انتقد مجلس النواب الأردني بشدة، أمس، «جبهة العمل الإسلامي»، الجناح السياسي لحركة «الاخوان المسلمين»، واتهمها بـ«التحالف مع الأميركيين والانكليز»، بدليل أن «الحركة الإسلامية كانت طوال عقود فترة التحرر الوطني متحالفة مع الاستعمار، في حين كان الآخرون يقاومونه». وقال المجلس في بيان إن «مجلس النواب الممثل الشرعي للشعب الأردني الطيب، وهو الجهة الدستورية والقانونية للتحدث باسم المواطنين كافة ولا يجوز لأي جهة كانت أن تتحدث باسم الشعب أو تنوب عنه أو تنصب نفسها وصية عليه». وكان رئيس مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، عبد اللطيف عربيات، قد قال «نحن الأكبر والأوضح والأقدر على إدارة السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية في البلاد»، مؤكداً أن تلك التصريحات انطوت على «مغالطات وقلب للحقائق».وتابع بيان مجلس النواب الأردني أنه «لا يجوز لأي جهة الزعم بأنها الأكبر والأوضح والأقدر على إدارة السلطات، لأن من يقرر ذلك ليس الجهة وإنما الشعب من خلال صناديق الاقتراع»، مجدداً تأكيده على حرية التعبير، ومشدداً على ضرورة الحيادية وإظهار الحقائق كما هي دون تشويه أو تجيير على حساب جهة أخرى.
وأشار المجلس إلى أن «القوانين والأنظمة، وقبل ذلك الدستور، نصت على عدم جواز التحدث بأي أمر أو قضية ما دامت معروضة على القضاء».
ولفت إلى أنه «كان الأجدر والأحرى برئيس مجلس الشورى في جماعة الإخوان المسلمين، والذي كان نائباً ورئيساً لمجلس النواب الأردني لأكثر من دورة، أن يطبق القانون والدستور وألا يتكلم عن جمعية المركز الاسلامي ــ الذي صدر قرار بحلها ــ والمعروضة على القضاء الذي نحترمه ونقدره، خاصة وأن الكلام في هذا الأمر من خلال الصحافة ووسائل الاعلام المختلفة ما هو إلا لغو وفتات كلام لا معنى له أمام الاجراءات القضائية». وأشار مجلس النواب الأردني إلى أن «رمي التهم جزافاً للآخرين يعتبر عملاً غير صحيح وغير منطقي، وخاصة أننا نعيش في عصر الانفتاح وثورة الاتصالات والمعلومات والكل يعرف الحقائق»، مشيرا إلى أن «الحديث عن التآمر (الأردني) مع الأميركان والإنكليز مردود وغير صحيح». وفي السياق، جزم بأن «كل الوثائق والمعلومات تشير إلى أن الحركة الاسلامية كانت طوال عقود فترة التحرر الوطني، متحالفة مع الأميركان والإنكليز، في حين كان الآخرون يقاومون الاستعمار المباشر وغير المباشر، ولم يذكر التاريخ أية نضالات لحركة الاخوان المسلمين المتحالفة أصلاً مع هذه القوى».
(يو بي آي)