وسط غياب إسرائيل رسمياً عن المشهد الانتخابي المصري، تكفلت وسائل الإعلام العبرية بقول ما يحرج دوائر صناعة القرار في الدولة العبرية. وبرز في تعليقات الصحف إجماع على البعد المصيري الذي تنطوي عليه الانتخابات المصرية، في ظل الخشية من وصول مرشح إسلامي إلى سدة الرئاسة. ووصفت صحيفة «معاريف» الانتخابات المصرية بالمصيرية، وشددت على أن فوز أي من المرشحَين، عمرو موسى أو عبد المنعم أبو الفتوح، سيحدد وجهة الدولة المصرية. وأشارت إلى أن فوز موسى يشكل فرصة كي تعيد مصر بناء نفسها. وبحسب الصحيفة، فإن «موسى، رغم أنه شخصية سياسية غير كاريزماتية، إلا أنه خبير في إدارة المنظومة السلطوية، من المرجح أن تكون سياساته مسؤولة ومتوازنة».
وأضافت الصحيفة «موسى يفهم معنى استخدام القوة وقيودها، كما يعرف ويدرك أهمية إعادة التقارب مع دول المنطقة والدول الغربية، مع التشديد على الولايات المتحدة». أما بالنسبة إلى العلاقات مع إسرائيل، فرأت الصحيفة أن «فوز موسى يعني إعادة الوضع الى ما كان عليه، رغم أنه سيعمل على مستويين: المطالبة بتجريد المنطقة من السلاح النووي، والعمل على تحريك المفاوضات مع الفلسطينيين، إضافة الى منع التدهور الأمني في المنطقة».
أما في حال فوز عبد المنعم أبو الفتوح، فرأت «معاريف» أن المستقبل سيكون مظلماً، مشيرة الى أن «أبو الفتوح الإسلامي، شخصية عديمة التجربة ولا يفهم في الاقتصاد والعلاقات السياسية الدولية»، كما أنه «غير قادر على بلورة خطة لتحسين الوضع الاقتصادي في مصر، ومن شأن فوزه أن يدخل المصريين في أيديولوجية الكراهية للغرب». وبحسب الصحيفة، فإن «أبو الفتوح لن يخرج مصر من الوحول الموجودة فيها، بل من شأنه أن يربطها بميول التعاظم الإسلامي في المنطقة». وبعد المفاضلة التي قدمتها بين المرشحين المصريين، خلُصت معاريف إلى استنتاج هو أن «الناخب المصري البسيط لا يقرر مصير مصر فقط، بل ربما مصير المنطقة برمتها».
في السياق نفسه، أكدت صحيفة «هآرتس» أن أهمية الانتخابات الرئاسية المصرية لا تقتصر فقط على كونها مصيرية لمصر أو للمنطقة، بل في كونها تنقل مركز القوة من الحاكم المصري الى جمهور المصريين، ومن شأن ذلك أن يسلب الحاكم التفرد بإصدار القرارات. مع ذلك، رأت الصحيفة أن «كل ما يهم إسرائيل من هذه الانتخابات هو سلامة اتفاقيات كامب ديفيد»، التي «من المؤكد أن استمرار وجودها هو الامتحان الوحيد لعلاقات الدولتين».
ويحق، بحسب «هآرتس»، لتل أبيب أن تنظر بعين الشفقة على الأصوات للمرشحين المصريين، الذين يدعون الى إلغاء أو تعديل اتفاقيات كامب ديفيد، مشددة على أن «كل المرشحين قد أوضحوا بأن اتفاقيات السلام مع إسرائيل مصونة، بل إن الإسلاميين أنفسهم عبروا عن التزامهم بها». ولفتت إلى أنه «من يتوقع بأن يستقر الرأي في إسرائيل على تغيير سياساتها حيال الفلسطينيين إكراماً لمصر، وخاصة إذا ترأسها إسلامي، فهو مجرد واهم».
وتحت عنوان «بين الشر وأهونه»، كتب بوعز بوسموت، في صحيفة «إسرائيل اليوم»، أن «شباب التحرير» الذين بشروا بمجيء الربيع العربي لم يعودوا في اللعبة، وأن المصريين اليوم موجودون بين خيارين: إما رئيس إسلامي (أبو الفتوح أو مرسي) أو ممثل من عهد مبارك (موسى أو شفيق). وأبدى الكاتب خشيته من فوز مرشح إسلامي، إذ رأى أن من شأن ذلك أن ينقل مصر من ستين عاماً من الاستبداد إلى مرحلة جديدة من الاستبداد الديني.
من جهتها، رأت «يديعوت أحرونوت» أن «المرشح الأفضل لليهود في الانتخابات المصرية لم يظهر بعد». وأشارت الصحيفة إلى أن صنّاع القرار في تل أبيب يتعاملون بحذر شديد مع الانتخابات المصرية، ويتجنبون مهاجمة أي من الأطراف المتنافسة خوفاً على اتفاقية السلام.