فور رحيل الرئيس المخلوع حسني مبارك في 11 شباط من العام الماضي تسابق المعلقون والاعلاميون في إطلاق اسم على الثورة المصرية، وكان من بين الأسماء «الثورة الضاحكة»، وهي التسمية التي أطلقها ناصر فرغلي في فيلم قصير أنتجته هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي». وكانت مشاهد الفيلم تحتوي على لقطات حافلة بأساليب مختلفة ومتنوعة من السخرية والنكات التي رفعت في ميادين مصر وأطلقتها حناجر المتظاهرين. ورغم الصعاب التي كانت تلاحق المعتصمين في هذه الميادين، ولا سيما الاتهامات الموجهة لهم وعناد حسني مبارك وأعوانه، فإن ذلك لم يزد المتظاهرين إلا تمسكاً بالسخرية والنكتة التي واجهوا بها هذه المواقف، والتي كانت من أنجح الوسائل آنذاك في مواجهة الآلة الإعلامية الجبارة للنظام المخلوع.
وهو ما يفسره الخبير الإعلامي ياسر عبد العزيز، قائلاً «الشعب المصري لديه نزعة سخرية تاريخية وكانت على مدار تاريخه واحدة من أساليب المقاومة التي اعتنقها»، ويضيف «سخرية المصريين لها طابع خاص، فلها مذاق حرّيف ولاذع وأكثر عمقاً وتحقيقاً للأثر».
أما الخبير النفسي، الدكتور أحمد عبد الله، فيرى أن السخرية و«التريقة» كانت من أنضج الآليات النفسية الدفاعية لمواجهة القهر والضغوطات. وعلى مدى المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد، دارت سجالات ومعارك سياسية كثيرة ابتداءً من استفتاء آذار 2011 وحتى الانتخابات الرئاسية التي دارت عجلتها منذ فترة، كانت النكتة حاضرة فيها بقوة في الشارع السياسي الذي اتخذ من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» و«تويتر» مسرحاً له لإنتاج النكات والقفشات سواء بشكل لفظي أو من خلال ابتكار مقاطع مصورة وصور مركبة.
وخلال هذه الفترات أنشئت عشرات الصفحات التي تحمل أسماء ساخرة. وصمم النشطاء وأنصار كل فكرة وحزب ومرشح مئات الصور وأطلقوا آلاف النكات، كما ظهر بقوة استخدام فن «الكوميكس» وهو فن جديد يخلق فيه المؤلف شخصيات من رأسه ليحبك بها قصة طريفة.
وكان من بين هذه الصفحات صفحة «أنت عيل اخوانجي»، «أنت عيل أجندة»، «حنزل التحرير ملط لو مبارك خد براءة» و«لا تجادل ولا تناقش أنت إخوانجي»، «السلفيين مش ضاربين بوز»، «أنا سلفي ومبعضش» و«قلبي عندك يا أم جمال»، في إشارة إلى سوزان مبارك زوجة الرئيس المخلوع و«كان فين أبو إسماعيل قبل الثورة» وغيرها.
ولامست معظم النكات الساخرة خلال هذا العام بنحو واضح المجال السياسي سواء في شكل أفراد أو جماعات، وما يفسره الخبير النفسي، الدكتور أحمد عبد الله، بأن «كثيراً من المصريين عقب الثورة انخرطوا في السياسة بشكل أو بآخر وأصبحت جزءاً من حياتهم اليومية». وشدد على أن هذا الأمر ليس مرتبطاً بالسياسة «فالمصريون جزء من حياتهم خفة الدم، وإذا كان يقال إن الإنكليز يبحثون عن شيء يقرأونه والفرنسيين يبحثون عن شيء يتذوقونه والألمان يبحثون عن شيء يفكرون به، فالمصريون يبحثون عن شيء يسخرون أو يتندرون عليه». وأضاف «وهو أمر إيجابي إذا كان ضمن منظومة كبيرة»، محذراً من «أن يتحول إلى فعل سلبي إذا استخدم لمجرد تسريب الطاقة دون فعل إيجابي مؤثر».

السخرية ومعركة الرئاسة في مصر

على الرغم من أن المعركة الرئاسية في مصر بدأت مبكراً وقبل أكثر من عام على المستوى العملي، حيث أفصح الكثير عن نيتهم في خوض معركة الرئاسة، فإن النكات السياسية التي أطلقت على المرشحين أو حملاتهم الدعائية قد زادت وتيرتها على نحو كبير طال جميع المرشحين بنسب متفاوتة، بعضها جاء ساخراً من المرشح وبعضها جاء من أنصار المرشحين، ساخرين مما يُقال أو ينسب إلى مرشحهم.



