دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أمس الحكومة السورية الى ضمان حرية حركة كاملة للمراقبين الاجانب في سوريا، واقترح توفير الاتحاد الاوروبي مروحيات او طائرات لبعثة مراقبة وقف اطلاق النار المقبلة في البلاد. وقال، على هامش زيارة رسمية للوكسمبورغ، إن «مجلس الامن طلب مني تقديم اقتراح رسمي بشأن بعثة مراقبة للامم المتحدة (...) وسأفعل ذلك بحلول الاربعاء». وأقر بأن الوضع على الارض في سوريا «لا يزال هشّاً».
في هذا الوقت، قال المتحدث باسم الامم المتحدة خالد المصري ان مراقبي الامم المتحدة في سوريا زاروا امس مدينة درعا واجتمعوا مع المحافظ وتجولوا في المدينة. وأضاف ان مجموعة اخرى من مسؤولي الامم المتحدة اجروا محادثات في دمشق مع مسؤولين بالحكومة. ووصف رئيس فريق المراقبين الدوليين الموجود في سوريا، الكولونيل المغربي احمد حميش، في تصريح مقتضب للصحافيين مهمة البعثة بأنها «صعبة».
في الدوحة، اكد رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثان ان اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا لم يلمس اي «تغيير جوهري» في تعاطي دمشق مع الازمة، فيما دعت اللجنة المعارضة السورية الى اجتماع تحت سقف الجامعة العربية قبل نهاية هذا الشهر. ومن جهة اخرى، نفت قطر رسميا ان تكون قد سلحت المعارضة السورية، الا انها جددت التاكيد بانه يجب مساعدة الشعب السوري على «الدفاع عن نفسه».
وقد حضر الاجتماع المبعوث الاممي العربي كوفي انان وقد جددت اللجنة دعمها لجهوده. من جهته، شدد الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي على ضرورة «انهاء العنف اي كان مصدر هذا العنف» داعيا الى «وقف نار فوري وكامل حتى يستطيع ان ينطلق هذا المسار السياسي» الذي تنص عليه خطة انان.
وفي باريس، نددت مجموعة من 50 دولة مجتمعة بمواصلة بيع الاسلحة لسوريا في اشارة الى روسيا التي لم تذكر بالاسم. واعربت هذه الدول في بيان عن «رفضها الحازم لأي دعم مالي او غيره ولا سيما لمواصلة بيع الاسلحة الى النظام السوري» بحسب توصيات اللقاء التي نشرت مع اختتامه. ودعا المشاركون في اللقاء الذي انعقد في وزارة الخارجية الفرنسية «رجال الاعمال الذين يدعمون مالياً القمع الدامي والافراد الذين يساهمون فيه بشكل او بآخر الى قطع علاقاتهم مع نظام الرئيس بشار الاسد».
وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إن العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا حرمت نظام الاسد من نصف احتياطيه المالي، مؤكدا أن «الاجراءات التي تستهدف القطاعين المصرفي والمالي، خصوصا تجميد موجودات البنك المركزي السوري، ادت الى تجفيف عائدات النفط وسحب موارد ثمينة من الدولة السورية». واضاف «نحن نعلم ان السلطات السورية التي تدل معلوماتنا على ان احتياطيها المالي انخفض الى النصف، تسعى بشكل حثيث للعثور على طرق بديلة للالتفاف على هذه العقوبات».
وقال مسؤول فرنسي أمس إن فرنسا ستستضيف اجتماعاً لوزراء خارجية في باريس يوم الخميس تشارك فيه وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون لبحث الهدنة الهشة في سوريا. واضاف أن الاجتماع الذي سيحضره أيضاً وزيرا خارجية تركيا وقطر يهدف لزيادة الضغط على الرئيس الأسد.
ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية عن رئيس الحكومة رجب طيّب أردوغان قوله في اجتماع لنواب حزب العدالة والتنمية الحاكم إن النظام السوري يحاول «كسب الوقت بأفعاله».
بدوره، وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وقف اطلاق النار في سوريا بأنه «هش»، مشيراً الى ان عدداً من الدول تتمنى ان تفشل خطة كوفي انان.
وقال، في مؤتمر صحافي في موسكو، «فعلياً، وقف اطلاق النار هش نسبياً». واضاف «هناك من يريد ان تفشل خطة كوفي انان وعبروا (عن هذا الموقف) حتى قبل الاعلان عن الخطة». وتابع «هناك دول وقوى في الخارج (خارج سوريا) لا يريدون النجاح لجهود مجلس الامن في الامم المتحدة»، من دون ان يسمي هذه الجهات. ويزور موسكو وفد من هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي السورية. ونقلت وكالات الانباء الروسية عن هيثم المناع، عضو الهيئة التي لا تنتمي الى المجلس الوطني السوري، دعوته روسيا إلى الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الاسد لوقف اعمال العنف. وقال المناع «لاحظنا أن ممثلي روسيا اثناء الحديث معنا عن المشاكل السورية، لا يميلون لدعم فكرة بقاء نظام بشار الاسد ويدعمون اجراء تغييرات ديموقراطية». إلى ذلك، نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو ويمين، قوله في بيان إن المعلم سيقوم بزيارة عمل للصين اليوم بدعوة من نظيره الصيني يانغ جيه تشي. ميدانياً، واصلت القوات السورية النظامية عمليات القصف واطلاق النار في عدد من المناطق، ما اسفر عن سقوط خمسة قتلى، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. واشار المرصد الى تعرض منطقة اللجاة التي تضم تجمعاً كبيراً للمنشقين «لقصف واطلاق نار من الرشاشات الثقيلة من القوات النظامية السورية».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)