رام الله | نفحة، بئر السبع، وعسقلان، جميعها أسماء مدن فلسطينية أسقطتها إسرائيل على سجونها ومعتقلاتها التي تزجّ الفلسطينيين فيها. ثلاثة سجون يبدأ أسراها اليوم، وعددهم 1600 أسير، «الإضراب الكبير» والمفتوح عن الطعام، افتتحه الأسير خضر عدنان بإضرابه الذي دام 66 يوماً عن الطعام، تلته الأسيرة هناء شلبي، وبعدهما بلال دياب، وآخرهم عبد الله البرغوثي. 1600 أسير يتوقع أن ينضم إليهم آلاف آخرين من الأسرى في وقت لاحق. عناوين معركة «الأمعاء الخاوية»، مثلما أكد عليها الأسرى من داخل سجون الاحتلال ترتكز على عدد من المطالب، وهي: وقف سياسة الاعتقال الإداري، ووقف وإنهاء العزل بنحو مطلق وعودة المعزولين إلى أقسام السجون، ووقف سياسة التفتيش العاري للعائلات والأسرى، ووقف اقتحام الغرف فجأة ومساءً
، وتحسين الخدمات الصحية والطبية، وعدم الانتظار لسنوات من أجل إجراء عملية جراحية، والسماح بإدخال أطباء من الخارج للمعاينة الصحية والاطلاع على التقارير الطبية، والسماح بتقديم امتحانات التوجيهي واستكمال التعليم الأكاديمي في الجامعات الإسرائيلية أو الفلسطينية، وخفض الاكتظاظ والالتزام بالمعايير الدولية، والسماح للأهالي من قطاع غزة بزيارة أسراهم، ووضع الأسيرات الأمنيات في أقسام تخصهّن، وعدم خلط الأسرى الأطفال مع الجنائيين الإسرائيليين ووضعهم في أقسام تخصّهم، والسماح بإدخال الملابس ومواد غذائية محددة بشكل دائم للأسرى في السجون. وتضاف إلى هذه المطالب الرئيسية العديد من التفاصيل التي تخص عدداً من السجون، كالحق في زيارة الأقسام والحركة الداخلية وجمع الإخوة في السجون معاً، وغيرها من المطالب العامة للحركة الأسيرة.
وأكد وكيل وزارة شؤون الأسرى والمحررين، زياد أبو عين، أن كافة الرسائل الواردة من الحركة الأسيرة الفلسطينية تشير إلى وجود حراك كبير جداً داخل الحركة الأسيرة للتصدي لسياسات القمع والإذلال اليومي التي يتعرض له الأسرى، مشدداً على أن هذا الحراك «يرتكز في الأساس على فتح معركة الأمعاء الخاوية بمشاركة الآلاف أو معظم أركان الحركة الأسيرة وقلاعها». وقد تحدّث أبو عين كذلك عن أن كل الرسائل الواردة من السجون تشير بوضوح إلى «الوحدة الوطنية الكبيرة التي تتمتع بها الحركة الأسيرة، وبالتالي فإنّ اللعب على التناقض السياسي لم يعد له أثر أو وجود داخل الأسر». أما وزير الأسرى في السلطة الفلسطينية عيسى قراقع، فقد أوضح بدوره أنّ لجنة مؤلّفة من إدارة السجون الإسرائيلية بدأت الاجتماع ببعض الأسرى للتحاور معهم والاستماع إلى مطالبهم ودراستها والرد عليها، في محاولة لثنيهم عن الإضراب الذي يبدأ اليوم، ويتزامن مع مناسبة «يوم الأسير الفلسطيني».
وتشير التقديرات اليوم إلى وجود نحو 5000 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال ومعتقلاته، بحسب الأسير سابق عبد الناصر فروانة، الباحث المختص في شؤون الأسرى. وبين هذه الآلاف، 9 أسيرات أقدمهن الأسيرة لينا الجربوني من فلسطينيي 1948، لكونها معتقلة منذ 18 نيسان 2002، وتقضي حكماً بالسجن الفعلي 17 عاماً، و190 طفلاً، و27 نائباً والعديد من القيادات السياسية، و320 معتقلاً إدارياً، إضافة إلى ثلاثة وزراء سابقين. ويوضح فروانة أن من بين الأسرى، 120 معتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو وقيام السلطة الفلسطينية في الرابع من أيار عام 1994، وهؤلاء يُطلق عليهم مصطلح «الأسرى القدامى» على اعتبار أنهم أقدم الأسرى، وقد مضى على أقل واحد منهم 18 عاماً وما يزيد، فيما يعتبر الأسير كريم يونس من فلسطينيي 1948 المعتقل منذ كانون الثاني 1983، عميد الأسرى وأقدمهم جميعاً. وقد أمضى 59 أسيراً أكثر من 20 عاماً في الأسر، ويُطلق عليهم مصطلح «عمداء الأسرى»، فيما سيصل عدد مَن مضى على اعتقالهم ربع قرن وما يزيد إلى 23 أسيراً، وهؤلاء يُطلق عليهم مصطلح «جنرالات الصبر».
وفي ما يتعلق بموعد اليوم، شدد رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة، إسماعيل هنية، على أن تحرير الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية «واجب وطني وشرعي وأخلاقي لا يجوز التفريط به في أي حال من الأحوال». ودعا «كل فصائل العمل النضالي والجهادي إلى أن يضعوا الخطط والبرامح وأن يوظفوا لها ما يملكون من إمكانات بشرية ومادية من أجل إطلاق سراح الأسرى من سجون الاحتلال بأي وسيلة كانت».
وفي السياق، كشف مسؤولون وناشطون متضامنون في غزة، عن عزمهم خوض إضراب مفتوح عن الطعام تضامناً مع الإضراب المقرر أن يبدأ اليوم.