عين الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الجنرال النروجي روبرت مود (54 عاماً) على رأس مهمة المراقبة الدولية في سوريا، بحسب ما أعلن المتحدث المساعد باسم الأمم المتحدة إدواردو ديل بيوي. وكان مود قد تفاوض مع الحكومة السورية على نشر أول 30 مراقباً للأمم المتحدة مطلع نيسان الحالي، قبل أن يسافر إلى بلاده لفترة تزيد على أسبوعين، من دون أن يصدر أي توضيح عنه أو عن الأمم المتحدة بشأن أسباب مغادرته المفاجئة. ورأس مود منظمة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنات _ التي تراقب عمليات وقف إطلاق النار بالشرق الأوسط _ من 2009 حتى 2011، وهو ما أتاح له زيارة دمشق دائماً.
ويقال إنه يتمتع بالفعل باتصالات طيبة مع ضباط الجيش السوري. وقال لـ«رويترز» في مقابلة بعد فترة قصيرة من تعيينه بمنصبه الجديد: «وقعت في حب دمشق في 2009. لم يقابلني أحد قط بمثل هذا الدفء».
وسيقود الجنرال فريقاً من 300 مراقب سمح مجلس الأمن الدولي بنشرهم لفترة أولية من ثلاثة أشهر.
وبالتزامن مع تعيين مود، دعا بان كي مون دمشق إلى احترام وعودها بسحب قواتها وأسلحتها الثقيلة من المدن «بدون تأخير». وذكّر بان، من جهة أخرى، «كافة الأطراف، ولا سيما الحكومة السورية، بضرورة أن تضمن الاحترام الفوري لشروط عمل فعال لبعثة المراقبين الدوليين، بما في ذلك وقف العنف المسلح».
ويتابع المراقبون الدوليون جولاتهم الميدانية الجمعة، حيث ذكرت سانا أن وفداً من المراقبين الدوليين زار مدينة إدلب والتقى المحافظ، كذلك زار وفد آخر أحياء حمص القديمة ومنطقة المطاحن، من دون المزيد من التفاصيل.
وكان فريق المراقبين قد قرر يوم الجمعة الماضي عدم القيام بجولات ميدانية «لتجنب أن يؤدي وجودنا إلى تصعيد»، بحسب ما قال يومها رئيس الوفد العقيد أحمد حميش. وأكد أحمد فوزي، الناطق باسم موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، أن نحو 15 مراقباً من الفريق الطليعي للأمم المتحدة سيصلون قبل نهاية نيسان إلى هذا البلد لمراقبة وقف إطلاق النار.
ووسط حدوث اختراقات أوقعت أكثر من 300 قتيل في سوريا منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في الثاني عشر من نيسان، دعت جماعة الإخوان المسلمين السورية الأمم المتحدة الجمعة إلى إعلان فشل خطة المبعوث الدولي كوفي أنان. وطالب الإخوان المسلمون الأمين العام للأمم المتحدة «أن يقرن إعلانه امتناع حكومة (الرئيس السوري بشار) الأسد عن التزام عملية السلام، باعتبار خطة السيد كوفي أنان منتهية». وطالب البيان بان «بتجميد عضوية سوريا في المنظمة الدولية إلى حين قيام حكومة معبّرة عن إرادة الشعب السوري».
في هذا الوقت، نقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، تأكيده خلال مشاورات في موسكو أمس، مع وفد «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير» المعارضة السورية برئاسة قدري جميل، «سعي روسيا إلى مواصلة دعم جهود السوريين الرامية إلى إحلال السلام واستعادة الاستقرار في بلادهم بأسرع ما يمكن، وذلك على أساس حوار وطني واسع».
من جانبه، انتقد جميل، في حديث لـ«روسيا اليوم»، «موقف الجامعة العربية غير المتوازن من أطراف المعارضة». وقال: «نحن نصرّ على أن يكون مركز الحوار في دمشق، و(الأمين العام للجامعة العربية نبيل) العربي منحاز إلى طرف دون أطراف أخرى، وهو غير حيادي»، قائلاً: «نعم، أتهمه بالانحياز». وأكد جميل «أننا (المعارضة الداخلية) لا نضع شروطاً مسبقة على الحوار الوطني الذي لا يمكن أن يتم مع قوى تطالب بالتدخل الخارجي». وتساءل: «النظام طرف في الأزمة فمع من سيكون الحوار إذا ليس معه؟».
بدوره، دعا وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ألستير بيرت، النظام السوري إلى تنفيذ خطة أنان بصورة عاجلة، وحذّره من العودة إلى مجلس الأمن لاتخاذ «إجراءات صارمة» وفورية إذا لم يفعل. وقال: «سنستمر في حثّ المعارضة السورية على التزام وقف إطلاق النار وعلى العمل أيضاً مع المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان بشأن عملية التحول السياسي في بلادها».
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جون ايرنست، إن الولايات المتحدة تشعر بالإحباط لعدم وفاء دمشق بتعهداتها بالالتزام بخطة السلام، مضيفاً أن واشطن ستكثف الضغوط على الرئيس السوري بشار الأسد. وقال للصحافيين، على متن طائرة الرئاسة الأميركية: «نعتزم الاستمرار في تكثيف الضغوط الدولية على نظام الأسد وتشجيعه بأقوى العبارات الممكنة على الوفاء بالتعهدات والالتزامات التي قدموها في ما يتعلق بخطة كوفي أنان».
واتهم الاتحاد الاوروبي النظام السوري بعدم احترام التزاماته المنصوص عليها في خطة انان، وخصوصاً لجهة سحب القوات والاسلحة الثقيلة من المدن.
وقال المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أمام الصحافيين: «نحن قلقون جداً لاستمرار العنف، رغم وقف إطلاق النار الذي وافق عليه النظام السوري، ومن الواضح أن النظام السوري لم يف بالتزاماته».
إلى ذلك، نسبت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أمس إلى رجل الأعمال السوري نوفل الدواليبي قوله، إن «سوريا الجديدة» ستجري مفاوضات سلام مع إسرائيل. وقالت الصحيفة إن الدواليبي قال لمراسلها في باريس إن «سوريا الجديدة ستتفاوض مع إسرائيل حول سلام عادل يستند إلى مبادرة السلام العربية، وعلى إسرائيل أن تثبت رغبتها بسلام كهذا وتأييد القوى الديموقراطية في العالم العربي». وأضاف أن «إسرائيل، مثل الولايات المتحدة، دعمت أنظمة استبدادية، ومن ضمنها أنظمة نازية حقيقية في المنطقة، مثل النظام في سوريا، رغم أن هذه الأنظمة هددت بإلقائها في البحر، وهي (أي إسرائيل) تتحمل مسؤولية الحفاظ على هذه الأنظمة».
(رويترز، يو بي آي، أ ف ب)