القاهرة | إلى من ستذهب أصوات مؤيدي خيرت الشاطر وحازم أبو إسماعيل وعمر سليمان؟ سؤال فرض نفسه على الساحة المصرية، بعدما أطاحت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية الثلاثة الذين صاحب ترشحهم جدل وانقسام داخل المجتمع المصري إلى جانب 7 مرشحين آخرين، أبرزهم مرشح حزب «غد الثورة» أيمن نور.
خروج «الثلاثة الكبار» أفسح المجال أما ثلاثة آخرين لتصدّر قائمة المرشحين الأكثر جماهيرية وهم الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى المحسوب على نظام حسني مبارك. ويطرح وزير الخارجية المصري السابق نفسه كبديل جدي عن عمر سليمان، معتمداً على قدر من الكاريزما اكتسبها من تصريحاته النارية تجاه إسرائيل وقت ترؤسه لوزارة الخارجية في عهد مبارك. كذلك تعززت حظوظ المرشح الإسلامي المعتدل أبو الفتوح الذي فصل من جماعة الإخوان المسلمين قبل أشهر لإصراره على الترشح للرئاسة. وتزايدت أسهم أبو الفتوح، المحسوب على الثورة، بعد قرار اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية استبعاد الشاطر، لأن رئيس حزب الحرية والعدالة، الناطق بلسان جماعة الإخوان المسلمين، محمد مرسي، الذي زجت به الجماعة كخطوة تحسبية لإبعاد الشاطر عن الرئاسة، لا يتمتع بأي كاريزما لدى قطاع عريض من الجماهير التي لا تعرف عنه شيئاً.
أما مؤيدو أبو إسماعيل فالأمر بالنسبة لهم لا يزال متجمداً عند تأييدهم بل ومبايعتهم للشيخ حازم. فبعد خروج أنباء استبعاده، أبدى البعض من أنصاره ميلاً لقبول ترشح الشاطر للحفاظ على المشروع الإسلامي الذي أيدوا أبو إسماعيل من أجله، في حين رفضت مجموعة أخرى هذا الطرح مرددين «لن نضحي بأبو إسماعيل لصالح الشاطر»، إلى الحد الذي جعل بعضهم يهدد بالقيام بعمليات استشهادية رداً على استبعاد اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية لحازم صلاح أبو إسماعيل وإجبارها على التراجع عن هذا القرار. وعلق مؤيدو الشيخ على صفحتهم على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، موجهين حديثهم لوزارة الداخلية «أقسم بالله سوف نقوم بأكبر العمليات الاستشهادية في حق الشيخ حازم أبو إسماعيل، وأول عملية استشهادية ستكون من وزارة الداخلية». وهو ما يجعل الأصوات التي كان سيأخذها حازم أبو إسماعيل بمثابة المعضلة الكبرى، حسب الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، ضياء رشوان، والذي لفت الى أن مؤيدي أبو إسماعيل ينتمون إلى قطاعين رئيسيين. الأول هو الحركة السلفية، والثاني بعض الفئات والطبقات الشعبية البسيطة التي جذبتها شخصية الرجل وأداؤه البسيط. والقطاع الأول، حسب رشوان، ليس كتلة واحدة منسجمة، وقد كان جزءاً منهم، حتى في وجود أبو إسماعيل، يتجه للتصويت لصالح الشاطر. أما بعد استبعاد أبو اسماعيل والشاطر فمن المرجح أن تتجه هذه الكتلة إلى اختيار المرشح الذي تراه الأصلح من المرشحين الإسلاميين الآخرين «الدكتور أبو الفتوح والدكتور سليم العوا».
أما الكتلة الثانية، وهي الأصغر، فسوف تتفتت بين بقية المرشحين، بمن فيهم المرشحون الإسلاميون السابقون ومعهم بعض المرشحين من غير المحسوبين على التيار الإسلامي، ومن بينهم ليبراليون أو قوميون أو يساريون، في حين سيعتزل المنتمون إلى الكتلة الثالثة المشاركة في المعركة الرئاسية، احتجاجاً وإحباطاً من خروج مرشحهم المفضل.
أما القطاع الثاني المؤيد لأبو إسماعيل من الفئات والطبقات الشعبية البسيطة، فإن البعض من أصواته ستذهب، وفقاً لرشوان، إلى المرشحين الإسلاميين تعبيراً عن استمرار التأييد الفكري والسياسي السابق لأبو إسماعيل، والبعض الآخر إلى من يرونه مطالباً بحقوقهم الاجتماعية والاقتصادية كحمدين صباحي. ويذهب البعض الثالث للمرشح الذي يظنون بقدرته على إدارة الدولة وإعادة الأمن كعمرو موسى.
تحليلات الخبراء لم تبتعد كثيراً عن استطلاعات الرأي التي تجريها مؤسسة الأهرام الرسمية في مصر أسبوعياً، حيث كشف آخر استطلاع للرأي في الفترة ما بين 7 و10 نيسان من الشهر الجاري، أن المرشحين الرئاسيين أحمد شفيق وعمرو موسى هما المستفيدان من خروج المرشح عمر سليمان من السباق الرئاسي. نتائج الاستطلاع، حسبما نقلتها صحيفة الأهرام الرسمية أول من أمس، تشير بوضوح إلى أن سباق رئاسة الجمهورية بات على صفيح ساخن، بعد قرار اللجنة العليا للانتخابات باستبعاد عشرة مرشحين، خاصة أن القرار استبعد ثلاثة كانوا سبباً في إضفاء المزيد من الإثارة خلال الأسابيع الأخيرة. ويمثل خروج سليمان وأبو إسماعيل إلى جانب الشاطر مشكلة حقيقية لأنصارهم لأن الاختيار الثاني المفضل لقسم كبير منهم، قضت اللجنة الانتخابية أمس على آماله بخوض السباق الرئاسي، اذ أظهرت الاستطلاعات التي سبقت قرار اللجنة، أن 25 في المئة من مؤيدي أبو إسماعيل كانوا ينظرون إلى خيرت الشاطر كمرشح ثان بالنسبة لهم، بينما يرى نحو 27 في المئة من مؤيدي الشاطر، أن أبو إسماعيل هو الاختيار الأفضل لهم، في اشارة واضحة إلى تراجع فرص مرشح الإخوان البديل محمد مرسي في مواجهة كل من عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح.
أما فرس الرهان الثالث في سباق الرئاسة المقرر له 23 و24 أيار المقبل فهو حمدين صباحي، الذي يعتبره الخبراء «مرشح المواطن الذي لم يحسم أمره» على اعتبار أنه أفضل من يمثل البسطاء والفلاحين ولكن يعاب عليه حسب المراقبين ضعف موارد تمويل حملته.