المنامة ــ الأخبار في الوقت الذي أعلنت فيه المعارضة البحرينية عن تنظيم تظاهرة ضخمة اليوم تعبيراً عن رفضها لاقتراح الاتحاد الخليجي الذي قدّمته السعودية في اجتماع مجلس التعاون الخليجي، طفت الى السطح، أمس، تحفظات خليجية حول المشروع، بحيث دعت الكويت الى ترسيخ الديموقراطية أولاً قبل الانتقال الى الاتحاد.

وقال رئيس مجلس الأمة الكويتي، أحمد السعدون، إن دول الخليج يجب أن تكون متناغمة في ما بينها في مجال احترام حقوق الانسان واطلاق حرية التعبير والمشاركة الشعبية قبل إرساء الاتحاد الذي تنوي اقامته. واكد، في مواقف على موقع «تويتر»، أن «الأمر الحتمي الذي لا يحتمل الجدل هو أنه لا خيار لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وخاصة في ظل التغيرات المتسارعة إقليمياً ودولياً، الا تطوير علاقات دولة الى أي شكل متقدم من أشكال الاتحاد في ما بينها اذا ما أراد المجلس أن يكون قادراً على مواجهة أي تحديات محتملة تستهدف مصالح دوله وأمنها بل وتستهدف بقاءها». الا أنه أضاف أن «الأمر الحتمي كذلك، والذي لا يحتمل الجدل، هو أن هذا التطوير في العلاقة لا يتحقق الا في ظل أنظمة متشابهة منفتحة على شعوبها، وخصوصاً ما يتعلق منها باحترام حقوق الانسان والحريات العامة، بما في ذلك حرية التعبير عن الرأي وحق المشاركة الشعبية في صنع القرار، وهو ما نتمنى ونتطلع الى أن يتحقق في جميع دول مجلس التعاون في وقت قريب حتى يقوم الاتحاد في ظله».
وعلى المستوى الداخلي البحريني، أعلنت أكبر جمعية معارضة «الوفاق»، في بيان، أنها «تستعد لواحدة من أضخم وأكبر التظاهرات في شارع البديع غرب العاصمة المنامة الجمعة». وقالت إن «التظاهرة تأتي تحت عنوان «لبيك يا وطني» انطلاقاً من دوار جنوسان وصولاً إلى الدراز غرباً». وأشارت الى أن التظاهرة تأتي «للتعبير عن الرفض الشعبي لأي مساس بالسيادة الوطنية وباستقلال البحرين الذي جاء بإرادة شعبية». وأكدت أن «أي قرار متعلق بالاتحاد من غير ارادة الشعب هو قرار باطل ولا شرعية له ويحق للشعب مقاومته بكافة الطرق». وأضافت أن التظاهرة تعبر أيضاً «عن الاستنكار والسخط والتحذير في الشارع البحريني لمحاولات النظام في البحرين المساس بالرمز الوطني البارز آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم».
في غضون ذلك، تواصلت المناوشات بين ايران والبحرين حول الاتحاد. وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية، رامين مهمنبرست، «يبدو أن المشاكل الداخلية وقمع قادة البحرين لتظاهرات الشعب السلمية والتدخل العسكري السعودي ادت الى وضع غير مناسب». وأضاف «ننصح قادة البحرين بتغيير نهجهم وبعدم تعقيد الوضع بمشاريع مماثلة». وأشار الى أنه «في العادة يتحد بلدان لديهما نفوذ ووزن ديموغرافي وقدرات ثقافية واقتصادية متماثلة، وهذه ليست حال البحرين والسعودية». واعتبر أن «مشروع الاتحاد أو ضم البحرين الى السعودية يعني زوال البحرين».
بدوره، طالب وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد آل خليفة، ايران بوقف التدخل في شؤون البحرين ودول الخليج، بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء البحرين. وقال إن «شاه ايران السابق كانت له مطالب في البحرين، لكنه اتخذ الموقف العاقل الحكيم حين قبل برأي شعب البحرين وبالموقف الدولي والمهمة التي قامت بها الامم المتحدة»، في اشارة الى رفض البحرينيين الالتحاق بايران بعد انسحاب بريطانيا. واضاف «بين كل فترة واخرى نسمع مزاعم من الجانب الايراني ان البحرين هي المحافظة الرابعة عشرة، كما نسمع ان شعب البحرين يريد ان يعود الى البلد الأم، ونسمع كذلك تدخلات». وأكد أن «هذه التدخلات والمواقف الايرانية ليست موجهة ضد البحرين فقط بل ضد الكل، حيث نرى مواقف ضد الامارات وضد الكويت وضد المملكة العربية السعودية في المقام الاول».