أعلن التلفزيون السوري أن قوات حكومية أحبطت، أمس، محاولة هجوم انتحاري بباص يحمل 1200 كيلوغرام من المتفجرات في حلب بشمال البلاد. جاء ذلك بعد يوم من تفجير مزدوج في دمشق أودى بحياة ما لا يقل عن 55 شخصاً. وكتب التلفزيون السوري في شريطه العاجل «الجهات المختصة تتصدى لارهابي انتحاري يقود سيارة مفخخة حاول تفجيرها في منطقة الشعار في حلب وتقتله قبل ان ينفذ جريمته الارهابية». واضاف ان «السيارة المفخخة كانت محملة بأكثر من 1200 كيلوغرام من المواد المتفجرة».
في هذا الوقت، أظهرت أرقام المركز السوري لاحصاء الاحتجاجات ان تظاهرات جمعة «نصر من الله وفتح قريب» التي دعت اليها المعارضة بلغت 630 تظاهرة في 522 نقطة في عدة مناطق سورية ابرزها في إدلب وحلب وريف دمشق.
وفي دمشق، خرجت تظاهرات في مناطق عدة من العاصمة، واجهت احداها قوات الامن في حي التضامن، باطلاق نار اسفر عن سقوط خمسة جرحى، بحسب ما افاد اتحاد تنسيقيات دمشق والمرصد السوري لحقوق الانسان. وفي حلب، قال المرصد ان قوات الامن اطلقت النار لتفريق متظاهرين في حي صلاح الدين في حلب، ما ادى الى اصابة رجل بجراح خطرة.
ودعت المعارضة اهالي العاصمة وريفها إلى أداء صلاة الغائب على شهداء دمشق، الاثنين. وحددت الدعوة المساجد التي ستقام فيها الصلاة في كل منطقة.
ومن المقرر أن يجتمع المجلس الوطني السوري المعارض الاسبوع المقبل في القاهرة لاعادة اختيار برهان غليون رئيسا له او لاختيار رئيس جديد، كما صرح عضو المجلس جورج صبرا. وقال صبرا، في مؤتمر صحافي في باريس، «سنجتمع الاسبوع المقبل لمناقشة هذه المسألة. لقد حان الوقت لأن يختار المجلس الوطني السوري رئيساً جديداً». واوضح صبرا أن الاجتماع سيعقد في القاهرة خلال الاسبوع المقبل. وقال «سيكون لدينا رئيس جديد او يبقى برهان غليون رئيساً للمجلس».
ويأتي ذلك فيما يواصل المراقبون الدوليون مهمتهم في سوريا القاضية بالتثبت من وقف اطلاق النار المعلن عنه في 12 نيسان تطبيقاً لخطة انان. وقال المتحدث باسم بعثة المراقبين نيراج سينغ «من جهة كان لوجود مراقبينا العسكريين على الأرض تأثير مهدئ على الوضع الا اننا وفي نفس الوقت شهدنا استخداماً مقلقاً للعبوات الناسفة». وشدد على اهمية وقف العنف «بجميع اشكاله ومن جميع الاطراف». واكد أن «المراقبين الدوليين غير منحازين، وأنهم في سوريا للمراقبة ولنقل ما يشاهدونه وما يمكنهم ان يتأكدوا منه على الارض بموضوعية»، مشيراً الى ان عدد المراقبين الدوليين في سوريا اصبح 150، بينهم 105 عسكريين، من اصل 300 مراقب تقرر ارسالهم وفق قرار مجلس امن الدولي رقم 2040.
وسيقوم المراقبون بتوسيع حضورهم وتعزيزه في جميع المواقع، حيث يوجد 11 مراقباً في حمص واربعة في حماه، وكذلك الامر بالنسبة إلى إدلب وحلب، بحسب سينغ. وتعرّض فريق «اليونيسميس» الى اعتداء لدى توجهه الى بلدة الضمير في ريف دمشق امس، ما أدى الى إصابة إحدى سيارات الموكب بأضرار. وقال مصدر متابع إن «سيارات فريق المراقبين تعرّضت للرشق بالحجارة قبل وصولها الى الحاجز الأمني على مدخل بلدة الضمير» في ريف دمشق. وأضاف المصدر أن «الاعتداء أدى الى تحطيم زجاج إحدى سيارات الموكب وتكسير بعض أجزائها، في حين لم يصب أي من المراقبين». وفي السياق، أكد مصدر في بعثة المراقبين الدوليين أن «أياً من المراقبين لم يصب بأذى».
ميدانياً، في ريف ادلب، قال المرصد السوري لحقوق الانسان «استشهد مواطنان في مدينة خان شيخون، كما هز انفجار قرية المغارة استهدف حاجزاً للقوات النظامية». وفي حلب «اصيب ثلاثة مواطنين بجروح اثر انفجار عبوة ناسفة في حي مساكن هنانو».
إلى ذلك، ذكرت مصادر دبلوماسية ان الاتحاد الاوروبي سيفرض الاثنين عقوبات جديدة على سوريا عبر تجميد ارصدة مؤسستين وثلاثة اشخاص يعتبر معظمهم مصدراً لتمويل السلطات السورية. وقال احد هذه المصادر «ثمة اتفاق مبدئي» بين سفراء الدول الـ27 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي على هذه المجموعة الخامسة من العقوبات. واضاف ان الاشخاص الذين ستفرض عليهم العقوبات سيمنعون ايضاً من السفر الى دول الاتحاد. واوضحت المصادر ان وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي سيصدقون رسمياً الاثنين في بروكسل على هذا القرار.
وفي اجتماعهم الأخير في نيسان، قرر الوزراء منع تصدير السلع الفاخرة الى سوريا. وتستهدف العقوبات الاوروبية في الوقت الراهن 126 شخصاً و41 شركة. وهي تستهدف ايضاً البنك المركزي وتجارة المعادن الثمينة وتأجير طائرات الشحن.
(الأخبار، سانا، ا ف ب،
يو بي آي، رويترز)