أصدر الملك السعودي عبد الله بن عبدالعزيز، أمس، أمراً ملكياً قضى بإقالة المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبد المحسن العبيكان، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» من دون أن توضح السبب، لكن هذه الخطوة تأتي عقب تصريحات أدلى بها العبيكان وانتقد خلالها قضاة قال إنهم يشجعون الاختلاط بين الجنسين المحرّم في المملكة.وجاء في الأمر الملكي، الذي لم يشر الى سبب الاقالة، «بناء على ما عرضه علينا ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية امرنا باعفاء الشيخ عبد المحسن بن ناصر العبيكان المستشار في الديوان الملكي من منصبه». وكان العبيكان قد أدلى بتصريحات قبل أيام لاحدى الاذاعات المحلية ضمن برنامج «فتواكم» انتقد فيها القضاء السعودي، متهماً أشخاصا فيه بمحاولة تغريب المجتمع. وقال الشيخ، وهو قاض سابق، إن «هناك خططاً لتغريب المجتمع والمرأة السعودية واسقاط القضاء الشرعي واستبداله بالقوانين الوضعية يقودها أشخاص محسوبون على الجهاز القضائي».

وأضاف العبيكان أن «المرأة تعاني من عدة أمور عند مراجعتها للمحاكم من الاختلاط والمضايقة وعدم مراعاتها عند اعطاء الموعد أو إنهاء القضية». وطالب بإحداث «أقسام نسائية في المحاكم لمنع الاختلاط وايذاء النساء والفتنة». وتابع «عندما كنت في المحكمة الكبرى طالبت بتخصيص أحد المصاعد الثلاثة للنساء وتحدثت لوزير العدل ورئيس المحكمة آنذاك ولم يهتم أحد بملاحظاتي»، مؤكداً أن «هذا الموضوع يجرنا الى موضوع خطير جداً يتعلق بمخططات من بعض المتنفذين لإفساد المجتمع المسلم، يريدون بذلك اخراج المرأة عن مكانتها الطبيعية، يريدون نشر التبرج والسفور، الانحلال والاباحية واباحة المحرمات وتطبيق القوانين الوضعية، أنا اتكلم بكلام مسؤول عنه». وتعهد بالحديث في الحلقة المقبلة عن هذا المخطط، وأنه «قد يضطر للكشف عن أسماء من يقف خلفه».
وتعرض العبيكان بعد هذه التصريحات لهجوم شديد شنته الصحافة السعودية طيلة اليومين الماضيين. ووصف رئيس تحرير صحيفة «الجزيرة»، خالد المالك، تصرف العبيكان بـ«الأحمق». وقال ان «الشيخ العبيكان يستخدم الدين لتمرير أهدافه مدعياً أنه يحارب الفساد». وتساءل «ما الفائدة من مستشار تسلم له بعض قضايا الأمة لابداء المشورة والرأي، وهو على هذا النحو من التهور والانفلات في القول».
(أ ف ب)