قبل حوالى عشرين يوماً من استئناف المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة الدول الست «5+1» في بغداد، تكثفت الاتصالات الإسرائيلية الدولية، حيث ذكرت صحيفة «هآرتس» أن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي ياكوف أميدرور، زار العاصمة البلجيكية بروكسل هذا الأسبوع بهدف التباحث مع مسؤولين في الاتحاد الأوروبي بشأن الجولة المقبلة من المفاوضات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.
وقالت «هآرتس» إن رحلة أميدرور الى بروكسل مرتبطة بالمخاوف الإسرائيلية من إمكان أن تؤدي المحادثات بين إيران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا) إضافة إلى ألمانيا، إلى السماح لطهران بمواصلة تخصيب اليورانيوم. ووصل أميدرور الاثنين إلى بروكسل، حيث أجرى مباحثات مع مساعدة الأمين العام للاتحاد الأوروبي للشؤون السياسية المكلفة بالمباحثات التمهيدية مع إيران، هيلغا شميت، حسبما أكد المتحدث باسم الدبلوماسية الأوروبية مايكل مان، لوكالة «فرانس برس». كذلك اجتمع السناتور الأميركي جون كيري مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في القدس المحتلة، حيث بحثا المسألة الإيرانية. وبعد محادثاتهما في المقر الرئاسي في القدس، أكد بيريز مجدداً مخاوفه من التهديد الذي تمثله إيران. وقال: «هم مصدر الإرهاب ووجود قنبلة نووية بين أيديهم سيكون كارثة. لذلك لا نملك سوى العودة إلى القضايا الأساسية، فالأمر خطير. أميركا ليست جادة فقط بل مسؤولة عن الجدية في هذا الوقت. ليس هناك غيرها».
وأكد كيري (ديموقراطي)، وهو رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، التزام الولايات المتحدة بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي. وقال كيري «آمل ألا يكون هناك شك في جدية الرئيس أوباما والتزامه بأن إيران يجب ألا تمتلك سلاحاً نووياً. وأوضح الرئيس أنه لا يتحدث عن الاحتواء بل عن المنع، وهذا هو نهج الولايات المتحدة، وبالتأكيد فريق مفاوضينا في هذا الخصوص».
بدوره، التقى وزير الخارجية الياباني كويشيرو غيمبا، في إسرائيل، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان.
وقال بيان صادر عن المتحدث باسم الوزير الياباني، ماسورو ساتو، إن غيمبا «حثّ نتنياهو، في ما يتعلق بالخيار العسكري ضد إيران، على أن يكون صبوراً»، وأضاف أنه اقترح عليه أن تمارس الدولة العبرية «ضبط النفس»، مشيراً الى أن هذا «الأمر ردّ عليه السيد نتنياهو بقوله إن إسرائيل لا تريد حرباً».
في هذا الوقت، كرر نائب وزير الخارجية الإيراني محمد مهدي اخوندزاده تصريحات مسؤولين رفيعي المستوى في بلاده متفائلة بهذه المفاوضات، فقال: «نحن مستمرون في تفاؤلنا بشأن نتيجة المفاوضات». لكنه أضاف «ما من شك في أن الأمة الإيرانية العظيمة لن تتخلى أبداً عن حقها الثابت في الاستخدام السلمي للطاقة والتكنولوجيا النوويتين».
من جهة ثانية، انتقدت إيران نشر طائرات مقاتلة من طراز «أف 22» مزوّدة بتكنولوجيا عالية في الإمارات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية رامين مهمانبرست: «لا نؤيد أبداً وجود قوات أجنبية في المنطقة. لا ننصح بلدان المنطقة بأن تقدم دعماً لوجودها». ورأى أن «على البلدان الإقليمية الاستعانة بالتعاون الجماعي لتوفير أمنها»، مضيفاً أن «السعي للحصول على دعم بلدان أجنبية أو تجهيزاتها من شأنه ليس فقط عدم توفير أمنها، لكنه يعرّض للخطر أيضاً أمن المنطقة».
إلى ذلك، أصدر الرئيس الأميركي باراك أوباما أمراً رئاسياً يتضمن إجراءات محاسبة للشركات والأشخاص الأجانب الذين ينتهكون العقوبات الأميركية المفروضة على إيران، ويخوّل بموجبه وزارة الخزانة اتخاذ الإجراءات المناسبة ضدهم.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)