عاشت سوريا، أمس، على وقع الانفجارات المتنقلة بين دمشق وإدلب وحلب. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «انتحاريين فجرا نفسيهما بسيارتين مفخختين في ساحة هنانو وشارع الكارلتون في إدلب، ما أدى إلى استشهاد ثمانية من المدنيين وقوات حفظ النظام». كذلك أشارت إلى جرح نحو مئة شخص، معظمهم من المدنيين. وقالت الوكالة إن الانفجارين وقعا في «منطقتين سكنيتين مكتظتين، ما أدى إلى أضرار بالغة في المباني وخلّفا حفرتين كبيرتين جداًَ».
وذكرت «سانا» أن عضوين من المراقبين الدوليين «اطلعا على آثار التفجيرين»، إذ يوجد في إدلب بشكل ثابت مراقبان من فريق المراقبين الدوليين المكلفين بالتحقق من وقف إطلاق النار، فيما أدان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، «الـتفجيرات الإرهابية في إدلب ودمشق». وتحدث بان، في بيان، عن «تقدم في أماكن انتشار المراقبين»، معرباً في الوقت نفسه عن «قلقه العميق من استمرار العنف والقتل والانتهاكات في الأيام الأخيرة».
وبثّ التلفزيون الرسمي السوري صوراً عن موقعي التفجيرين في إدلب يظهر فيهما عدد من الاشخاص وقد تجمعوا حول أبنية متضررة وركام في الشارع. وقال أحدهم للتلفزيون، وبدا عائداً من المستشفى، إنه كان لا يزال نائماً مع أولاده في منزله عندما «سمعنا صوت انفجار هزّ البناء». وأضاف «بيتي أصبح دماراً. هذه هي نهاية الحرية التي ينشدونها».
وبعد الظهر، قال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان إن «انفجاراً ثالثاً هز حي الجامعة في مدينة إدلب وأدى إلى سقوط جرحى». من جهة ثانية، ذكر المرصد أن «انفجاراً شديداً هز ضاحية قدسيا (قرب دمشق) تبيّن أنه ناجم عن انفجار سيارة» استهدف سيارة عسكرية.
كذلك، أعلن المرصد أن مواطناً قُتل يوم الاثنين «إثر إصابته برصاص قناصة في قرية موحسن في محافظة دير الزور»، فضلاً عن قتل مواطن آخر في قرية الفرحانية في محافظة حمص.
ومساءً، أعلن عن مقتل شخص على الأقل فضلاً عن إصابة العشرات بجروح بينهم إصابات خطرة، جراء انفجار عبوة ناسفة مزروعة أسفل سيارة في حي الأشرفية في حلب.
سياسياً، أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، خلال اجتماعه مع رئيس بعثة المراقبين الدوليين روبرت مود أمس، أن بلاده ستواجه «ممارسات المجموعات المسلحة ومن يدعمها»، متهماً هذه المجموعات بالقيام «بتصعيد غير مسبوق» منذ وصول طلائع المراقبين الدوليين إلى سوريا.
وقال المقداد إن بلاده «ستقف في وجه كل الدول والأطراف التي تعمل على إفشال مهمة (الموفد الدولي الخاص كوفي) انان والتي تدعم العنف والارهاب في سوريا وتقدم السلاح والتمويل للمجموعات المسلحة». وجدد «التزام سوريا بخطة أنان واستعدادها لبذل كل الجهود في إطار المساعدة على إنجاح المهمة، مع الالتزام بمسؤوليتها في حماية شعبها وأمنه وسلامته».
وكانت قد أطلقت ليلاً قذيفة «آر بي جي» على المصرف المركزي السوري في دمشق تسبب بأضرار مادية، بحسب ما أفاد الإعلام السوري. كذلك استهدفت «مجموعة إرهابية مسلحة»، بحسب سانا، ليلاً بقذيفة آر بي جي دورية لشرطة النجدة أمام مستشفى ابن النفيس في منطقة ركن الدين في دمشق، ما أدى إلى إصابة أربعة عناصر من الدورية بجروح.
من جهتها، تبنّت مجموعة متطرفة تسمي نفسها «جبهة النصرة» مسؤولية عملية انتحارية وقعت الجمعة في دمشق، وذلك في بيان نشر على موقع إلكتروني إسلامي.
إلى ذلك، قال المجلس الوطني السوري في بيان صدر أمس إن ما حدث من تفجيرات «هو لعبة دموية إضافية من ألاعيب النظام الصغيرة والمكشوفة، يسعى من ورائها لتبرير نشر كتائبه في كل مكان من عاصمتنا، وإرهاب الشعب لمنعه من التظاهر السلمي».
(سانا، أ ف ب، يو بي آي)



قال مصدر رسمي سوري إن عنصرين ليبيين من تنظيم القاعدة قتلا وأصيب ثالث بجروح أمس بعد أن فجّروا عبوة ناسفة في منزل كانوا يستخدمونه مقراً لهم في مدينة حلب شمال سوريا. وقال المصدر الرسمي لـ«يونايتد برس انترناشونال» إن «مواطنين سوريين في حي الميسر بحلب اشتبهوا في وجود غرباء في منزل في الحي فتوجهوا إلى السلطات المختصة التي حضرت واشتبكت مع المجموعة».
وأضاف المصدر أن «مسلحي القاعدة عمدوا إلى تفجير عبوة ناسفة في المنزل بعدما شعروا بأنهم مطوّقون، ما أدى إلى مقتل اثنين منهم وجرح الثالث الذي نقل إلى المستشفى». وتابع أن المسلح الجريح يدعى محمد علي سلطان، وحالته حرجة، وأنه اعترف بأن المسلحين الآخرين يدعيان حسن وشهاب.
(يو بي آي)