أبلغت وزارة الخارجية السورية، أمس، رؤساء بعثات ودبلوماسيين غربيين وأتراكاً في دمشق أنهم أشخاص غير مرغوب فيهم بالعمل في سوريا. وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد، في تصريح عقب لقاء رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود، «هذا القرار يأتي في إطار الرد على القرارات التي اتخذتها هذه الدول، وهذه القطيعة لم تكن من الجانب السوري بل كانت من الجانب الآخر». وأضاف المقداد «انتظرنا كثيراً حتى يصحّح الجانب الآخر سياساته ومواقفه، وحتى يقدم الدعم اللازم لمهمة (المبعوث الدولي) كوفي أنان ومهمة المراقبين، ولكن نأسف لأننا اضطررنا إلى أخذ هذه الإجراءات لأن الآخرين لا يريدون لهذه البعثة أن تنجح ولا يريدون لسوريا أن تعود الى الاستقرار والأمن الذي يسعى إليه كل الشعب السوري».
بدوره، وصف مود لقاءه مع المقداد بأنه كان «اجتماعاً مهنياً كما هي العادة دوماً». وقال «ناقشنا أموراً تتعلق بتأسيس البعثة وموضوع استقرارها محلياً وخلق ارتباطات محلية»، مشيراً إلى أنه جرى «بحث السبيل للمضي قدماً في ذلك، كما جرت مناقشة بعض الإجراءات وحوادث محددة واجهتنا».
وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي أعلن في بيان «أن الدبلوماسيين الذين يشملهم القرار هم: سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا وسويسرا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وبلجيكا وبلغاريا وألمانيا، وكافة أعضاء السفارة التركية بدمشق من دبلوماسيين وإداريين، والقائم بأعمال السفارة الكندية وكافة أعضاء السفارة الكندية من دبلوماسيين وإداريين.
وتعقيباً على قرار الطرد، قال مسؤولون في أنقرة إن القنصلية التركية في حلب ستستمر بالعمل على الرغم من إغلاق السفارة التركية في دمشق. وكانت السفارة التركية في دمشق قد علّقت نشاطها في 26 آذار، فيما استمرت القنصلية في حلب بتقديم خدماتها.
ووصف متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية، قرار الحكومة السورية باعتبار السفير البريطاني لدى دمشق شخصاً غير مرغوب فيه بأنه يمثل «لفتة تبادلية». ورحب عضو لجنة الأمن في مجلس الدوما الروسي أليكسي بلوتنيكوف بقرار دمشق طرد سفراء بعض الدول الغربية ودبلوماسييها، قائلاً إنها ضرورية للدفاع عن السيادة السورية.
ومن جنيف، قال جون غينغ، مدير مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة، إن الحكومة السورية التزمت كتابياً بالسماح لعمال الإغاثة بالعمل في البلاد من دون إعاقة. وأضاف «سيجري اختبار النيّة الحسنة للحكومة في ما يتعلق بهذه المسألة اليوم وغداً وكل يوم».
وقال غينغ إنه بموجب الاتفاق ستبسّط إجراءات منح التأشيرات لعمال الإغاثة من تسع وكالات تابعة للأمم المتحدة وسبع منظمات دولية غير حكومية لتبدأ العمل في عدة محافظات سورية، بينها حمص ودرعا وإدلب ودير الزور.
أمنياً، أعلنت جماعة النصرة المتشددة مسؤوليتها عن مقتل 13 رجلاً عثر على جثثهم وهي مقيّدة وبها أثار طلقات نارية في دير الزور، الشهر الماضي، وهو الحادث الذي ندّد به مراقبو الأمم المتحدة ووصفوه بأنه «مروع ولا يغتفر». وهو ما يتناقض مع ما أعلنه سابقاً المرصد السوري لحقوق الانسان بشأن مسؤولية القوات النظامية عن إعدام هذه المجموعة.
وذكرت جبهة النصرة، في بيان نشر على موقع منتدى إسلامي، إنها احتجزت واستجوبت مجموعة من الرجال في مدينة دير الزور يوم 29 أيار، وكان «الجزاء العادل» لهم هو الإعدام بعد اعترافهم «بجرائمهم».
من جهة ثانية، قال مسؤول تركي أمس إن ما يقرب من 2700 سوري فروا الى تركيا في الأيام الخمسة الأولى من شهر حزيران. وجاء تصريحه بعد أن تحدث قرويون عن إضرام القوات السورية النار في مناطق الغابات القريبة من الحدود لإجبار مقاتلي المعارضة المختبئين هناك على الخروج. وتدفق معظم اللاجئين السوريين على إقليم هاتاي الجنوبي الشرقي الملاصق للأراضي السورية، وهناك حوالى 27 ألف لاجئ مسجّلين في مخيمات أقيم أغلبها في الإقليم.
ميدانياً، وقعت اشتباكات في عدد من القرى في ريف اللاذقية في غرب سوريا بين قوات النظام ومجموعات مسلحة معارضة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» من جهتها أن «مجموعات إرهابية مسلحة اعتدت الثلاثاء على المواطنين وقوات حفظ النظام في الحفة، وحاولت تخريب المؤسسات العامة والخاصة بعد تدميرها سيارتي إسعاف تستخدمهما الطواقم الطبية في المدينة».
وقالت الوكالة إن «الجهات المختصة تصدّت للمجموعات الإرهابية واشتبكت معها، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من الإرهابيين» لم تحدد عددهم. كذلك أدّت الاشتباكات إلى «استشهاد عنصرين من الجهات المختصة».
وأفاد المرصد أيضاً عن اشتباكات في بلدة كفرزيتا في ريف حماة ومنطقة اللجاة في درعا وبعض قرى ريف إدلب ومحيط بلدة بيانون في حلب.
في دمشق، قتل ضابط برتبة عميد إثر انفجار عبوة ناسفة بسيارته في بساتين حي برزة. وأفادت وكالة سانا بأن «مجموعة إرهابية مسلحة» استهدفت صباحاً سيارة العميد الطبيب أنور السقا «خلال إيصاله لابنته لتقديم امتحاناتها في منطقة أطراف بساتين برزة».
وأوضحت أن «المجموعة الإرهابية ألصقت عبوة ناسفة تحت سيارة العميد وفجّرتها، ما أدى إلى استشهاده على الفور وإصابة ابنته وسائقه بجروح». وأشارت سانا إلى اغتيال ضابطين في الجيش، أحدهما عقيد والآخر مقدم، في دير الزور.
إلى ذلك، أعلنت الأجهزة الأمنية الأردنية الأحد القبض على أردنيين من التيار السلفي أثناء محاولتهما التسلل إلى داخل الأراضي السورية، على ما أفادت مصادر أمنية ومن التيار.
(سانا، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)