صوّر الكاريكاتور عمرو سليم، أحد اشهر الرسامين في مصر، لافتتين دعائيتين لجولة الاعادة في انتخابات الرئاسة. إحداهما تحمل شعار «انتخبوني: رئيس وزراء موقعة الجمل»، في اشارة إلى أحمد شفيق، آخر رؤساء الحكومة في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك. ولافتة أخرى حملت شعار «انتخبوني: اللي باعوا الثورة في أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء»، في اشارة إلى مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي.
كشف الكاريكاتور عن «الورطة» التي وجدت قطاعات واسعة من الرأي العام نفسها فيها، بعد الكشف عن النتائج غير الرسمية للتصويت في الجولة الأولى، واقتصار السباق في جولة الاعادة على مرسي وشفيق. وبدا الخيار مماثلاً، لما كان عليه قبل اندلاع الثورة: الحزب الوطني المنحل او الإخوان المسلمين. وقرر، اثر هذه الورطة، عدد كبير من النشطاء مقاطعة الجولة الثانية من الانتخابات، بينما قرر آخرون التصويت لمرسي، كأعضاء حركة «الاشتراكيين الثوريين»، التي بدا أنها قاب قوسين من العودة إلى شعارها القديم «مع الإسلاميين احياناً... ضد الدولة دائماً».
ووفقاً للنتائج غير الرسمية التي كشفت عنها «لجنة الانتخابات الرئاسية الموازية» ـــــ التي تضم مجموعة من القضاة المشرفين على الانتخابات، تطوعوا لمساعدة اللجنة العليا الرسمية ـــــ فقد تصدر محمد مرسي بعد حصوله على 24.7 بالمئة من الأصوات، فيما حصل رئيس الوزراء الأسبق على 24 بالمئة، وحلّ المرشح الناصري المستقل حمدين صباحي ـــــ الذي نظرت إليه فئة من الناخبين على أنه مرشح الثورة ـــــ في المركز الثالث، بعدما حصل على ما يزيد على 20.5 بالمئة.
وواصلت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية لقاءاتها بوكلاء أربعة مرشحين تقدموا بطعون على الجولة الأولى: أحمد شفيق، وحمدين صباحي، والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، والقيادي الإخواني السابق عبد المنعم ابو الفتوح.
في هذا السياق، تقدم أحمد شفيق بطعن لاعادة الفرز في إحدى اللجان الفرعية في منطقة «شبرا الخيمة» بالقرب من القاهرة، بينما طالب عبد المنعم ابو الفتوح (17 بالمئة من الأصوات) باعادة الفرز في احدى اللجان الفرعية بمحافظة البحيرة، بينما طالب عمرو موسى(11 بالمئة)، بإبطال نتائج الفرز في عدد من الدوائر الانتخابية، ما قد يبطل نتائج الانتخابات برمّتها. ولا تختلف نتائج طعون حمدين صباحي، الذي وصفته وسائل الاعلام المحلية بـ« الحصان الأسود» في الانتخابات، عن موسى، مستنداً إلى عثوره على بطاقات تصويت ملقاة في مزارع للقصب في محافظة «قنا» اقصى جنوب مصر، وما اعتبر أنها بطاقات تصويت 117 الف مجند بالجيش المصري (القانون المصري يمنع أفراد الشرطة والجيش من حق التصويت).
وكشفت تسريبات عن طلب تقدم به صباحي لخوض جولة الاعادة، مع شفيق ومرسي، استناداً الى أن منافسيه لم يحصلا مجتمعين على نسبة 50 بالمئة من الأصوات.
بدوره، قد يقع أحمد شفيق في مأزق من نوع آخر في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية، إذا مررت المحكمة الدستورية العليا قانون العزل السياسي، الذي اصدره البرلمان، حيث ينطبق على رموز النظام السابق، أي على شفيق نفسه.
من جهة أخرى، أفاد مصدر في حزب الحرية والعدالة «أن جماعة الاخوان المسلمين تعتقد أن تزويراً في عملية التصويت ساعد شفيق على الصعود الى المركز الثاني، لكنها قررت عدم الطعن بالنتيجة خشية إبطال الانتخابات، مما يعني إعادتها، وهو ما قد يعرض فرص مرسي للخطر».
وأضاف المصدر، «انه يعتقد أن هذا تصرف خاطئ، لأنه يعني ان الاخوان أخفقوا في إبداء التضامن مع الأطراف الأخرى، ولن يكون لهم صدقية إذا طعنوا في وقت لاحق ضد نتيجة الجولة الثانية».