لا تزال مسألة اتفاق متوقّع بين إيران ومجموعة الدول الست في بغداد هاجس المسؤولين الإسرائيليين، الذين كان آخر متحدثيهم وزير الدفاع، إيهود باراك، إذ رأى أن اتفاقاً مرتقباً بهذا الشأن بعيد جداً عن المقاربة الإسرائيلية للموضوع النووي الإيراني، مشيراً الى أن إسرائيل لا تعيش أوهاماً، وأن «ما يجري بلورته مع الإيرانيين لا يكفي لإيقاف الأنشطة النووية الإيرانية، الهادفة الى امتلاك طهران سلاحاً نووياً».
وطالب باراك، في مقابلة أجرتها معه، أمس، إذاعة جيش الاحتلال، بضرورة فرض شروط حاسمة على إيران، لا تمكّنها من التقدم في برنامجها النووي، أي «إيقاف تخصيب اليورانيوم وإخراج المادة المُخصّبة كلها من داخل إيران، مع إلغاء العمل وتفكيك المنشأة النووية في مدينة قم، والتوقيع على البروتوكول الإضافي للوكالة الدولية للطاقة الذرية». وأضاف إنه «في حال تحقيق كل هذه المطالب، فهذا يعني أن إيران لن تكون قادرة على المضي قُدماً نحو سلاح نووي». وقال إن «الإبقاء على (كمية) 5.25 أو الـ 5.50 طن من المواد المخصّبة بنسبة 3.5 في المئة في إيران، معناه أنهم قادرون على مواصلة المحادثات، وبموازاتها السير قدماً نحو امتلاك سلاح نووي». وعبّر باراك عن تشاؤمه الشديد من إمكان نجاح مفاوضات بغداد، بما يرضي إسرائيل، مشدداً على أن الإيرانيين يعملون باتجاه كسب مزيد من الوقت.
من جهته، قال وزير الشؤون الاستراتيجية في الحكومة الإسرائيلية، موشيه يعلون، إن الإيرانيين يخادعون الغرب، سواء في محادثاتهم مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أو مع الدول الست في بغداد، مؤكداً أن «التسويق والمماطلة هما سمة المفاوضات التي تجريها إيران». وأضاف إن «الإيرانيين موجودون حالياً تحت ضغط العقوبات الدولية المفروضة عليهم، وبالتالي يريدون التخلص منها، الأمر الذي يدفعهم الى عرض ظاهري تجاه الغرب، يبدو إيجابياً من ناحية الشكل، لكنهم في الواقع، كما قال رئيس الحكومة (بنيامين نتنياهو)، يضحّون بجندي، للدفاع عن الملك».
وحذر يعلون من أي ليونة قد تقدم عليها الدول الست، مؤكداً ضرورة «اتخاذ موقف في وجه إيران، وفرض المطالب التي من شأنها إيقاف المشروع النووي العسكري لها، وإلا فإن طهران قادرة على المماطلة كما اعتادت دائماً»، معرباً عن تشكيكه بقبول إيران للشروط التي تكفل إيقاف هذا البرنامج، وبينها «إخراج اليورانيوم المخصب الى خارج إيران، وتفكيك كامل للمنشأة المقامة تحت الأرض في مدينة قم».
بدوره، أعرب نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية، سيلفان شالوم، عن خيبة أمل من محادثات بغداد، وقال «كمن كنت مكلفاً بالملف الإيراني، وأدرت الكثير من المحادثات مع وكالة الطاقة، ومع أعضاء في مجلس الأمن، أستطيع القول، بوضوح، إن لدى الإيرانيين هدفاً وحيداً، وهو امتلاك القنبلة النووية، أما كل ما يتعلق بالمفاوضات فليس إلا محاولة لكسب الوقت»، مشيراً الى أن «الإيرانيين لن يتخلوا أبداً عن مشروعهم النووي، إلا إذا كانت العقوبات أشد تأثيراً وقوة، الى حد إخضاعهم».
ورأى شالوم أن الفرق ما بين المقاربة الإسرائيلية للمشروع النووي الإيراني مختلفة كثيراً عن المقاربة الغربية، قائلاً إن «إسرائيل ترى في الخطر الإيراني تهديداً للحياة، أما هم فيرونه تهديداً لمستوى العيش والحياة، ومدى تأثيره على الاقتصاد الغربي وأسعار النفط».
وشدد شالوم على أن «الحل الوحيد هو في إيقاف تخصيب اليورانيوم، وإخراج المادة المخصّبة من إيران، إضافة الى تفكيك منشأة قم»، مؤكداً أن «إسرائيل تراقب ما يجري عن كثب، ونعرف جيداً الاستراتيجية الإيرانية، ونحذّر من أن يعمل العالم لمصلحة إيران».