رغم بعض المحاولات لتأخير موعد الانتخابات الإسرائيلية الى موعد لاحق، باتت التقديرات السائدة في اسرائيل ترجح، بنحو شبه حاسم، ان الانتخابات ستجرى في الرابع من ايلول المقبل، والى ذلك الحين، يتوقع ان يجري الليكود والعمل وكديما، في شهر حزيران المقبل، انتخابات تمهيدية لاختيار قوائم مرشحيهم الى انتخابات الكنيست. وشكّل تقديم رئيس الائتلاف الحكومي زئيف الكين، بالتنسيق مع مكتب رئيس الحكومة، مشروع قانون لحل الكنيست، إلى جانب اقتراحات المعارضة، مصادقة رسمية على المسار التشريعي لاجراء انتخابات مبكرة، يفترض أن تتم خلال الاسبوع المقبل، بعد المصادقة على اقتراح قانون بحل الكنيست، في قراءات ثلاث. وكشف زئيف الكين للإذاعة العامة الإسرائيلية أن كل شيء جاهز لتبني مشروع المذكرة. وأوضح أن «التفاهم داخل غالبية الأحزاب التي تشكل الائتلاف وقسماً من المعارضة يقوم على أن تجرى الانتخابات في الرابع من ايلول، لكن القرار النهائي سوف يتخذ الاحد».
تاريخ الرابع من ايلول كان موضع نقاش لدى الأحزاب الحريدية والعربية، فعلى الرغم من أن الموعد لا يصطدم بالأعياد اليهودية أو العربية، إلا أن هذه الأحزاب تفضل إجراءها في وقت أبعد. واعتبرت كتلة يهدوت هتوراة الحريدية أن «الموعد المقترح في شهر ايلول، شهر الرحمة والمغفرة هو شهر مليء بالأحداث والاستعدادات»، كما أعرب مسؤولون في شاس أيضاً عن تفضيلهم عدم اجراء الانتخابات قبل الأعياد. أما لجهة الأحزاب العربية، فهي تتحفظ عن هذا الموعد لكونه قريباً من شهر رمضان وعيد الفطر، حيث من الصعب ادارة حملة على نحو شهر ونصف الشهر.
وعلى خلفيات انتخابية واضحة، دعا وزير الخارجية افيغدور ليبرمان، أعضاء منتدى المساواة في توزيع العبء «وخيمة المغبونين»، الذين يطالبون بتجنيد الحريديم في الجيش، إلى ممارسة الضغوط على وزراء الحكومة لضمان دعمهم، معلناً أنه حتى لو لم يتحقق توافق في اللجنة التي ستبحث الموضوع، سيطرح خلال الاسبوع المقبل اقتراح قانون للتصويت عليه في قراءة تمهيدية، في الهيئة العامة للكنيست، وفي حال تم حل الكنيست قبل التصويت على اقتراحه، سيطلب من اعضاء المنتدى مساعدته في نيل تأييد 61 عضو كنيست من أجل السماح بطرح الاقتراح للتصويت عليه حتى خلال عطلة الكنيست المتوقعة.
في السياق نفسه، رأت القيادية في حزب كديما، الرئيسة السابقة للكنيست، داليا ايتسيك، أن البديل الوحيد لرئيس الحكومة الحالي، هو شاؤول موفاز كونه يمتلك خبرة كبيرة، باعتبار أنه سبق أن تولى رئاسة اركان الجيش، ومنصب وزارة الدفاع، ورجحت أن كديما سيخرج في النهاية بعدد أكبر من المقاعد، لأن المواطن الاسرائيلي لا ينظر إلى المسألة كما لو أنها لعبة اطفال.
من جهتها، وجهت الرئيس السابقة لحزب كديما، تسيبي ليفني، التي استقالت من الكنيست، رسالة لمّحت خلالها إلى أنها ستواصل نشاطها السياسي، إذ اعتبرت أن الانتخابات المقبلة ستحدد صورة الدولة: «ليبرالية ومتقدمة ومرتبطة بالعالم ورائدة، أو دولة متطرفة حريدية ومعزولة». وحثت على مكافحة نتنياهو الذي اتهمته بعزل اسرائيل، وجعل المجتمع أكثر استقطاباً مع فجوات لا تحتمل.
في محاولة لاجتذابها، أعرب رئيس كديما شاوول موفاز عن تفاؤله لجهة فرص مشاركة ليفني في الانتخابات المقبلة ضمن حزب كديما، موجهاً رسالة اليها بالقول «كل شيء مفتوح»، لكن مقرباً من ليفني رد على الرسالة بالقول إن هذا الامر غير مطروح على جدول الاعمال.
من جهة اخرى، كشف استطلاع، نشرت هآرتس نتائجه، عن قاعدة شعبية واسعة يتمتع بها بنيامين نتنياهو، إذ أعرب 48% من الإسرائيليين عن تأييدهم له كرئيس للحكومة، فيما جاءت يحيموفيتش، ثانياً مع فارق كبير، بنيلها 15%، وحل موفاز ثالثاً مع نيله 6% فقط.