بعدما باتت الانتخابات المبكرة في إسرائيل أمراً مفروغاً منه، يواصل رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، جهوده من أجل إجرائها في منتصف شهر آب المقبل، في محاولة لتفادي مواجهة العديد من الاستحقاقات التي سيستغلها خصومه في حملاتهم الانتخابية، وتحديداً في ما يتعلق بقانون «طال»، الذي يتناول مسألة تجنيد الحريديم في الجيش، ومسألة تنفيذ قرار المحكمة العليا بإخلاء بعض البؤر الاستيطانية العشوائية، التي ستضعه في مواجهة المستوطنين، إضافة الى مناقشة الموازنة العامة.
ومما لا شك فيه أن أكثر ما يخشاه نتنياهو هو تجدد الاحتجاجات الاجتماعية التي قد تتحول إلى مادة ابتزاز ومزايدة عليه بهدف كسب المزيد من التأييد الشعبي. وفي ضوء ذلك، يحتاج نتنياهو، من أجل الحصول على تأييد 61 صوتاً، لتمرير قانون حلّ الكنيست، إلى كسب دعم الأحزاب الحريدية، «شاس» وكتلة «يهدوت هتوراة»، بحيث يمارس رجاله ضغوطاً عليهما لإقناعهما بالموافقة على إجراء الانتخابات في آب، وخصوصاً أنهما تعارضان إجراءها في شهر الأعياد، وتفضلان التوجه إلى صناديق الاقتراع في تشرين الأول. وبحسب الإعلام الإسرائيلي، فإنه يتوفر لاقتراح نتنياهو تأييد 51 عضو كنيست، موزعين على «الليكود» و«إسرائيل بيتنا» و«العمل» وربما أيضاً كتلة «استقلال» التي يترأسها ايهود باراك.
ووفقاً للتقارير الإعلامية، فانه سيتم يوم الأحد المقبل تحديد الموعد الدقيق لاجراء الانتخابات، وذلك على ضوء المشاورات التي أجراها رئيس الكنيست رؤوبين ريفلين مع مستشاريه القانونيين ومع ممثلي الكتل.
وكجزء من سخونة التنافس السياسي والانتخابي، يتوقع أن تطرح اقتراحات القوانين الخاصة لحل الكنيست، التي قدّمها «العمل» و«ميرتس»، للتصويت في قراءة تمهيدية، يوم الاثنين المقبل، على أن يتم نقلها في أعقاب ذلك إلى لجنة الكنيست كي تكون جاهزة للمصادقة عليها في القراءة الأولى، فيما يفترض أن يطرح اقتراح قانون حكومي، ينبغي أن يتضمن تحديد موعد الانتخابات المقبلة. وفي اللحظة التي يصادق فيها الكنيست على القوانين، يُعلن رئيسه، ريفلين، حل الكنيست والذهاب نحو الانتخابات.
تجدر الاشارة الى أن من المفترض الانتهاء من هذه المسألة خلال الأيام الماضية، لكن وفاة والد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بنتسيون، غيرت كل جدول الأعمال السياسي.
في غضون ذلك، أعلن وزير الدفاع ايهود باراك، خلال مؤتمر صحافي عقده أمس، أنه سينافس على رأس كتلة «استقلال»، التي انشقت عن حزب «العمل»، في الانتخابات المقبلة، رافضاً مقولة إنه سينسج مع نتنياهو، صفقة يتلقى بموجبها موقعاً محصناً في كتلة «الليكود».
وكما هي العادة، مع اقتراب موعد الانتخابات، تتكثف عمليات استطلاع الرأي التي كشف آخرها عن أن حزب «الليكود» سينال 31 مقعداً، فيما يتوقع أن ينال حزب «يوجد مستقبل» الجديد الذي يترأسه يائير ليبيد 12 مقعداً على حساب حزب «كديما»، الذي يواصل التراجع باتجاه 10 مقاعد، وذلك بحسب النتائج التي نشرتها قناة الكنيست. أما حزب «العمل»، فتوقع الاستطلاع أن ينال 17 مقعداً، فيما يتراجع «شاس» إلى 8 مقاعد، وتتقدم «يهدوت هتوراة» إلى 6 مقاعد، ونال كل من «ميرتس» اليساري و«الاتحاد القومي» 4 مقاعد، أما حزب «استقلال» الذي يترأسه باراك، فلم يتمكن من تجاوز نسبة الحسم، فيما أظهر استطلاع آخر أنه سينال ثلاثة مقاعد.
من جهة ثانية، حرص وزير الشؤون الاستراتيجية، موشيه يعلون، على التأكيد أنه لن يكون «للانتخابات أي اعتبار في الموضوع الإيراني»، مؤكداً أنه إذا كانت هناك حاجة لاتخاذ قرارات «فسنتخذها»، مشيراً إلى أن المسألة الإيرانية تتجاوز كل الاعتبارات الأخرى «والسياسة الداخلية لن تملّ أي قرار يتعلق بهذه القضية، سواء في هذا الاتجاه أو ذاك»، الأمر نفسه انسحب على باراك الذي اعتبر أنه لن تشكل الانتخابات أي عقبة إذا كان لا بد من مهاجمة إيران.