رأت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة، سوزان رايس، أن من السابق لأوانه للغاية إعلان فشل جهود المبعوث الاممي في سوريا كوفي انان. وقالت رايس، في مقابلة مع «رويترز» بعد ساعات من تفجيري دمشق، «لا أعتقد أن الوقت قد حان للقول إن بعثة (الأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار) ومبادرة أنان فشلتا». وفي ما يتعلق بتسليح المعارضين، قالت رايس «نعتقد أنها ليست خطوة حكيمة في هذا الوقت. ندعم المعارضة بمعنى تقديم الدعم السياسي والدعم المادي لكنه دعم مادي غير مميت». وأضافت أن تفجيري أول من أمس «مثال كبير على أن الوضع أصبح عسكرياً بالفعل وعنيفاً بما يكفي، ولا نعتقد أنه أمر حكيم أن نساهم في هذا بضخ المزيد من الأسلحة أو المعدات فيه». وتابعت «رأينا بعض الأدلة على تصاعد نشاط المتعصبين وقد يكون ما حدث (في دمشق) أحد مظاهر هذا».
وتواصلت أمس ردود الفعل حول التفجيرين الارهابيين اللذين اوقعا اكثر من 55 قتيلاً أول من امس في دمشق. واتهم رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون امس في طوكيو النظام السوري بمحاولة «نسف خطة انان مع وسيلة جديدة هي الارهاب». كذاك أدان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي «التفجيرين الارهابيين». وقال وزير الخارجية الكندي جون بيرد انه «يتعين على الطرفين فورا احترام وقف اطلاق النار». ورأى الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ان من يقف وراء التفجيرين «انما يحاول افشال مهمة المراقبين».
وكتبت صحيفة «البعث» ان الشعب السوري «لن يتقبل، الى ما لا نهاية، إصرار أنان على الوقوف في الوسط، وحرصه على خطب ود التحالف الغربي بتهربه من مكاشفة مجلس الأمن بالحقائق». وقال نائب الرئيس الايراني محمد رضا رحيمي ان «هذه الاعمال الارهابية حصلت بتوجيه من قوى الاستكبار العالمي واعداء الامم الحرة». واضاف رحيمي ان الاعتداءين «نفذا من اجل وقف عملية الاصلاح الديموقراطي التي اطلقها (الرئيس السوري) بشار الاسد».
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي، قوله أن على المجتمع الدولي أن يعارض بشدة أي هجوم إرهابي أو عمل ينتهك وقف إطلاق النار، وأن يبذل جهوداً مشتركة لتخفيف التوتر ودعم الحلّ السياسي للأزمة في سوريا.
ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية «آكي» عن مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي الأب فيديريكو لومباردي، إن تفجيري أمس في سوريا «يجب أن يدفعا الجميع إلى العمل في سبيل إجراء تحول يهدف إلى التزام قوي لتحقيق خطة أنان التي تم قبولها من جانب أطراف النزاع». ولفت إلى أن «النداء الذي وجهه البابا بنديكتوس السادس عشر يوم عيد الفصح يصح اليوم أكثر من أي وقت مضى»، مختتماً بالقول أن «هناك ضرورة لسلك طريق الحوار والاحترام والمصالحة دون أي تأخير».
من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايطالية جوزيبي مانزو أن الوزير جوليو تيرسي سيستقبل خلال الأيام المقبلة رئيس «المجلس الوطني السوري» برهان غليون وعدداً من رموز المعارضة «في إطار اجتماعات مع ممثلي مختلف فئات المعارضة السورية، والتي عرضت إيطاليا استضافتها خلال الأيام المقبلة».
أدانت الحكومة اليمنية «التفجيرات الإرهابية» التي استهدفت بسيارتين مفخختين حياً سكنياً في دمشق الخميس واسفرت عن مقتل نحو 55 شخصا واصابة المئات بجروح، كما افادت وكالة الانباء اليمنية الرسمية (سبأ) الجمعة. ونقلت وكالة «سبأ» عن مصدر حكومي يمني قوله ان «اي أعمال إرهابية هي أعمال إجرامية وغير مبررة بغض النظر عن دوافعها وأينما كانت وفي أي وقت وأياً كان مرتكبوه».
(رويترز، ا ف ب، يو بي آي)