المنامة ــ الأخبار نظمت المعارضة البحرينية تظاهرة حاشدة، أمس، تحت عنوان «لبيك يا وطني» احتجاجاً على مشروع الاتحاد بين السعودية والبحرين، في شارع البديع في العاصمة المنامة، وذلك في موازاة خروج الآلاف في قرى مختلفة بعيد صلاة الجمعة في مسيرات احتجاجية ضدّ الاتحاد.
واستخدمت قوات مكافحة الشغب البحرينية الغاز المسيل والرصاص المطاطي من أجل تفريق التظاهرات التي اجتاحت القرى. وأفاد حقوقيون على موقع «تويتر» أن طفلة لا تتعدى الثمانية أشهر توفيت جراء استنشاقها الغازات السامة التي رمتها القوات الأمنية على المتظاهرين.
ورغم ربط وسائل الاعلام الرسمية في البحرين وشخصيات موالية تظاهرة المعارضة بالتصريحات التي خرجت من إيران قبل يومين، ودعت البحرينيين الى التظاهر ضدّ الاتحاد، فان المسؤولين في جمعية «الوفاق» المعارضة، المنظمة للمسيرة، أكدوا أنّ المسيرة مخطر عنها قبل أسبوع، ولا علاقة لها بما يخرج من إيران. وارتدى المتظاهرون أعلام البحرين الحمراء والبيضاء ورددوا شعارات «لن نقبل الاتحاد» و«البحرين ليست للبيع»، اضافة الى شعارات مناهضة للحكومة.
وكانت وزارة الداخلية البحرينية قد ذكرت على صفحتها في «تويتر» أن «اللجنة المنظمة لمسيرة الوفاق اليوم تعهدت عدم حدوث أي تجاوزات أو التطرق أو الاساءة لأي من دول مجلس التعاون بالقول أو الإيحاء».
وكانت قد جرت مواجهات داخل القرى ليلة الخميس ـــــ الجمعة، وأصدرت «الوفاق» بياناً أبدت فيه قلقها البالغ من الاستخدام المفرط للقوة الذي تمارسه قوات الأمن في الأيام الأخيرة «والذي اتضح جلياً مساء الخميس، مع استهداف المحتجين بطلقات الشوزن بصورة مباشرة». وقالت إن «عشرات الضحايا وقعوا في مناطق مختلفة في هذه الليلة ضحية لنفس السلاح وبنفس الأسلوب، بينهم متظاهرون ومواطنون في كرانة والدراز والمعامير والنويدرات والدير ورأس الرمان وغيرها»، محذرة من أن هذا التصعيد «قد يأخذ البلد إلى منعطفات خطيرة يجعل احتواءها أمراً مستبعداً».
وفي خطبة الجمعة، أكد المرجع الديني البارز في البحرين، الشيخ عيسى قاسم، أن «الشعوب ليست قطعان ماشية ولا مجموعات من الخراف والنعاج»، مشدّداً على حق البحرينيين في رفض الاتحاد. وأضاف «اذا كان عدد من الحكومات المعنية بالاتحاد قد أبدى توجساته واعتراضه على الموضوع فلماذا لا يجوز لأي شعب أن يظهر توجسه واعتراضه ومقاومته السلمية المشروعة لما يراد أن يفرض عليه كرهاً وقهراً؟».
وفي إيران، ذكرت وسائل الإعلام أن آلاف الايرانيين احتشدوا للتنديد «بخطط إقامة وحدة بين السعودية والبحرين» وردّدوا شعارات ضدّ الأسرتين الحاكمتين في البحرين والسعودية، فيما وصف رجل الدين كاظم صديقي، في خطبته، مشروع الاتحاد بأنه «مؤامرة مشؤومة تجري بضوء أخضر أميركي وصهيوني، لكن ينبغي لهم أن يعلموا ان شعب البحرين والمنطقة والمسلمين في جميع أنحاء العالم وفي ايران لن يقبلوا ذلك».
وكانت ايران قد استدعت القائم بالاعمال البحريني لابداء استيائها من بيان بحريني يتهم طهران بانتهاك سيادة المملكة، وذلك عقب خطوة مماثلة أقدمت عليها البحرين احتجاجاً على التدخل الايراني في شوؤنها.