القاهرة | الضجيج الدائر حول نتائج تصويت المصريين في الخارج في الانتخابات الرئاسية ليس سوى مقدمة للحدث الأهم الذي يحبس المرشحون أنفاسهم في انتظاره، والمتمثل بنتائج تصويت المصريين في السعودية. فالمملكة تضم أكبر كتلة من المصريين العاملين في الخارج. وكانت بيانات اللجنة العليا للانتخابات بشأن عدد مرات طباعة بطاقة التصويت من موقعها الرسمي قد كشفت أن السعودية تحتل صدارة ترتيب دول العالم، بعدما وصل عدد المصريين الذين طبعوا بطاقات التصويت فيها إلى ما يقرب من 180 ألفاً، بفارق كبير عن الكويت التي تليها في الترتيب والتي طبع المصريون فيها نحو 48 ألف بطاقة، وتليها الإمارات ثم قطر.
ويتعين على المصريين في الخارج، كي يتمكنوا من التصويت في انتخابات بلادهم الرئاسية، طباعة البطاقات من الموقع الرسمي للجنة العليا للانتخابات قبل إرسالها بالبريد للقنصليات والسفارات المصرية أو التصويت هناك مباشرة.
ونقلت وكالة الأنباء المصرية الرسمية (الشرق الأوسط)، أمس، عن السفير المصري في العاصمة السعودية الرياض محمود عوف، قوله إن الفرز سيبدأ لما يراوح بين 75 إلى 80 ألف صوت في الرياض ونحو 60 ألفاً في جدة بعد رصد الطرود البريدية. وأوضح عوف أن نسبة التصويت قد تتجاوز 50 في المئة من عدد المصريين المقيمين بالمملكة ممن سجلوا بياناتهم في الموقع الإلكتروني للجنة العليا للانتخابات وعددهم يصل إلى قرابة 262 ألف ناخب من كافة مناطق المملكة بما يمثل 44 في المئة من إجمالي عدد المصريين بالخارج المسجلين في الموقع وعددهم 586 ألف ناخب.
وسارع مرشح «الإخوان» في الانتخابات، محمد مرسي، إلى الاحتفال خلال جولة انتخابية أمس «بنتيجته في الفوز بخارج مصر وحصوله على المركز الأول في جدة بالسعودية بنسبة 70 في المئة»، بحسب ما قال حزب الحرية والعدالة.
من جهته، توقع عضو مكتب الإرشاد في جماعة الإخوان المسلمين، المتحدث باسمها، محمود غزلان، لـ«الأخبار» أن تأتي نتائج تصويت المصريين في السعودية لمصلحة مرسي. وقال غزلان إن موقف جماعته حيال أزمة استدعاء السعودية لسفيرها من مصر قد يساهم إلى حد كبير في اجتذاب عدد واسع من الأصوات هناك لمصلحة مرسي؛ «فالوفد البرلماني ترأسه سعد الكتاتني، رئيس مجلس الشعب، وأحمد فهمي رئيس مجلس الشورى، وكلاهما عضو في حزب الحرية والعدالة، في زيارة كانت تهدف إلى محاولة احتواء الأزمة مع السعودية، ومن ثم طمأنة المصريين هناك الذين اعتراهم القلق». وأضاف: «لا شك في تأثير الأزمة الدبلوماسية عليهم. فخطر الترحيل أو سوء المعاملة على الأقل كان جاثماً». في المقابل، قلل غزلان من التأثير السلبي المتوقع لنتائج تصويت المصريين في الولايات المتحدة على موقف مرسي، حيث يمثّل الأقباط نسبة كبيرة من المهاجرين إلى الولايات المتحدة. وعزا غزلان اطمئنانه إلى الانخفاض في نسبة التصويت هناك إلى إجمالي المسجلين في الكشوف الانتخابية.
وتعويل الجماعة على أصوات المصريين في المملكة النفطية، بدا واضحاً من تصريحات محمد مرسي في حوار مع صحيفة «الوطن» السعودية، قال فيه إنه يسعى إلى «شراكة استراتيجية بين مصر والسعودية». وبخلاف السعودية، توالى إعلان نتائج تصويت المصريين في دول العالم تباعاً أمس بعد يوم من إقفال باب التصويت في الخارج. وبدا أن النتائج الأولية تشير إلى تفوق المرشح المستقل، القيادي السابق المنشق عن الإخوان المسلمين، عبد المنعم أبو الفتوح. وانحسر السباق تقريباً بينه وبين محمد مرسي والمرشح الناصري حمدين صباحي إلى جانب كلٍّ من رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى.
إلاّ أن نتائج تصويت المصريين في الخارج تشكل مفترق طرق حقيقياً في الانتخابات الرئاسية فقط إن كان المصريون هناك أكثر إقبالاً على التصويت. ووفقاً لعضو اللجنة العليا للانتخابات، ماهر البحيري، إن إجمالي عدد من أدلوا بأصواتهم نحو 160 ألفاً من أصل ثمانية إلى عشرة ملايين مصري يعيشون في الخارج. وبرر البحيري، في حديث مع «الأخبار»، عزوف المغتربين عن التصويت بـ«قلة الوعي ربما بإجراءات التصويت هناك، لكونها المرة الأولى التي يصوت فيها المصريون في الخارج في الانتخابات الرئاسية».
في المقابل، شدد على أن الشكاوى من المصريين في الخارج بشأن التصويت كانت قليلة وتتعلق بتفاصيل إجرائية.
في غضون ذلك، حثَّت رسائل قصيرة أُرسلت عبر الهواتف النقّالة إلى أهالي غالبية قرى محافظات الغربية (شمال غرب القاهرة)، التي تعد معاقل تقليدية للتيار الإسلامي السلفي على عدم انتخاب شفيق وموسى. واعتبرت الرسائل التي أُرسلت من مجهولين أن من ينتخبهما «إنما يعاونون الظالم، ويسهمون في إعادة النظام البائد».