لم يتمكّن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك من تجاوز وصف القادة الإيرانيين بـ«العقلانيين جداً»، الذي اتى على لسان رئيس أركان الجيش الاسرائيلي بني غانتس، فقام بتحليل ذهنية الايرانيين قائلاً إن كونهم «أذكياء ويفكرون.. ويسعون نحو أهدافهم بمكر غير محدود ومن خلال تقدير متواصل لخطوات ونوايا الخصم لا يجعلهم عقلانيين بالمعنى الغربي للكلمة»، أي بمعنى أنهم «لا يبحثون عن ابقاء الوضع القائم وحل المشاكل المطروحة على جدول الاعمال بطرق سلمية»، مؤكداً أن «القيادة الايرانية ليست على هذا النحو».
وحذر باراك من تداعيات امتلاك ايران سلاحاً نووياً، لجهة أنه سيؤدي الى «سباق تسلح نووي في المنطقة يشمل تركيا والسعودية ومصر، وسيبدأ العد التراجعي لتسرب خبرات وتكنولوجيا الى المنظمات الارهابية»، مجدداً التأكيد أن اسرائيل «قادرة على الدفاع عن نفسها، وبقوتها الذاتية». ورأى باراك أن «ايران نووية تنفذ رؤية إسلامية راديكالية، ستدفعها الى دعم حزب الله والجهاد، بحزم لا يقدر، وزرع الإرهاب في المنطقة والعالم»، مشدداً على أنه «آن الأوان للعالم كله كي يكون مستعداً من أجل كبح البرنامج النووي الإيراني بشكل سريع وهادف».
وفيما أقر باراك بأن «المواجهة مع ايران لا تخلو من التعقيدات والمخاطر ونتائج لا يمكن توقعها»، رأى أيضاً أن مواجهة التحدي نفسه في حال حصول النظام الايراني على أسلحة نووية «سيكون تحدياً أكثر تعقيداً وخطورة، وسيكون غالياً أكثر لجهة حياة البشر والموارد المالية». ورأى أن «تخوف القيادة الإيرانية من عملية عسكرية أميركية أو إسرائيلية أو دولية ضدها يكبحها عن تجاوز الرقابة الدولية»، لافتاً الى أن هذا الأمر يدفع الايرانيين أيضاً الى «الدخول في حيّز الحصانة» لإدراكهم المُسبق بأنهم معرضون لهجوم عسكري، محذّراً من أن تحقيق إيران الحصانة من عملية عسكرية محدودة، لن يكون أساساً لامتناع القيادة الإيرانية عن مواصلة التحرك باتجاه النووي العسكري.
وفي ما يتعلق بالخلافات بين واشنطن وتل أبيب، أشار وزير الدفاع الاسرائيلي إلى أن المسألة تتعلق «بالساعات التي تدق بوتائر مختلفة، ووتيرة ساعة إسرائيل، رغم قدراتها المحدودة، تدق بشكل أسرع من ساعة الولايات المتحدة»، مضيفاً أن الإدارة الأميركية تدرك وتوافق على أنه يتعين على اسرائيل أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها بقواها الذاتية وأنه في المواضيع المتعلقة بأسس أمنها ومستقبل إسرائيل، وبمفهوم معين مستقبل الشعب اليهودي أيضاً، فإن «إسرائيل وحكومتها هما فقط اللتان يجب أن تتخذا القرارات وتتحملا المسؤولية».