أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في بكين، أمس، أن الصين وروسيا تريدان عقد مؤتمر دولي جديد بشأن روسيا، وتعتزمان تنسيق تحركهما من اجل تطبيق خطة الموفد الدولي الخاص كوفي انان لوقف العنف في هذا البلد.
ودعا لافروف، بعد لقائه مسؤولين صينيين في بكين، الى عقد مؤتمر جديد بشأن سوريا تشارك فيه «الدول التي تمارس نفوذاً فعلياً على مختلف مجموعات المعارضة» السورية، ذاكراً تحديداً تركيا وإيران والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وأعضاء مجلس الأمن الدولي. وأضاف إن الهدف من هذا المؤتمر هو أن «يتفق الأطراف الخارجيون، بدون سوريا في بادئ الأمر، على اتباع خطة انان بصدق وبدون التباس». ورأى ان «ما يسمى بمؤتمري أصدقاء سوريا» قاما فقط «بدعم المجلس الوطني السوري ومطالبه الراديكالية».
وقال لافروف ان «جماعات المعارضة خارج سوريا تطلب من المجتمع الدولي على نحو متزايد ضرب نظام الأسد عسكرياً وتغيير النظام». وأضاف «هذا أمر خطير للغاية، وأستطيع القول حتى إن هذه طريقة ستجر المنطقة الى كارثة». وتابع «من المهم ان نفهم ان المعارضة السورية متنوعة، وأن هناك جماعات مختلفة في المعارضة غير المتصالحة»، مشدداً على «أننا لا نقبل أن يعرض الوضع وكأن خطة انان لا ينبغي تطبيقها، مثلما أعلنت المعارضة السورية».
من جهة ثانية، أكدت الصين وروسيا مجدداً معارضتهما الشديدة لأي تدخل عسكري في سوريا. وجاء في البيان المشترك الذي أعقب محادثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعماء الصينيين في بكين أن البلدين يعارضان على نحو قاطع المساعي لحل الأزمة في سوريا عن طريق التدخل العسكري الخارجي، كما يعارضان فرض سياسة لتغيير النظام (في سوريا)، بما في ذلك داخل مجلس الأمن الدولي». وفي تعليق على الدعوة الروسية الصينية، أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أنها تتحفظ على الأداء برأيها بشأن هذا الاقتراح، وخصوصاً لجهة مشاركة إيران. وقالت كلينتون، في ختام زيارة لأذربيجان، «من الصعب ان نتصور دعوة بلد ينسق عمليات نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد ضد شعبه»، الى المشاركة في هذا المؤتمر.
بدوره، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن إيران لا يمكن «بأي شكل من الأشكال» أن تشارك في مؤتمر يتعلّق بسوريا، وذلك في ختام اجتماع دولي بشأن سوريا عقد في اسطنبول. ورداً على سؤال يتعلّق باقتراح روسيا إشراك إيران في مؤتمر بخصوص الأزمة السورية، أجاب فابيوس «إيران لا يمكن أن تشارك بأي شكل لأن مشاركتها ستتعارض أولاً مع الهدف الذي ترمي إليه الضغوط القوية التي تمارس على سوريا، كما سيكون لهذا الأمر تأثير على المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني، وهذا الأمر ليس مستحبّاً».
إلى ذلك، وفي تطور لافت، نقلت صحيفة «يزافيسيمايا غازيتا» الروسيّة عن مصدر في وزارة الدفاع الروسية، طلب عدم الكشف عن اسمه، أنه يجري إعداد خطة الآن لاستخدام القوات المسلحة الروسية خارج البلاد بناء على تكليف من قبل الرئيس فلاديمير بوتين. وأضافت إن «سوريا هي أحد البلدان المحتملة لقيام القوات الروسية بعملياتها في الخارج، وتخضع هذه الخطة للدراسة والتدقيق بالاشتراك مع قيادة الأركان الموحدة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، وكذلك مع الجهات المختصة بمكافحة الإرهاب في منظمة شنغهاي للتعاون».
وجاء التأكيد غير المباشر لهذا الخبر على لسان الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، نيقولا بورديوجا، الذي أعلن عن احتمال مشاركة قوات من المنظمة في عمليات حفظ السلام في سوريا. وقال مصدر في وزارة الدفاع الروسية إن مشاركة القوات الروسية في عمليات خارج البلاد، بما في ذلك سوريا، تتطلب قراراً سياسياً من قبل القيادة الروسية،
(الأخبار، رويترز، ا ف ب، يو بي آي)