كان الملفّان الإيراني والسوري موضع نقاش طويل بين ممثلي دول منظمة شنغهاي للتعاون، التي عقدت اجتماعاتها خلال اليومين الماضيين في بكين، لتختم بإعلان موقف صارم ضد استخدام القوة ضد أي من البلدين. وأكدت الدول الست الأعضاء في «منظمة شنغهاي للتعاون»، التي تؤدي فيها الصين وروسيا دوراً رئيساً، خلال قمتها السنوية أمس في بكين، معارضتها لاستخدام القوة، سواء ضد إيران أو سوريا، فيما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد، على هامش القمة، أن موسكو تؤيد استخداماً «سلمياً» للطاقة النووية في إيران. وأعلن رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون، في ختام قمتهم أمس، أن «الدول الأعضاء تعارض أي تدخل عسكري أو فرض تغيير للنظام بالقوة أو عقوبات من طرف واحد» في الشرق الأوسط. وشددت المنظمة تحديداً بشأن سوريا على «ضرورة وقف كل أنواع العنف مهما كان مصدرها». وأكدت المنظمة الاقليمية أن التوصل الى «حل سلمي للمسألة السورية من خلال الحوار السياسي» سيكون من مصلحة الشعب السوري والأسرة الدولية على السواء.
وبذلك يكون قادة روسيا والصين وأربع جمهوريات سوفياتية سابقة هي كازاخستان وأوزبكستان وقرغيزستان وطاجيكستان، أكدوا التصريحات التي صدرت أول من أمس عن موسكو وبكين عند افتتاح القمة بشأن معارضة التدخل العسكري. وتواجه موسكو وبكين ضغوطاً متزايدة لحملهما على التخلي عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في أعقاب استخدامهما حق النقض لوقف مشروعي قرار في مجلس الأمن الدولي ينصان على عقوبات على دمشق.
في الموضوع الإيراني، أكدت الدول الست أن «أي محاولة لتسوية المسألة الإيرانية بالقوة لن تكون مقبولة، وستؤدي الى عواقب لا يمكن توقعها ستهدّد الاستقرار والأمن في المنطقة وفي العالم بأسره». وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن منظمة شنغهاي تحدثت في إعلانها عن «بناء منطقة فيها سلام دائم وازدهار مشترك»، معربة عن «القلق العميق من التطورات المحيطة بإيران». ودعت كافة الأطراف إلى التزام أقصى درجات ضبط النفس وتفادي التصريحات التي من شأنها تصعيد الأوضاع.
كذلك أكدت منظمة شنغهاي دعمها الكامل للحوار بين مجموعة «5+1» وإيران، والذي سيُستأنف في موسكو في 18 و19 حزيران الحالي، من أجل تسوية القضية النووية الإيرانية عبر الوسائل الدبلوماسية. ودعت إيران إلى «أداء دور فعال في حفظ السلم والازدهار كعضو مسؤول في المجتمع الدولي».
وخلال لقاء بين الرئيسين على هامش القمة، قال بوتين لنجاد «دعمنا دائماً حق الشعب الإيراني في التقنيات الحديثة، بما فيها الاستخدام السلمي للطاقة الذرية. أريد أن أُصرّ على أننا نتحدث عن استخدام سلمي، وأنتم تعرفون موقفنا».
من جهته، قال الرئيس الإيراني الذي تشارك بلاده في المنظمة بصفة مراقب، إن «الطريقة التي يتطور فيها الوضع في المنطقة والعالم تتطلب تعاوناً أوسع وأعمق بين إيران وروسيا. وبعبارة أخرى، إيران وروسيا أصبحتا في جهة واحدة من الخندق». وأضاف أن «هناك من يعارضون التقدم والتطور في روسيا وإيران على حد سواء، خصوصاً إذا اعتبرنا أن حلف شمالي الأطلسي يتطلع إلى الشرق».
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد حذّر أول من أمس من أن أي «عقوبات جديدة» تفرض على إيران ستأتي بـ«بنتائج عكسية تماماً».
وتردد الصين أنها تعارض استخدام القوة أو التهديد باستخدام القوة حيال طهران، غير أن رئيس الوزراء وين جياباو قال للرئيس الإيراني، أول من أمس، إن بكين تعارض حيازة أي من دول الشرق الأوسط السلاح النووي.
وأخيراً صدّقت المنظمة في ختام قمتها على وضع المراقب لأفغانستان، لتصبح خامس دولة تشارك بهذه الصفة الى جانب منغوليا وإيران والهند وباكستان. والمنظمة التي أنشئت عام 1996 تمثل، مع أعضائها المراقبين، 43 في المئة من سكان العالم، وهي تسعى لفرض نفسها تدريجاً بديلاً لنفوذ الولايات المتحدة.
(أ ف ب، يو بي آي)