جارية الآن، ونقول محادثات وليست مفاوضات». واشار الى ان المحادثات تأتي «استكمالا للجهود الاردنية ونحن مطلعون على ما ينتج منها».