سعت واشنطن إلى طمأنة تل أبيب بشأن مسار المفاوضات القائمة بين إيران ودول «5+1»، بعد الموقف المتحفّظ الذي أطلقه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي رأى فيه أن طهران حصلت على هدية في جولة إسطنبول الأخيرة قبل أيام.
وبرزت في الصحف الإسرائيلية أمس تقارير نقلت عن مسؤولين في الإدارة الأميركية مواقف توزعت بين تبرير استراتيجية التفاوض القائمة على مبدأ «الخطوة خطوة»، وفقاً لما ذكرته صحيفة «معاريف»، وبين الإشارة إلى أن العقوبات ضد طهران ستُشدد قريباً بحسب ما أشارت إليه صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إلا أن الأبرز كان ما نقلته صحيفة «هآرتس» عن مصدر أميركي رفيع المستوى، إذ قال إن الدول الست تتوقع أن تعلن الجمهورية الإسلامية في الجولة المقبلة في 23 أيار تعليق تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 20 في المئة كبادرة حسن نية.
وأوضح المصدر للصحيفة أن نتنياهو اطّلع بنحو كامل، قبل مفاوضات إسطنبول وبعدها، على الاستراتيجية التي تنوي الدول الست اعتمادها في مقابل طهران، لافتاً إلى أن الأسابيع التي سبقت المفاوضات شهدت مباحاثات تنسيق مفصّلة بين إسرائيل والولايات المتحدة، وإلى أن رئيسة طاقم المفاوضات الأميركي، ويندي شيرمان، اتصلت بعد ساعات من انتهاء الجولة بالسفير الإسرائيلي لدى واشنطن، مايكل أورن، ووضعته في أجواء الاجتماعات.
وأشارت «هآرتس» إلى أن ديوان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وقصر الإليزيه، اتصلا أيضاً بمكتب رئاسة الحكومة في إسرائيل قبل مباحثات إسطنبول وبعدها، وقدّما شرحاً بشأن خطة العمل في المفاوضات، موضحين أن هدف الجولة الأولى هو اختبار جدية الإيرانيين، من دون توقّع أي خطوات فورية من جانبهم. وقالت الصحيفة إنه بناءً على ذلك، فإن واشنطن وباريس ولندن وبرلين فوجئت بالهجوم الذي شنّه نتنياهو على نتائج الجولة، وشعرت بالاستغراب من موقفه.
المصدر الأميركي أشار إلى أن الأسابيع الخمسة التي ستفصل بين الجولة الماضية والجولة المقبلة لن تكون وقتاً ضائعاً، بل ستتضمن محادثات إضافية مع طهران بمستوى منخفض، سيجري خلالها التوضيح للإيرانيين أن القوى الست تتوقع منهم إعلان خطوة بناء ثقة تتمثل في تعليق التخصيب إلى مستوى 20 في المئة. وأوضح المصدر أن إيران لن تحصل في مقابل هذه الخطوة على أي مقابل، مشيراً إلى أن واشنطن تشعر بالرضا من هذه المقاربة، وأن «هناك مؤشرات لم تكن في السابق، بأن الإيرانيين جدّيون في نيّاتهم».
من جهتها، قالت «يديعوت» إن مسؤولاً في الإدارة الأميركية أجرى، أول من أمس، «إيجازاً تهدوياً» لوسائل الإعلام الإسرائيلي، ونقلت عنه قوله إن الدول الست أوضحت لإيران أن نافذة الفرص آخذة في الانغلاق، وأن عليهم اتخاذ خطوات ملموسة ضمن إطار زمني واضح. إلا أن المسؤول برّر الأسابيع الخمسة الفاصلة عن الجولة المقبلة بالقول إن الوفد الإيراني يحتاج إلى الوقت من أجل القدوم إلى الجولة مزوّداً بصلاحيات يمكن أن تؤدي إلى نتائج، لافتاً إلى أن «هناك مؤشرات إيجابية أكثر من السابق».
ونقلت «معاريف» عن المسؤول الأميركي نفسه قوله إنه لا يمكن فرض سقف زمني للمفاوضات كما تطلب إسرائيل، بسبب وجود «انقطاع وانعدام للثقة بين الجانبين».
من جهة ثانية (أ ف ب، رويترز)، قالت مصادر تجارية إن اليابان ستخفض مشترياتها من الخام الإيراني بنحو 80 في المئة في نيسان عن مستواها في أول شهرين من العام، مع امتثال المشترين للعقوبات الغربية على إيران. كذلك، وسّعت سويسرا العقوبات المالية على إيران، لكنها لم تصل إلى حد تجميد أصول البنك المركزي الإيراني وفرض حظر للنفط، ما يشير إلى بدء ظهور خلاف مع القوى الغربية بشأن التصدي لطموحات إيران النووية.
في غضون ذلك، يتوجّه رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي إلى طهران الأحد المقبل، في أول زيارة يقوم بها إلى العاصمة الإيرانية منذ نحو عام ونصف، حسبما أفاد مستشاره الإعلامي علي الموسوي أمس.