على صفحة «حسني مبارك مش أبويا» كُتب تحت عنوان «إعرف شخصيتك من مرشحك»: «إذا كان لديك رغبة في ترشيح أبو الفتوح فأنت فزلوك ومتحرر وبتشغل دماغك لكن جواك وازع مخليك حاسس إنك منحل، لكن إذا كان أبو إسماعيل فأنت مفتقد للقدوة والمثل الأعلى وحاسس بتقصير ديني وتسعى دائماً لإتمامه، أما إذا كان مرشحك حمدين صباحي فأنت ذو فكر متحرر لكن تخشى الدوران في فلك التيار الديني، وإذا كنت تؤيد خيرت الشاطر فأنت تتعجل بإنهاء الصراعات إما بنهاية حلوة أو بكارثة، لكن مؤيد محمد مرسي رخم وتحب دائماً أن تخالف، ولو كنت سترشح أيمن نور فأنت بتقعد في وسط البلد كتير وتحن للماضي وأيام السحل والضرب. أما خالد علي فأكيد أنت واحد من قرايبه، أما سليم العوا، فأنت شخصية هيلولية تميل للأقحوان الذهني المتحوقل بالانبعاث الفكري، أما مرتضى منصور فأنت سمعت حديثاً أن البلد فيها حاجة تانية غير الكورة بيقولوا عليها انتخابات رياسة، أما أحمد شفيق فأنت رجل تفكر بعقل ست بيت محترمة، وإذا كنت من مؤيدي عمر سليمان فغور ياض من هنا... هي دي شخصيات نعرفها أساساً». وقبيل استبعاده، جاء عمر سليمان مدير جهاز الاستخبارات السابق، الأعلى حظاً في السخرية والنكات، تبعه في ذلك حازم أبو إسماعيل صاحب مشكلة جنسية والدته ليليهما أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد حسني مبارك، ثم بقية المرشحين.
عن عمر سليمان كتب النشطاء على «الفايسبوك» عدداً من «القفشات» والنكات كان أبرزها أن شعار عمر سليمان هو «كلكم خالد سعيد». وشعار الثوار بعد وصوله إلى الرئاسة هو «عيش بطانية حلاوة طحينية»، في إشارة إلى الزج بهم في السجون، فضلاً عن النكتة التي تقول «سؤال ملح: هل سيكتب عمر سليمان برنامجه بالعربي أم بالعبري؟». وأخرى تقول «كنت خايف (المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد) البرادعي يمسك مصر ويقلع أمي الحجاب أو أبو إسماعيل يمسك ويلبس أمي النقاب... دلوقتي عمر سليمان جاي وأمي هاتوحشني قوي». كذلك تم تداول بيان رئاسي متخيل يلقيه عمر سليمان عقب فوزه قائلاً «لقد كانت منافسة شريفة طويلة من منافسيّ رحمهم الله جميعاً. أنا حزين على سقوط سيارة حازم صلاح من فوق الكوبري، وسقوط خيرت الشاطر من الدور العاشر، وعلى انهيار عقار عبد المنعم أبو الفتوح وعلى اختناق حمدين صباحي وانتحار العوا، ولكن حزننا يجب ألا ينسينا مهمتنا. كما لا أنسى أبداً أن شباب الإخوان والسلفيين كانوا زهرة الشباب المصري... قبل أن نأخذهم لاستصلاح الصحراء ثم تاهوا جميعاً وانقطعت أخبارهم ...».
أما أبو إسماعيل فجاءت أغلب النكات المرتبطة به لتنصب على ملصقات الدعاية الانتخابية الكثيفة جداً والمنتشرة في كل بقاع مصر، إذ صمم النشطاء صوراً مقتطعة من مشاهد أفلام سينمائية وتظهر في خلفيتها صور لدعاية أبو إسماعيل، فضلاً عما ناله في قضية جنسية والدته. وكانت أبرز النكات التي أطلقت على حملة أبو إسماعيل «عاجل القبض على عدد من أفراد حملة حازم أبو إسماعيل أثناء محاولتهم لصق بوستر أبو إسماعيل على ظهر حوت أزرق بمحمية طبيعية في عرض المحيط الهادي!».
ومن ضمن النكات أيضاً «هل تعلم أن فضيلة الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل جذوره تمتد للفراعنة وأن جده الأكبر - سماعين رع - هو إله البوسترات عند قدمائنا المصريين؟ ويقال أن السبب في كسر مناخير أبو الهول هو أنهم كانوا يحاولون إزالة بوستر أبو إسماعيل من عليه!!». وأيضاً «عزيزي المواطن... إذا فرغ البنزين من سيارتك... ضع على السيارة صورة ابوسماعين وستسير بدون بنزين إن شاء الله».
الفريق أحمد شفيق ناله حظ وافر من النكات حيث أطلق عليه النشطاء لقب «الشفيق أحمد فريق» و«الرجل البلوفر في الزمن الأوفر»، في إشارة إلى ارتدائه الدائم لكنزات الصوف، فضلاً عن عشرات الصور التي تعبر عن سقطاته الإعلامية حين وصف علاقاته بالمشير محمد حسين طنطاوي كعلاقة إحدى المذيعات بزوجها؟ وحين قال في أحد البرامج «أنا حاربت قاتلت وقُتلت».
أما خيرت الشاطر، فقال أحد النشطاء عنه «بعدما شاهدت مقابلة خيرت الشاطر على تلفزيون الحياة انتابني شعور أن هذا الرجل فاكر أنه جاي يمسك سوبرماركت وليس جمهورية مصر العربية»، فيما قال آخرون «نداء عاجل إلى والدة خيرت الشاطر: أنتي لستي أقل وطنية من أم حازم أبو إسماعيل ولا شجرة الدر .. طلعي باسبورك الأميركاني».
أما عقب حضور عمرو موسى اجتماع حزب الوسط لمواجهة مرشحي الفلول، فقال أحد النشطاء «هو عمرو موسى حضر على أساس أنه كان أدمن صفحة كلنا خالد سعيد».
هتلر والأفلام الساخرة.



