الرياض ــ الأخبار رغم الضجيج الإعلامي الذي واكب قمة مجلس التعاون الخليجي في الرياض، أمس، والترويج لإمكانية إعلان حالة الاتحاد بين السعودية والبحرين، وربما دولة خليجية ثالثة، على أن تنضم بقية الدول الى هذا الاتحاد، الذي يهدف الى إقامة منظومة أمنية بدرجة أولى في مواجهة التهديدات الإيرانية، أعلن وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، في ختام القمة، ترحيل البحث في الأمر إلى القمة المقبلة.
وأعلن الفيصل، في تصريح صحافي عقب اللقاء، أن قادة دول المجلس وافقوا على اقتراح الملك السعودي «الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد».
إلا أنه أضاف إن اللجنة المتعلقة باقتراح الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد «ستقوم باستكمال التشاورات والرفع إلى وزراء خارجية دول المجلس بما يتم التوصل إليه، والرفع إلى قمة خليجية تعقد في الرياض». وأضاف إن «وزراء الخارجية سيقومون باستكمال الدراسة للانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد». وأكد أن «الهدف من تأجيل إعلان الاتحاد بين الدول الست أن ينضم جميع الأعضاء إليه، لا بين دولتين فقط»، في إشارة إلى الإعلان مسبقاً عن الاتحاد بين المملكة والبحرين.
ووجّه الفيصل رسالة شديدة اللهجة الى ايران. وقال «ليس لإيران من قريب أو بعيد أي دخل في ما يدور بين البلدين من اجراءات، حتى لو وصلت الى الوحدة». وأكد أن «تهديد ايران غير مقبول ومرفوض»، وهو يشير بذلك الى التهديدات التي وجهها نواب ايرانيون لمشروع الاتحاد المقترح، قبل أن يضيف «نترك لإيران أن تتحد مع من تشاء».
وكان نواب ايرانيون قد هاجموا فكرة اقامة اتحاد بين السعودية والبحرين، مؤكدين انه «يجب على الحكام البحرينيين والسعوديين أن يفهموا ان هذا القرار غير الحكيم لن يؤدي إلا الى تقوية عزم الشعب البحريني ضد قوات الاحتلال» في اشارة الى قوة «درع الجزيرة» الخليجية المنتشرة في البحرين. وحذر النواب الايرانيون في الرسالة التي وقّعها 190 منهم من أن «الأزمة في البحرين ستنتقل الى السعودية وستدفع المنطقة الى حالة من عدم الاستقرار».
وعقد قادة دول المجلس قمتهم التشاورية السنوية الـ 14برئاسة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز. وشارك في الاجتماع نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، ونائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عمان فهد بن محمود آل سعيد، وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
وفي تصريحات له على هامش القمة، قال الملك البحريني إن «مواقف دول مجلس التعاون تجاه البحرين ومساندتهم لنا هي محل اعتزاز وتقدير، وحرص على العمل الخليجي المشترك». واعتبر أن «قيام الاتحاد الخليجي» يأتي «استجابة للمتغيرات والتحديات التي نمر بها على جميع المستويات الدولية والإقليمية».
وكانت الصحف السعودية قد استقبلت القمة على وقع أنباء وتحليلات بشأن فكرة الاتحاد، مرجحة أن يخلص القادة إلى إعلان نيات عن اتحاد بين جزء من دول المجلس، ولا سيما بين السعودية والبحرين، على أن تنضم الدول الباقية لاحقاً. وعنونت صحيفة «عكاظ» صفحتها الأولى «قمة الكونفدرالية الخليجية تحدد مستقبل المنطقة»، فيما نقلت صحيفة «الحياة» عن مسؤول خليجي في لندن أن «قمة الرياض التشاورية ستسفر عن إعلان نيات في شأن الاتحاد بين السعودية والبحرين وقطر، مرجّحاً «انضمام الكويت إلى الإعلان، على أن تنضم الإمارات وعمان في وقت لاحق». ورأت صحيفة «الرياض» أنه «لا توجد فجوات اجتماعية أو اقتصادية تعوق هذا المشروع الاستراتيجي، إلا أن الاتفاق على قواسم مشتركة يبقى قيد المداولات والتحقق من الخطوات الأولى».