غزة، رام الله ــ الأخباروسط تصاعد حملة التضامن مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام داخل سجون الاحتلال منذ أكثر من شهرين في الداخل والخارج، أكّد مسؤولون فلسطينيون قرب التوصل الى اتفاق مع السلطات الإسرائيلية بشأن الأسرى. وأعلن رئيس الوزراء الفلسطيني المقال، اسماعيل هنية، تقدماً في المباحثات التي تجريها مصر مع الإسرائيليين بشأن الأسرى.

وقال «طرأ تقدم في مباحثات مصر مع الاسرائيليين لتنفيذ بنود صفقة التبادل الأسرى»، مشيراً بذلك الى صفقة التبادل التي شملت الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط. واضاف إن هذا «التقدم قد يدفع الى تطور مهم بشأن مطالب الاسرى في سجون الاحتلال». كذلك أكد وزير شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع، «هناك حراك قوي جداً ستتبلور نتائجه خلال الساعات المقبلة عن شيء ايجابي، بناءً على تدخل عربي ومصري بالتحديد وتدخل دولي». واضاف «حصل ضغط هائل في الأيام الاخيرة على الجانب الإسرائيلي، وإن شاء الله ستتبلور الأمور عن شيء ايجابي، وعن حل شامل ورزمة شاملة من الحل وفق مطالب الأسرى».
بدوره، قال رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الاسرى، أمين شومان، إن المعتقلين سيصعّدون تحركهم غير المسبوق إذا أخفقت المفاوضات المستمرة مع اسرائيل. وأضاف «سيتوقفون عن تناول المقويات والمياه ويضعون حداً للمفاوضات مع ادارة السجون الاسرائيلية اذا تلقوا رداً سلبياً». وتوقع أن تعلن اسرائيل في الساعات المقبلة ردها على مطالب الأسرى المضربين عن الطعام.
من جهته، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحكومة الاسرائيلية الى سرعة الاستجابة لمطالب الاسرى الفلسطينيين. وقال، في بداية اجتماع للّجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في رام الله، «نأمل من الحكومة الاسرائيلية الاستجابة لمطالب الاسرى العادلة لتنتهي هذه الازمة الخطيرة جدا بأقصى سرعة». وحذر من أنه «قد يتعرض أحد الاسرى للأذى وهذه ستكون كارثة وطنية لا أحد يستطيع تحملها، لذلك نعمل على انهاء الازمة بأسرع وقت ممكن». وأضاف «نرجو أن ينتهي هذا الموضوع بخير، وأن لا يصاب أحد منهم بأذى لأنها ستكون الطامة الكبرى التي لا نريد حدوثها لا سمح الله».
وبالنسبة إلى الحالة الصحية للأسرى، أوضح طبيب اللجنة الدولية للصليب الأحمر رائد أبو رابي، أن أقصى مدة يستطيع أي إنسان مضرب عن الطعام أن يصمدها هي 77 يوماً، مشيراً إلى أن حالة الأسيرين ثائر حلاحلة وبلال ذياب أصبحت في دائرة الخطر الجدي.
في غضون ذلك، منع عشرات الفلسطينيين موظفي الأمم المتحدة واللجنة الدولية الصليب الأحمر أمس من دخول مكاتبهم في غزة لمدة ساعتين تضامناً مع الأسرى. ورفع المتظاهرون لافتات تدين الامم المتحدة والصليب الاحمر، وتدعو الى التضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام، محذرين من أن «استشهاد أي أسير فلسطيني في السجن سيكون وبالاً على اسرائيل والهيئات الدولية الصامتة والمتخاذلة».
وكتبوا على اللافتات: «الحرية للأسرى» و«أين المؤسسات الدولية من حقوق الأسرى» و«أين اتفاقية جنيف الرابعة؟». ومنع عشرات الشبان سيارات الأمم المتحدة والصليب الاحمر من التحرك لمدة ساعتين. وطالب الشبان في بيان صحافي «الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان بالتدخل الفوري والعاجل من اجل الضغط على حكومة الاحتلال لإنقاذ حياة الاسرى في السجون والمعتقلات الاسرائيلية». وأكدوا أن «استشهاد أي أسير فلسطيني داخل السجون الإسرائيلية سيكون وبالاً على الحكومة الاسرائيلية، والمؤسسات الدولية الصامتة والمتخاذلة».
وفي مدريد، نظمت شبكة التضامن مع فلسطين تظاهرة تضامنية مع الأسرى، شارك فيها نحو ثلاثين ألف متظاهر. وردّد المتظاهرون، الذين ارتدوا الكوفية الفلسطينية، شعارات « الحرية للشعب الفلسطيني، والحرية للأسرى، وعاش نضال الشعب الفلسطيني، وإسرائيل أسوأ أبارتهايد».