ربما سيظل يذكر المصريون من الأجيال المقبلة أدولف هتلر لفترات طويلة جداً، ليس حباً فيه أو في منهجه بل بوصفه صاحب أشهر الأفلام المصورة التي خرجت للسخرية في مصر، سواء أثناء الثورة أو بعدها أو خلال معركة الرئاسة. فتم اللجوء إلى أحد مقاطع الأفلام التي تظهر هتلر وهو يتحدث مع مجموعة من معاونيه قبل أن يطلب من الجميع الخروج باستثناء نفر قليل ليصيح فيهم بشدة والوجوم يعلو وجوهم. وقد تم استخدام هذا المقطع الشهير توثيقاً لاجتماع متخيل للرئيس مبارك وهو يصيح في معاونيه متحدثاً عن البرادعي تارة وعن «الفايسبوك» كسلاح تارةً أخرى. إلّا أن آخر مستخدمي هذا التسجيل المصور كانوا أنصار حازم صلاح أبو إسماعيل الذين أظهروا فيه هتلر وكأنه المشير طنطاوي فيما معاونوه هم مرشحو الفلول عمرو موسى وعمر سليمان وأحمد شفيق، وذلك عقب حكم محكمة القضاء الإداري بخصوص مسألة جنسية والدة أبو إسماعيل الذي جاء لصالحه ويظهر في الخلفية ملصق أبو إسماعيل الشهير، وقد علق أنصار أبو إسماعيل على التسجيل المصور قائلين «يا إعلام بيهيص في الزيطة.. أبو إسماعيل لبسكم في الحيطة». لكن ماذا عن هذه النكات ومدى تأثيرها على الناخبين والمرشحين؟ وماذا تعكس في هذا السياق؟
يستبعد الخبير النفسي، الدكتور أحمد عبد الله، أن تكون السخرية لها تأثير كبير على مواقف أنصار المرشحين، «فطالما أنك عرضت نفسك للضوء فهذا معناه في مصر أنك مادة في ماكينة السخرية التي تدور بلا توقف في حياة المصريين، بغض النظر عن المواقف والأشخاص».
أما الخبير الإعلامي ياسر عبد العزيز، فيشير إلى أن السخرية هي نمط وأداة من أدوات التأثير في حظوظ المرشحين في الانتخابات في كل مكان في العالم لكنها تكتسب أهمية أكبر في الإطار المصري بسبب التركيبة النفسية والاجتماعية للجمهور.
وأوضح أن السخرية تبقى أداة ذات فاعلية كبيرة في إطار ما يسمى «الدعاية السوداء» التي تهدف إلى النيل من حظوظ المرشح أو الحط من شأنه أو تسليط الأضواء على جوانب الخلل فيه أو إظهار تناقض مواقفه. ووصف عبد العزيز السخرية بأنها إحدى أدوات الدعاية المضادة لأنها تهدف أحيانًا إلى السخرية من الهجمات التي تصيب مرشحاً معيناً عبر التقليل من أهميتها وإظهارها على أنها نوع من «التهريج».
من جهته، يرى الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية في وحدة الدراسات المستقبلية في مكتبة الإسكندرية، محمد العربي، أن هذه السخرية تعبر عن ارتباط عام باختلاط الكوميديا بالحياة السياسية في مصر منذ بدء الثورة؛ فالسخرية تمارس في مجال تفاعلي بدون رابط واضح، ولا يمكن ملاحقتها قانونياً.
ويوضح العربي أن السخرية «جاءت من ابتذال السياسيين للمعاني السياسية أو القيم السياسية من خلال المصطلحات أو المفاهيم التي تطلق على الخصوم السياسيين بدون وعي أو فهم حقيقي، وبالتالي جرى استخدامها كأداة للسخرية ممن أطلقها». ويضيف «بعد الصراع بين الدولة المدنية والدولة الدينية انتصرت في النهاية الدولة الكوميدية»، واصفاً بذلك المشهد السياسي الحاكم بكل الفاعلين وما يدور بداخله من مساجلات أقرب للحالة العبثية التي دفعت المواطن إلى السخرية منها. كذلك، اعتبر أن اطلاق السخرية على كافة المرشحين يعكس انعداماً للثقة فيهم وبدرجات متفاوتة، لافتاً إلى أن السخرية السياسية هي رفع لغطاء الهالة السياسية عن الفاعلين السياسيين.



