ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، أن تخوفاً يسود الأوساط الأميركية من أن يكون تشكيل حكومة وحدة في اسرائيل وضم رئيس حزب كديما شاؤول موفاز، الى الحكومة، توطئة لمهاجمة ايران، في أيلول وتشرين الأول المقبلين، قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية. وضمن هذا الإطار، وصلت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، بشكل مفاجئ الى تل أبيب لعقد لقاء استثنائي بهدف معرفة المزاج العام في اسرائيل بعد تشكيل حكومة جديدة، بحسب وصف «هآرتس». وقالت الصحيفة نفسها، إن «آشتون لم تخرج بأجوبة واضحة من لقاءاتها مع المسؤولين الاسرائيليين» رغم أنها أوضحت ألّا نيّة لدى الدول الغربية السماح لإيران بـ«التلاعب».
في السياق نفسه، تكثّفت الاتصالات الدبلوماسية في كل من تل أبيب وواشنطن، على خلفية تشكيل حكومة وحدة في اسرائيل، إذ عقد السفير الإسرائيلي لدى واشنطن، مايكل اورن، سلسلة من المحادثات مع المسؤولين الأميركيين. ومثله فعل السفير الأميركي، دان شبيرو، الذي التقى بعدد من مسؤولي وزارة الدفاع الإسرائيلية ومكتب رئيس الوزراء، فيما يُفترض أن يُقدّم وزير الدفاع ايهود باراك، مجموعة ايضاحات للمسؤولين في واشنطن حول خلفيات واهداف تشكيل حكومة وحدة اسرائيلية.
وفي السياق، نقلت «هآرتس» عن أحد الوزراء تخوّفه من أن يتمكن نتنياهو من تغيير رأي موفاز، الذي طالما أعرب عن معارضته لضرب إيران في هذه المرحلة. وأضاف الوزير الإسرائيلي، أنه بعد التقلّب الذي شهدته مواقف موفاز من نتنياهو ومن المشاركة في الحكومة، من يستطيع أن يجزم بأن هذا التقلب لن ينسحب نحو موقفه من ايران.
وفي السياق نفسه، نقلت «هآرتس» عن أحد وزراء منتدى الثمانية، الذي سيتحول الى «تساعي»، قوله «أن موفاز كان يعتقد بأن فك الارتباط عن غزة، خطأ، واننا يجب ألّا ننسحب من دون اتفاق، لكنه بعد ذلك انحاز الى رئيس الوزراء ارييل شارون»، مضيفاً أن «الشيء نفسه يمكن أن يحدث في حالة ايران».
وكانت صحيفة «معاريف» قد ذكرت أن نتنياهو وموفاز اتفقا بشأن اسلوب العمل على وقف البرنامج الايراني، اضافة الى الجدول الزمني الإسرائيلي لهجوم محتمل، ونقلت عن مصدر سياسي رفيع، قوله إن «موفاز على نفس الموجة مع نتنياهو» في هذا الموضوع.
من جهة أخرى، استبعدت صحيفة «اسرائيل اليوم»، ان يكون لدى كل من نتنياهو وموفاز وباراك، جواب واضح على المسألة الايرانية. واعتبرت أن الطلب الاسرائيلي بإيقاف كل عمليات تخصيب اليورانيوم، وإخراج كل اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة من ايران، وتفكيك منشآة «فوردو»، يعني أحد احتمالات ثلاثة: إمّا أن تخضع ايران للضغوط وتوقف برنامجها النووي كلياً، ونسبة تحقق هذا السيناريو تساوي صفراً، أو أن تبادر ايران الى قطع الاتصالات مع الدول الغربية، ونسبة هذا السيناريو أيضاً منخفضة خشية ان يؤدي ذلك الى هجوم اسرائيلي او غربي أو مشترك. السيناريو الثالث الذي يشكل كابوساً اسرائيلياً، أن تلجأ إيران الى سياسة التسويف وتحاول التوصل الى صيغة مصالحة تُمكِّنها من المضي في برنامجها النووي، وهو الذي سيحشر اسرائيل في منعطف حاد لاتخاذ قرار: اما الانضمام الى موقف المعسكر الغربي، أو مهاجمة ايران.
إلى ذلك، ربط رئيس «كديما»، في مقابلة مع موقع «والا» الإخباري الإسرائيلي، قراره الانضمام الى الائتلاف الحكومي بنيّته التأثير في عدة قضايا رئيسية، وهي تشريع قانون بديل عن قانون «طال» (الذي يعفي «الحريديم» من التجنّد في الجيش)، وتغيير النظام السلطوي ودفع عملية السلام ومعالجة المشاكل الاجتماعية.