ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية ومصادر فلسطينية مقرّبة من الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام، أمس، أن مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلية وافقت على عدد من مطالب الأسرى، وأن المفاوضات جارية ويمكن أن تُثمر في غضون 10 أيام. وقالت صحيفة «هآرتس» إن اللجنة التي عيّنها مأمور مصلحة السجون الإسرائيلية وافقت على إخراج بعض الأسرى من العزل، وعلى رأسهم محمود عيسى، المحتجز في العزل الانفرادي منذ عشر سنوات، ويعتبر أقدم الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في العزل. ونقلت عن مصادر في نادي الأسير الفلسطيني أن «مصلحة السجون الإسرائيلية وافقت على إخراج عدد آخر من الأسرى المعزولين، إلا أن هذه الموافقة لا تشمل بعض الأسرى الكبار مثل حسن سلامة، إبراهيم حامد وعبد الله البرغوثي».
كذلك أشارت إلى أن مصلحة السجون أعربت عن استعدادها لإلغاء بعض العقوبات التي كانت قد فرضتها على الأسرى الفلسطينيين قبل «صفقة شاليط»، بما في ذلك منع استكمال الدراسة الأكاديمية ومنع إدخال كتب إلى المعتقلات. إلا أنه لا تزال هناك مطالب لم تستجب لها مصلحة السجون حتى الآن، ومن ضمنها إنهاء سياسة العزل كلياً والسماح بزيارات الأهل.
ووفقاً لـ«هآرتس»، فإن نادي الأسير الفلسطيني يتوقع تطورات إيجابية في ما يتعلق بقضية المعتقلين الإداريين المضربين عن الطعام، ولا سيما بلال ذياب وثائر حلاحلة، المضربان منذ أكثر من شهرين.
وفي السياق نفسه، أكّد مصدر في مؤسسة الضمير لحقوق الانسان أن المفاوضات بين إدارة السجون والأسرى الفلسطينيين بدأت بالتقدم. وأوضح أنه «بحسب ما عرفنا من الأسرى، كان هناك اجتماع الليلة الماضية في سجن نفحة بين مصلحة السجون وقيادة الإضراب». وأضاف «قد يكون هناك ردّ إيجابي في الأيام المقبلة».
وأشارت المصادر الى احتمال أن تكون مصلحة السجون قد وافقت «على السماح بزيارات العائلات من غزة» وإزالة بعض القيود المفروضة عن السجناء. وحول العزل الانفرادي، قالت إنه «في الاجتماع السابق وافقت مصلحة السجون على إزالة جميع الأسرى في العزل الانفرادي ما عدا 3 من أصل 19، إلا أن قيادة الإضراب رفضت ذلك وطالبت بخروج الجميع. وبعد اجتماع البارحة، لدينا مؤشرات بأنه قد يكون هناك استجابة لمطالب الأسرى».
بدورها، أكدت المتحدثة باسم مصلحة السجون الإسرائيلية، سيفان وايزمان، أنه «كان هناك اجتماع في نفحة، لكنه ليس الوحيد. نعقد اجتماعات مع السجناء كل الوقت ونتحدث إليهم».
بدورها، ذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية أن هناك دلائل على التوصل الى اتفاق قد يؤدي الى إنهاء الإضراب عن الطعام «في غضون أسبوع الى عشرة أيام». وأضافت إن مصلحة السجون وافقت على النظر في موضوع الزيارات من غزة والسماح للمعتقلين بمشاهدة التلفزيون باللغة العربية.
في غضون ذلك، أغلق عدد من أهالي الأسرى المضربين ومتضامنون معهم مقر الصليب الأحمر الدولي في مدينة البيرة بالضفة الغربية. وذكر شهود ووسائل إعلام محلية أن عدداً من أمهات الأسرى منعوا موظفي المنظمة الدولية للصليب الأحمر من الالتحاق بدوامهم في العمل، احتجاجاً على عدم تلقّيهنّ أي رسائل عن صحة أبنائهنّ منذ بدء إضرابهم المفتوح عن الطعام في 17 نيسان الماضي. وكتب ناشطون عبارات على بوابة مقر الصليب الأحمر، مثل «لا لتقاعس الصليب الأحمر... اكسروا صمتكم.. الأسرى خط أحمر».
وقال الأسير المحرر الشيخ خضر عدنان إن إغلاق مقر الصيب الأحمر هو «خطوة استثنائية ثورية لدعم الأسرى الفلسطينيين، وخاصة بعد خطوة إغلاق مقر الأمم المتحدة أمس في رام الله».
وقد غادر وفد من الأسرى الفلسطينيين المحررين قطاع غزة إلى العاصمة المصرية القاهرة، بهدف حشد التأييد لقضية الأسرى. وقال رئيس الوفد الأسير المحرر القيادي في «حماس»، روحي مشتهى، قبيل انطلاق الوفد باتجاه معبر رفح «سنحاول زيارة كل المؤسسات التي يمكن أن تشكل حالة من حالات الدعم والصمود». وأشار إلى أن الوفد المكوّن من 8 أسرى محررين سيلتقي على وجه الخصوص الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)