السخرية ظاهرة صحية


يرى الباحث في علم الاجتماع السياسي والناشط الحقوقي، إسماعيل الإسكندراني، أن السخرية خلال مرحلة الانتخابات تعد ظاهرة صحية لأنها تعكس ممارسة الناس لحقهم في التعبير. فالمرشحون الذين يعرضون نفسهم للمجال العام ترفع عنهم «التابوهات» الشخصية، مستدلاً بالدكتور سليم العوا الذي أطلق عليه النشطاء لقب اللواء العوا نظراً لما رأوا فيه من مواقف تتقارب مع المجلس العسكري، معتبراً أن هذه السخرية لم تكن لتقال بسهولة لو ظل العوا في قالبه الفكري بعيداً عن مسألة الترشح. ويتابع الإسكندراني أن السخرية من المرشحين تأتي في إطار ترجمة الشعار الساخر «يسقط الرئيس القادم» الذي يعني أنه لن يأتي رئيس فوق النقد سواء أكان ساخراً بالعبارات أم بالرسومات.
ويلفت الإسكندراني إلى أن هذه السخرية تكون أحياناً ضارة بالمرشح وأحياناً نافعة. ففي حالة أبو إسماعيل وعمر سليمان استفاد الاثنان. فالأول زادت السخرية من ملصقاته حماسة أنصاره، والثاني خلقت السخرية منه هالة من الرعب استفاد منها. وما ساهم في ذلك، أن الاثنين غامضان بالنسبة للعمل العام الذي لا يعرف عنهما شيئاً معلناً في تاريخهما السياسي.
أما أحمد شفيق، فيرى الإسكندراني، أنه تضرر من السخرية لأنها نالت منه وهو في منصبه آخر رئيس وزراء لمبارك، فضلاً عن أدائه السيئ في أكثر من مناسبة.



«أنت عيل إخوانجي»

فكرة صفحات السخرية كما يرويها أحمد حسن، «أدمن» صفحة «أنت عيل اخوانجي» تقوم على أن هذه الصفحات وهذا الأسلوب الساخر المعتمد على النكات «أكثر تأثيراً لدى الشعب المصري من الأرقام والحقائق الجامدة»، فهو «يساعد على إيصال الفكرة بشكل سريع وموجز بأكثر من التنظير الجامد».
ويشرح حسن طريقة إنشاء هذه الصفحة قائلاً «قررنا إنشاء صفحتنا عقب استفتاء آذار 2011 حيث اشتد الهجوم على جماعة الإخوان المسلمين لتبنيها الموافقة على التعديلات الدستورية، ووجهت إلينا اتهامات قديمة كالتمويل من إيران والسعودية وغيرها». وأضاف «رأينا أنه إذا قمنا بالرد بنفس الطريقة المنطقية فسنجد أنفسنا نعيد الكلام مرة أخرى، فكان لا بد من وسيلة أخرى تناسب ما يقال عنا من خيال المتهمين لنا. فكان أن وقعنا على اختيار النكتة لأنها تربط في ذهن المتلقي بين الاتهام وبين الكلام الساخر فلا يصدقه، فالخيال لا يرد عليه إلّا بالخيال مثله».
ويؤكد حسن أن الصفحة حققت نجاحاً من خلال اسم «أنت عيل إخوانجي» حيث اجتذبت المئات من خارج جماعة الإخوان كما كان مقرراً حين تم اختيار هذا الاسم. ويوضح أن الصفحة توسعت لتقوم بعدة حملات وصل صداها للصحف مثل حملة «أبو حمد الخرطوشي» الذي رد فيه شباب الجماعة على اتهامات نائب مجلس الشعب محمد أبو حامد بأن جماعة الإخوان تملك سلاحاً قادماً من ليبيا فضلاً عن حملات أخرى ضد المجلس العسكري مثل حملة «مبنتهددش».