أعلن القيادي العسكري الإسلامي الليبي، عبد الحكيم بلحاج، انتقاله من عالم السلاح الى عالم السياسة، قبل نحو شهر من موعد انتخابات المجلس التأسيسي في البلاد. وقال رئيس المجلس العسكري لمدينة طرابلس، أمس، إنه استقال من منصبه ليتعاطى السياسة، قائلاً في تصريح لوكالة «فرانس برس»، إنه «آن الأوان للتوجه الى السياسة». وأوضح أنه سيؤسس حزبه ويعلن ترشحه الى انتخابات المؤتمر الوطني العام (المجلس التأسيسي) التي تُجرى في 19 حزيران المقبل. واعتبر أن دور المجلس العسكري الذي كان يضم آلاف الثوار السابقين، بعد انضمامهم الى وزارتي الدفاع والداخلية قد انتهى. واتهم الزعيم السابق للجماعة الاسلامية الليبية المُقاتلة، الحكومة البريطانية السابقة برئاسة توني بلير، بالسماح لأجهزة الاستخبارات البريطانية باعطاء الاستخبارات المركزية الأميركية (سي.آي.ايه) معلومات أتاحت تسليمه في 2004 الى النظام السابق الذي أخضعه للتعذيب.. وسُجن آنذاك طوال ستة أعوام في سجن أبو سليم في طرابلس، حيث أكد أن عناصر من أجهزة الاستخبارات البريطانية قد استجوبوه. وأُفرج عن بلحاج في آذار 2010 مع إسلاميين آخرين في اطار مبادرة «مصالحة» قام بها سيف الإسلام نجل الزعيم الراحل، بعدما قيامه بمراجعة أفكاره الجهادية السلفية وإعلانه تخلّيه عن العنف.
وكان أنيس الشريف، مدير مكتب بلحاج، قد أبلغ أمس وكالة «رويترز»، أن رئيس المجلس العسكري في العاصمة الليبية «سيعلن حزبه السياسي»، مضيفاً أن الرجل بعث برسالة إلى المجلس الوطني الانتقالي الحاكم معلناً فيها استقالته من منصبه. وأضاف الشريف أن بلحاج «يشعر أيضاً بأن الثوار أدوا واجبهم لإطاحة نظام القذافي، والآن حان الوقت لإعادة بناء ليبيا للانتقال إلى حالة سياسية». وتشهد ليبيا أول انتخابات عامة في 19 من حزيران المقبل لانتخاب مؤتمر وطني عام (جمعية تأسيسية) يقوم بوضع دستور.
من جهة ثانية، عقد وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، أمس، اجتماعاً مع وزير الخارجية والتعاون الدولي الليبي عاشور بن خيال، بحثا خلاله العلاقات الثنائية بين البلدين. وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس)، أن الفيصل بحث مع بن خيال «العلاقات الثنائية بين البلدين والمسائل ذات الاهتمام المشترك».
وكانت السعودية وليبيا قد استأنفتا العلاقات بينهما في بداية العام الحالي وتم تبادل السفراء. وذلك بعدما سحبت الرياض وطرابلس سفيريهما في 2004 بسبب اتهام الرياض لنظام القذافي بالضلوع في مؤامرة لاغتيال الملك السعودي عبد الله، عندما كان ولياً للعهد.
(رويترز، يو بي آي)