فشلت معادلة هجليج مقابل أبيي، التي أعلنتها جوبا لدى احتلالها المنطقة في العاشر من الشهر الحالي، بعدما عادت السلطات السودانية لتفرض سيطرتها عليها في ظل تضارب الأنباء حول ما اذا كان الجيش السوداني قد نجح في تحريرها، أو أن جيش جنوب السودان قد انسحب منها. فبعد اعلان رئيس جنوب السودان سيلفاكير ميارديت أنه أصدر الأمر لجيشه بالانسحاب طوعياً من هجليج، خرج وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين، ليؤكد أن «القوات المسلحة وبمشاركة القوات النظامية الأخرى وقوات المجاهدين، تمكنت من تحرير مدينة هجليج من دنس غزاة دولة الجنوب، من غير أن تحدث أضراراً فادحة بالمنشآت».
من جهته، لم يتأخر الرئيس السوداني، عمر البشير، في استثمار الموقف، مؤكداً أن قواته هزمت جيش جنوب السودان. وقال البشير، مرتدياً الزي العسكري أمام آلاف من أنصاره في الخرطوم، «ليس هناك انسحاب، نحن ضربناهم عنوة وقوة، هم بدأوا القتال ونحن الذين نعلن متى ينتهي القتال والزحف لن يقف. الحرب بدأت ولن تنتهي».
وكان ميارديت قد أوضح، في بيان تلاه وزير الاعلام في حكومة جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين، أن «انسحاباً منظماً سيبدأ على الفور من المنطقة ويكتمل في خلال ثلاثة أيام». وأوضح أن قرار الانسحاب «لا يغير في شيء في موقفنا الذي يؤكد أن بانتو (اسم هجليج في جنوب السودان) تبقى منطقة لا تتجزأ من جمهورية جنوب السودان» على الرغم من أن هجليج لطالما كانت تحت سيطرة الجيش السوداني.
كذلك، أكد رئيس جنوب السودان في البيان أن الانسحاب تقرر استجابة للنداءات الدولية، وكذلك لإشاعة «أجواء تسهم في استئناف الحوار مع السودان»، وذلك بعدما بدأ طول أمد الأزمة يهدد ليس فقط بحرب شاملة بين جوبا والخرطوم، بل أيضاً دول الجوار نتيجة إعلان أوغندا أنها ستساند جنوب السودان في حالة اندلاع حرب بينها وبين السودان.
في غضون ذلك، أكد الناطق باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان قطاع الشمال، أرنو نغوتولو لودي، أن مجموعته قتلت 79 من افراد الجيش السوداني وعناصر القوات شبه العسكرية في كمينين في ولاية النيل الازرق المجاورة لجنوب السودان.
من جهتها، أعلنت جمهورية أفريقيا الوسطى أن متمردين سودانيين قتلوا 11 من جنودها يوم الثلاثاء الماضي، في كمين استهدف موقعاً عسكرياً في آمدافوك، التي تقع على بعد بضعة كيلومترات من الحدود مع إقليم دارفور بغرب السودان، فيما أعربت بعثة الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة في دارفور عن خشيتها من أن يستغل متمردو هذه المنطقة التوتر بين جوبا والخرطوم لزعزعة الاستقرار في الإقليم.
(أ ف ب، رويترز)