منّاع في تونس وغليون في بكين أعلنت اللجنة الإعلامية لـ«هيئة التنسيق الوطنية في المهجر» السورية المعارضة، أمس، أن هيثم مناع رئيس الهيئة في المهجر، سيلتقي الرئيس منصف المرزوقي في تونس بعد تلقيه دعوة رسمية عاجلة منه. وهذا اللقاء هو الرابع من نوعه بين مناع والرئيس المرزوقي منذ أن تسلّم الأخير مهماته في موقع الرئاسة العام الماضي. وفي بكين ذكرت وسائل إعلام رسمية أن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون أجرى محادثات مع وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي في بكين أمس.
وقال تلفزيون الصين المركزي إن يانغ أبلغ غليون بأن بلاده تتبنى موقفاً ثابتاً في ما يتعلق بسوريا، وإنها ستدعم أي قرار يتفق مع المصالح الأساسية للشعب السوري وتقبله كل الأطراف المعنية في سوريا.
تجدر الإشارة إلى أن وفد من هيئة التنسيق الوطنية السورية زار إسطنبول بناءً على دعوة من وزارة الخارجية التركية، وضم الوفد محمد عبد المجيد منجونة وبسام الملك. الزيارة التي جرت أواخر الشهر الماضي أعلنتها الهيئة في بيان رسمي صدر الأحد الماضي.
وأشار البيان إلى أن الوفد عقد لقاءات مع دبلوماسيين في الخارجية التركية، طرح خلاله الأتراك على هيئة التنسيق الانضمام إلى المجلس الوطني مع إمكان تغيير اسمه، واستعداد تركيا لاستقبال مؤتمر حوار لمختلف أطياف المعارضة، ومنعكسات إجراءات الحصار الاقتصادي المتخذة من قبل تركيا والاتحاد الأوروبي، ورأي هيئة التنسيق بالتدخل المسلح والبدائل التي تطرحها.
ولفت بيان هيئة التنسيق إلى أن الوفد عرض للجانب التركي عدم قبول الهيئة لفكرة انضواء أي طرف تحت راية طرف آخر، وعرض المحاولات المتكررة التي بذلتها الهيئة لإيجاد أي صيغة لتجمع المعارضة، وبين كيف عمد المجلس الوطني إلى النكوص عما اتفق عليه في القاهرة بلا أي مبرر جدي.
وأوضح الوفد مدى الضرر الذي ألحقه اعتراف تركيا ودول الاتحاد الأوروبي وبعض الدول العربية بالمجلس الوطني كممثل شرعي للشعب السوري، وطالب الوفد الجانب التركي بأن يعمل على دفع المجلس الوطني السوري إلى الاعتراف بأطياف وإطارات المعارضة الأخرى. أما بشأن الدعوة إلى عقد مؤتمر للمعارضة في تركيا، فقد أكد الوفد أن هذا يحتاج إلى قرار من المكتب التنفيذي، مع التنويه بأن الهيئة تريد أن تكون الجامعة العربية هي حضن أي عمل يتعلق بسوريا.
كذلك نوقش موضوع التدخل العسكري في الأزمة، وبيّن وفد الهيئة أن هذا التدخل سيعطي كل المبررات للنظام لاستعمال أشد أنواع العنف، وسيحول هدف إسقاط النظام إلى إسقاط للدولة، وقد يتطور إلى حرب أهلية واسعة. وأكد الوفد أن الحراك الثوري السلمي سيراكم معطياته حتى يصل إلى تحقيق عصيان مدني شامل يغطي الأراضي السورية، بعيداً عن مخاطر الحرب الأهلية والدمار الشامل الذي يسببه التدخل العسكري، ولن يكون بإمكان النظام مواجهة الشعب ولا إجباره على العمل ودفع الضرائب، ولن يكون أمامه إلا الخضوع لإرادته والتنحي.
(الأخبار، يو بي آي، رويترز، أ ف ب)