تقدمٌ وصفه مصدر ميداني سوري بـ«المؤقت» حقّقته «جبهة النصرة» وحلفاؤها في ريف حلب الجنوبي خلال اليومين الماضيين. وفي معركة هي الأكبر من نوعها منذ دخول اتفاق «وقف الأعمال العدائيّة» حيّز التنفيذ (قبل أكثر من شهر) شنّت المجموعات المسلّحة هجوماً في اتجاه تل العيس الاستراتيجي عبر ثلاثة محاور، انطلاقاً من مناطق إيكاردا، تل حدية، وبانص. المعارك العنيفة افتتحتها «النصرة» بثلاثة تفجيرات «انتحارية»، وشاركت فيها مجموعات مسلّحة عدّة مثل «أحرار الشام»، «جيش الإسلام» «الفرقة الوسطى»، ومجموعات أخرى من بينها أطراف كانت مشمولة باتفاق «الهدنة». وحتى مساء أمس، استمرّت موازين المسلّحين في الرجحان، مع سيطرتهم على العيس وتلّها (29 كيلومتراً جنوب حلب، وحوالى 5 كيلومترات شرق أوتوستراد دمشق الدولي). تحدّث مركز التنسيق الروسي في حميميم عن «رصد انتهاكات جسيمة من قبل مجموعات تعتبر نفسها معارضة معتدلة، قامت بمهاجمة مواقع للجيش السوري»، قال مصدر من «النصرة» لـ«الأخبار» إنّ «المجاهدين لا يقيمون أي اعتبار لما يسمى هدنة، ونحن غير معنيين بها». المصدر أكّد أنّ «المعارك لن تتوقّف قبل أن يعيدَ المجاهدون الأمور إلى نصابها. في الأمس العيس، وغداً الحاضر، وبعده حلب بأكملها». المصدر امتنع في الوقت نفسه عن تسمية المجموعات المشمولة بالهدنة التي شاركت «النصرة» معاركها الأخيرة، وأضاف «الجميع صار متيقناً من عدم التزام النظام الكافر بالهدنة. اسألوا أطفال الغوطة لتعلموا لماذا قرّر الإخوة في بعض المجموعات الخروج من الاتفاق. وقريباً يثوبون جميعاً إلى جادة الحق». في المقابل، قال مصدر ميداني سوري إنّ «ما يدور على الأرض مختلفٌ إلى حدّ كبير عمّا يتم الترويج له». المصدر أكّد لـ«الأخبار» أن «التقدّم الذي حقّقه الإرهابيّون لا يعدو كونَه فورةً مؤقّتة، وقد فتحوا أبواب الجحيم على أنفسهم». المصدر الميداني أحجم عن البتّ في شأن «مستقبل الهدنة في حلب»، مرجّحاً في الوقت نفسه أنّ «المعارك في المنطقة لن تهدأ حتى بعد أن يستعيد الجيش ما خسره هناك، يجب طردهم أبعدَ وأبعد. ربّما حان الوقت لمواصلة العمليات العسكرية في حلب». وأضاف «قرار من هذا النوع تُعلنه القيادة في الوقت المناسب».